أكد كريم صباغ، العضو المنتدب لشركة «سبيس 42»، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس 2025)، أن الذكاء الاصطناعي يشكل حجر الأساس في عمل الشركة، خاصة في ما يتعلق برصد الأرض وتحليل البيانات الجيومكانية.
وأوضح أن القدرة على جمع وتحليل البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية تتطلب تقنيات متقدمة بسبب الكمية الهائلة من المعلومات التي يتم الحصول عليها يومياً.
كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تفسير هذه البيانات واستخلاص الاستنتاجات منها، وهو أمر لم يعد بالإمكان تحقيقه بالاعتماد على القدرات البشرية وحدها.
أحد الجوانب الفريدة التي تميز «سبيس 42»، بحسب صباغ، هو وجودها في أكثر من مدار، حيث تعمل الشركة في المدار الجغرافي الثابت، والمدار الأرضي المنخفض، إضافة إلى الستراتوسفير.
وأوضح أن هذا التوسع في العمل عبر مدارات متعددة يفرض تحديات تشغيلية كبيرة، تتطلب بدورها حلولاً ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لضمان إدارة المنظومات الفضائية بشكل فعال.
تلعب منصات «سبيس 42»، ولا سيما منصة GIQ، دوراً محورياً في إدارة الأزمات من خلال توفير بيانات آنية تساعد الحكومات والجهات المختصة في التعامل مع الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل.
وأوضح صباغ أن توفر بيانات دقيقة ومحدثة عن المناطق المنكوبة يساعد في توجيه جهود الإغاثة والتخطيط لعمليات إعادة الإعمار بكفاءة.
من بين المزايا التي توفرها «سبيس 42»، وفقًا لصباغ، هي أنظمة الاتصالات الفضائية الآمنة التي تضمن استمرارية الاتصال في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية، عندما تنهار شبكات الاتصالات التقليدية.
وأكد أن هذه التقنية توفر مرونة كبيرة للجهات المعنية بالتعامل مع الأزمات، ما يضمن تدفق المعلومات دون انقطاع، وهو أمر بالغ الأهمية في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس 2025)، أعلنت «سبيس 42» عن ثلاث شراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال تقنيات الفضاء:
بالتزامن مع هذه الإعلانات، وقّعت «سبيس 42» مذكرة تفاهم مع «إيدج» و«فضاء» لتأسيس مشروع مشترك يهدف إلى تعزيز القدرات السيادية لدولة الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء.
ووفقاً للبيان الصادر عن الشركة، فإن هذا المشروع يهدف إلى إنشاء منظومة متكاملة لرصد الأرض تعتمد على أحدث التقنيات، مع التركيز على التصنيع المحلي.
ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في مجال الفضاء، خاصة من خلال تطوير وإطلاق أقمار صناعية سيادية.
في خطوة أخرى لتعزيز إمكانياتها في مجال رصد الأرض، أعلنت «سبيس 42» عن توقيع عقد بقيمة 378 مليون درهم مع «فضاء» التابعة لمجموعة «إيدج».
وسيتم من خلال هذا التعاون توظيف البيانات المستمدة من كوكبة أقمار «فورسايت» الرادارية، التي أطلقت أول أقمارها في أغسطس 2024، مع استمرار تطويرها خلال السنوات المقبلة.