«سبيس 42» لـ«CNN الاقتصادية»: الذكاء الاصطناعي في قلب ثورة الفضاء

أكد كريم صباغ، العضو المنتدب لشركة «سبيس 42»، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس 2025)، أن الذكاء الاصطناعي يشكل حجر الأساس في عمل الشركة، خاصة في ما يتعلق برصد الأرض وتحليل البيانات الجيومكانية.

وأوضح أن القدرة على جمع وتحليل البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية تتطلب تقنيات متقدمة بسبب الكمية الهائلة من المعلومات التي يتم الحصول عليها يومياً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تفسير هذه البيانات واستخلاص الاستنتاجات منها، وهو أمر لم يعد بالإمكان تحقيقه بالاعتماد على القدرات البشرية وحدها.

تشغيل الكوكبات الصناعية متعددة المدارات

أحد الجوانب الفريدة التي تميز «سبيس 42»، بحسب صباغ، هو وجودها في أكثر من مدار، حيث تعمل الشركة في المدار الجغرافي الثابت، والمدار الأرضي المنخفض، إضافة إلى الستراتوسفير.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأوضح أن هذا التوسع في العمل عبر مدارات متعددة يفرض تحديات تشغيلية كبيرة، تتطلب بدورها حلولاً ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لضمان إدارة المنظومات الفضائية بشكل فعال.

تقنيات الفضاء والتغير المناخي

تلعب منصات «سبيس 42»، ولا سيما منصة GIQ، دوراً محورياً في إدارة الأزمات من خلال توفير بيانات آنية تساعد الحكومات والجهات المختصة في التعامل مع الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل.

وأوضح صباغ أن توفر بيانات دقيقة ومحدثة عن المناطق المنكوبة يساعد في توجيه جهود الإغاثة والتخطيط لعمليات إعادة الإعمار بكفاءة.

كما أشار إلى أهمية رصد التغيرات المناخية عبر الاستفادة من البيانات الجيومكانية، حيث يمكن لهذه التقنية التنبؤ بالتغيرات البيئية قبل حدوث الكوارث، ما يسهم في تحسين استراتيجيات الوقاية والتخطيط البيئي.. كذلك تتيح تحليلات الذكاء الاصطناعي القدرة على تحديد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع البيئية، ما يسهل عملية التنبؤ بالمخاطر واتخاذ تدابير استباقية لمواجهتها.

الاتصالات الآمنة في أوقات الأزمات

من بين المزايا التي توفرها «سبيس 42»، وفقًا لصباغ، هي أنظمة الاتصالات الفضائية الآمنة التي تضمن استمرارية الاتصال في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية، عندما تنهار شبكات الاتصالات التقليدية.

وأكد أن هذه التقنية توفر مرونة كبيرة للجهات المعنية بالتعامل مع الأزمات، ما يضمن تدفق المعلومات دون انقطاع، وهو أمر بالغ الأهمية في عمليات الإنقاذ والإغاثة.

تعاون وشراكات

خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس 2025)، أعلنت «سبيس 42» عن ثلاث شراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال تقنيات الفضاء:

- التعاون مع مجموعة «إيدج» و«فضاء» لتطوير برامج متقدمة لرصد الأرض

أكدت «سبيس 42» أن هذا التعاون يهدف إلى إطلاق أقمار صناعية جديدة مزودة بأحدث التقنيات لتوفير بيانات دقيقة عن كوكب الأرض.. ويُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لتطوير قدرات الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتعزيز السيادة الوطنية في هذا القطاع.

- إطلاق منصة تحليل جيومكاني جديدة بالتعاون مع «إيدج» و«توازن»

ستوفر هذه المنصة قدرات تحليل متطورة للبيانات التي يتم جمعها من الفضاء، ما يتيح إمكانية دعم القطاعات المختلفة، بما في ذلك إدارة الأزمات، ومراقبة المناخ، والتخطيط العمراني، والدفاع والأمن.

- تطوير منصة «HAPS» بالشراكة مع «X-Range»

تعمل «سبيس 42» على تطوير نظام طيران في طبقة الستراتوسفير يحمل معدات للاتصالات الساتلية ورصد الأرض، ما يتيح حلولاً مرنة لمجموعة من التطبيقات الخاصة، كالمراقبة البيئية والأمنية.

تعزيز القدرات الفضائية السيادية للإمارات

بالتزامن مع هذه الإعلانات، وقّعت «سبيس 42» مذكرة تفاهم مع «إيدج» و«فضاء» لتأسيس مشروع مشترك يهدف إلى تعزيز القدرات السيادية لدولة الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء.

ووفقاً للبيان الصادر عن الشركة، فإن هذا المشروع يهدف إلى إنشاء منظومة متكاملة لرصد الأرض تعتمد على أحدث التقنيات، مع التركيز على التصنيع المحلي.

وسيعتمد المشروع على الجمع بين البنية التحتية الفضائية المتقدمة التي تمتلكها «سبيس 42» وخبرتها في التحليلات الجيومكانية والذكاء الاصطناعي، مع القدرات الدفاعية والتكنولوجية التي توفرها «إيدج» و«فضاء».

ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في مجال الفضاء، خاصة من خلال تطوير وإطلاق أقمار صناعية سيادية.

تعزيز الرصد الجيومكاني

في خطوة أخرى لتعزيز إمكانياتها في مجال رصد الأرض، أعلنت «سبيس 42» عن توقيع عقد بقيمة 378 مليون درهم مع «فضاء» التابعة لمجموعة «إيدج».

وسيتم من خلال هذا التعاون توظيف البيانات المستمدة من كوكبة أقمار «فورسايت» الرادارية، التي أطلقت أول أقمارها في أغسطس 2024، مع استمرار تطويرها خلال السنوات المقبلة.

وبحسب صباغ، فإن هذا الاستثمار يهدف إلى تحسين قدرات الإمارات في مجال الجيومكانيات، عبر توفير حلول تحليل متطورة تدعم مختلف القطاعات، من التخطيط الحضري إلى الأمن والدفاع.