وداعاً لعصر الهواتف الذكية.. عمالقة وادي السيليكون يقرّون بانتهاء الهيمنة

أبل فيجين برو (شترستوك)
أبل فيجين برو (شترستوك)
أبل فيجين برو (شترستوك)

لم تَعُد عبارة «التغيير قادم» تصف واقع التكنولوجيا اليوم؛ التغيير حدث فعلاً، لأول مرة، يقرّ كبار التنفيذيين في أبل وغوغل وميتا علناً بأن الركائز الأساسية التي قامت عليها هيمنتهم الرقمية لم تَعُد في أوجها.

تشهد محركات البحث، والتفاعل الاجتماعي، وحتى الهواتف الذكية كما نعرفها، تراجعاً في الاستخدام أو احتمالية الزوال خلال السنوات القادمة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لم تأتِ التصريحات في مؤتمرات استثمارية أو على منصات ترويج، بل في ساحات المحاكم خلال قضايا مكافحة الاحتكار، وهو ما يضفي عليها ثقلاً خاصاً، ويكشف عن تحول في ديناميكيات وادي السيليكون من الدفاع عن ماضيه إلى البحث عن نجاة في المستقبل.

صرّح نائب رئيس الخدمات في أبل، إيدي كيو، خلال محاكمة وزارة العدل الأميركية ضد غوغل أن عمليات البحث على أجهزة آيفون شهدت انخفاضاً للمرة الأولى.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

جملة واحدة، لكنها تحمل دلالات ضخمة.. المستخدمون باتوا يفضّلون أدوات الذكاء الاصطناعي على محركات البحث التقليدية، وهو اتجاه تؤكده تقديرات مؤسسة غارتنر Gartner التي تتوقع انخفاض حجم البحث عبر الإنترنت بنسبة 25 في المئة بحلول 2026.

وفي شهادة منفصلة، كشف الرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرغ، أن مستخدمي فيسبوك أصبحوا يضيفون أصدقاء جدداً ويشاركون محتوى أقل من أي وقت مضى، بينما يتركز النشاط حالياً على الرسائل المباشرة، الأمر الذي يعكس تحوّلاً جذرياً في طبيعة التفاعل الاجتماعي على المنصات التي بنت بها ميتا مجدها.

والمفارقة هو أن باتت الشركات الثلاث تتفق ضمناً على أن المستقبل قد لا يشمل الهواتف من الأساس، «قد لا تحتاج لهاتف آيفون بعد 10 سنوات، حتى وإن بدا ذلك غريباً»، هكذا قال كيو خلال الجلسة.

تركز الرؤية الجديدة التي تتبنّاها هذه الشركات، ومنها أبل، ميتا، سامسونغ وأمازون، على نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتفاعل مع العالم مباشرة وتنفذ الأوامر دون الحاجة إلى «المستطيل المتوهج» الذي هو الهاتف الذكي.

بدأت ميتا بالفعل بيع نظارات راي بان Ray-Ban الذكية، وأمازون ألمحت إلى اهتمام مشابه عبر أجهزة أليكسا، أما أبل، فخطت خطوة مختلفة بإطلاق فيجين برو Vision Pro بسعر 3500 دولار، كنموذج أولي لمنتج مستقبلي قد يكون واجهة استخدام الجيل القادم.

لكن هذا التحوّل لا يعود فقط لتطوّر التقنيات، بل أيضاً لتغير سلوك المستهلك، المستخدمون باتوا يحتفظون بهواتفهم سنوات أطول، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي باتت تؤدي مهام كانت يوماً حكراً على غوغل وفيسبوك، شبكات مثل تيك توك وسناب شات تستحوذ على اهتمام الأجيال الشابة، بينما لا يستخدم فيسبوك سوى 32 في المئة من المراهقين الأميركيين اليوم، مقارنة بـ71 في المئة قبل عقد، وفق تقرير مركز بيو.

ما الذي يعنيه ذلك للأعمال؟

بالنسبة للشركات الناشئة، فإن ما يحدث يُعد فرصة ذهبية لاختراق الأسواق بمنتجات وخدمات جديدة تعتمد على واجهات استخدام أكثر طبيعية كالذكاء الاصطناعي والمحتوى التفاعلي، أما بالنسبة للعمالقة، فالتحول أصبح ضرورة لا خياراً، من كان يقود التحوّل في الأمس، عليه الآن أن يُقاتل للحفاظ على مكانته في ظل منافسة لا ترحم.

ببساطة، دخل مشهد الإنترنت الكلاسيكي الذي حكم العالم منذ 2007 مرحلة «الغروب البطيء»، وما تبنيه الشركات الكبرى اليوم من تجارب ذكاء اصطناعي وأجهزة قابلة للارتداء قد يُحدد من سيسيطر على الإنترنت خلال العقد المقبل.

(بقلم ليزا إيديكيكو، CNN)