تعرضت كوريا الشمالية اليوم السبت لانقطاع ضخم في خدمات الإنترنت استمر لعدة ساعات، أدى إلى تعطل مواقع حكومية وإخبارية رسمية، ما فصل البلاد المنعزلة فعلياً عن الفضاء الإلكتروني العالمي. وبحسب فحوصات أجرتها رويترز، فإن مواقع رئيسية مثل وزارة الخارجية، وخطوط «كوريو» الجوية الوطنية، ووكالات الأنباء الرسمية لم تكن قابلة للوصول حتى منتصف النهار تقريباً، حين بدأت في العودة تدريجياً إلى الخدمة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
انقطاع شامل عن البنية الرقمية
قال جنيد علي، باحث بريطاني متخصص في مراقبة بنية الإنترنت الكوري الشمالي، إن خدمات البريد الإلكتروني تأثرت أيضاً، ولم تكن البنية التحتية للبلاد تظهر على أنظمة المراقبة الإلكترونية الدولية، وأضاف «من الصعب تحديد ما إذا كان هذا الحادث متعمداً أو ناتجاً عن خطأ، لكن الدلائل تشير إلى سبب داخلي أكثر من كونه هجوماً خارجياً».
وأكد باحثون آخرون أن الاتصالات التي تمر عبر الصين وروسيا، وهما المساران الرئيسيان لربط كوريا الشمالية بالعالم الرقمي، كانت أيضاً غير عاملة، ما يعزز فرضية الخلل الداخلي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بنية الإنترنت في بيونغ يانغ
تعرف كوريا الشمالية بكونها إحدى أكثر الدول تشديداً للرقابة على الإنترنت، فالغالبية العظمى من المواطنين لا يمكنهم الوصول إلى الشبكة العالمية، ويقتصر استخدامهم على شبكة إنترنت داخلية حكومية معزولة.
في المقابل، تمنح النخبة الحكومية والعسكرية فقط صلاحية الوصول إلى الإنترنت المفتوح، وتستخدم مواقع الدولة الرسمية عادة كمنصات دعائية موجهة للجمهور الخارجي.
سجل سابق من الانقطاعات
سبق أن شهدت كوريا الشمالية انقطاعات مماثلة في السنوات الماضية، رجح حينها خبراء أن تكون ناجمة عن هجمات إلكترونية انتقامية، رغم عدم توفر دلائل رسمية على ذلك.
وفي المقابل، تتهم بيونغ يانغ بتشغيل فرق اختراق إلكتروني متقدمة، من بينها مجموعة «لازاروس» الشهيرة، التي تنسب إليها عمليات قرصنة استهدفت مؤسسات مالية، وشركات تقنية، بل وعمليات سرقة وغسل أموال رقمية باستخدام العملات المشفرة.
ورغم هذه الاتهامات الدولية، تنفي كوريا الشمالية رسمياً أي دور لها في أنشطة قرصنة أو جرائم إلكترونية.