وسط ترقب الأسواق مؤتمر أبل السنوي للمطورين الأسبوع المقبل، أطلقت صحيفة فايننشال تايمز تقريراً يكشف عن تعثر جهود أبل في تطوير مساعدها الصوتي «سيري» باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقد أثار هذا التعثر قلقاً واسعاً بين المستثمرين بشأن مستقبل الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي المتسارع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
بحسب موظفين سابقين في الشركة تحدثوا للصحيفة، فإن أبل واجهت صعوبات تقنية كبيرة في دمج نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) داخل هيكل «سيري»، مما أدى إلى أعطال متكررة وتأخيرات في الإطلاق. على عكس منافسين مثل «أوبن إيه آي» و«غوغل»، الذين بنوا مساعديهم الصوتيين من الصفر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حاولت أبل تطوير «سيري» بشكل تدريجي، وهو نهج لم ينجح.
وعود لم تتحقق
يعتبر تحديث «سيري» جزءاً أساسياً من حزمة ميزات أبل إنتليجنس التي أعلنت الشركة العام الماضي، والتي تهدف لتعزيز مبيعات أجهزتها. لكن، وبحسب التقرير، فإن العديد من هذه الميزات، لا سيما تلك المتعلقة بـ«سيري»، لم تطرح بعد، على الرغم من الوعود السابقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ووفقاً لمحللين في بنك أوف أميركا، فإن أبل قد تكون متأخرة ثلاث سنوات عن منافسيها في تقديم مساعد ذكي فعّال، ورأى أحد الموظفين السابقين أن «قيادة مشتتة ونقص في الميزانيات الكافية» ساهمتا في هذا الفشل، بالإضافة إلى تمسك أبل بسياساتها الصارمة في الخصوصية، والتي فرضت تشغيل الميزات عبر نماذج صغيرة على الجهاز نفسه بدلاً من الاعتماد على السحابة.
تداعيات متعددة
انخفاض ثقة المستثمرين ظهر بوضوح هذا العام، إذ تراجعت أسهم أبل بنحو 18 في المئة منذ بداية 2025، وهو أسوأ أداء بين «السبعة العظام» من شركات التكنولوجيا.
ويضاف إلى ذلك تحديات أخرى تشمل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والمنافسة الشرسة في الصين، والضغوط القانونية المتزايدة على قسم الخدمات في الشركة.
التأخيرات أجبرت أبل على سحب إعلانات تلفزيونية تروج للميزات غير الجاهزة، كما واجهت دعاوى قضائية بتهمة التضليل الإعلاني. حتى المدير التنفيذي تيم كوك أقر مؤخراً أن التقدم في «سيري» «أبطأ مما كنا نتوقع» ولم يصل بعد إلى «معايير الجودة العالية» التي تعتمدها الشركة.
محاولة إنقاذ متأخرة؟
كجزء من إعادة الهيكلة، تم نقل مسؤولية تطوير «سيري» من جون جياناندريا، الذي انضم من غوغل عام 2018، إلى مايك روكويل مبتكر خوذة «فيجن برو». كما لجأت أبل إلى شراكة مع أوبن إيه آي لإدماج تشات جي بي تي مع «سيري»، خطوة تشير إلى مدى اعتمادها على تقنيات خارجية لسد الثغرات.
وما يزيد من تعقيد المشهد إعلان الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، سام ألتمان، صفقة بقيمة 6.5 مليار دولار لشراء شركة آي كيو، التي أسسها المصمم الأسطوري في أبل، جوني آيف، ما يفتح باباً لمنافسة محتملة من منتج جديد يهدد أبل في عقر دارها.