الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إيلون ماسك، يقترب مجدداً من صدارة قائمة أثرياء العالم، فأسهم الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية _والتي يترأسها ماسك ويمتلك حصة الأغلبية فيها_ ارتفعت بنحو 100 في المئة منذ شهر يناير كانون الثاني الماضي، بدعم من عودة شهية المخاطرة لدى المستثمر نحو أسهم قطاع التكنولوجيا.

تقلبات مليارية

في مطلع هذا العام، استطاع إيلون ماسك أن يحصد رقماً قياسياً جديداً حين تكبد أكبر خسارة شخصية في التاريخ، فثروة ماسك تراجعت من أعلى قمة سجلتها عند 320 مليار دولار في يناير كانون الثاني 2021 إلى 138 مليار دولار في يناير كانون الثاني 2023، أي أنه خسر أكثر من 182 مليار دولار من ثروته الشخصية.

هذه الخسائر القياسية جاءت بالتزامن مع رفع معدلات الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي بدوره أدى إلى موجة تخارجات من أسواق الأسهم الأميركية، لا سيما تلك التي تندرج تحت مظلة قطاع التكنولوجيا وتصنفها الأسواق بـ«مرتفعة المخاطرة». صحيح أن كل أسهم قطاع التكنولوجيا الأميركي تكبدت خسائر خلال دورة رفع معدلات الفائدة، ولكن «تسلا» كانت ضمن أكبر الخاسرين، فالسهم تراجع بأكثر من 70 في المئة من ذروته في نوفمبر تشرين الثاني 2021 حتى قاعه في يناير كانون الثاني 2023، بينما تراجع مؤشر ناسداك المُعبر عن قطاع التكنولوجيا بـ35 في المئة فقط خلال الفترة نفسها، والسبب _وفقاً للعديد من التقارير_ كان صفقة «تويتر».

دراما «تويتر»

خلال أبريل نيسان 2022، أعلن إيلون ماسك تقديم عرض لشراء شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» مقابل 44 مليار دولار. وبعدها بشهر واحد فقط، عاد ليعلن سحب عرض الشراء نتيجة الحسابات الوهمية المنتشرة على المنصة ورفضت إدارة «تويتر» الإفصاح عن العدد الفعلي لتلك الحسابات.

مجلس إدارة «تويتر» هدّد بعدها بمقاضاة ماسك لإتمام الصفقة وأصبح موعد المحاكمة وتوقعاتها الشاغل الأكبر لوول ستريت خلال تلك الفترة. لكن بعد 6 أشهر، أعلن ماسك إتمام الصفقة واستحوذ على «تويتر» مقابل 54.2 للسهم أو 44 مليار دولار.

وقد لعبت دراما «تويتر» دوراً كبيراً في حالة التشاؤم التي سيطرت على مستثمري «تسلا». فماسك يدير بالفعل أكبر شركة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، وأيضاً شركة «سبيس إكس» ويعمل 18 ساعة يومياً، فكيف سينجح في إضافة وجبة كبيرة بحجم «تويتر» على مائدته الممتلئة بالفعل؟

ولعل تفاعل سهم «تسلا» مع صفقة «تويتر» هو المعبر الأكبر عن قلق المستثمر تجاه إدارة ماسك شركة السيارات الكهربائية.

منافس غير تقليدي

مزيج تراجع أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل عام ودراما صفقة «تويتر» أزاح ماسك من صدارة قائمة أثرياء العالم ليحل مكانه الملياردير الفرنسي وقطب العلامات التجارية الفاخرة بيرنارد أرنولد. ووفقاً لـ«فوربس»، وصلت ثروة الأخير إلى 221 مليار دولار بعد المكاسب الكبيرة التي حصدها سهم شركته LVMH»«.الملياردير الذي يمتلك علامات تجارية من نوعية «لويس فيتون» و«فيندي» و«ديور» كان صعوده لصدارة أثرياء العالم مفاجئاً، خاصة أن هذا المقعد محجوز تقريباً منذ بداية الألفية الجديدة لأباطرة قطاع التكنولوجيا مثل بيل غيتس الشريك المؤسس لـ«مايكروسوفت»، وجيف بيزوس مؤسس «أمازون دوت كوم».

ولكن بعد مكاسب سهم «تسلا» منذ مطلع العام، يبدو أن المقعد سيعود مجدداً لرجال التكنولوجيا. ثروة إيلون ماسك وصلت 195 مليار دولار، لتفصله عن ثروة أرنولد 16 مليار دولار فقط والذي يمكن أن تحققه «تسلا» في جلستي تداول

أرباح (وخسائر) على الورق!

إيلون ماسك -كغيره من أثرياء العالم- أكد في أكثر من مناسبة أن تلك الأرباح والخسائر لا يجب أن تكون مصدراً للقلق، لأنها ببساطة أرباح ورقية طالما أن المستثمر يمتلك السهم أو الأصل ولم يقم ببيعه. ماسك أيضاً عرّف عن نفسه في أكثر من مناسبة بأنه ملياردير «معدوم السيولة» أي أنه لا يمتلك الكثير من الأموال النقدية، وكل ثروته تتركز في أسهم شركاته.