إذا فتحت تطبيق «إنستغرام» في أي لحظة، ربما لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتظهر أمامك صور نقية لسماء الليل بعد حلول الظلام أو مطعم مضاء بشكل خافت، ورغم أن مثل هذه اللقطات كانت تتطلب كاميرات متقدمة سابقاً، فإنها أصبحت الآن ممكنة من الهاتف الذي تحمله بالفعل في جيبك.
وتستثمر شركات التكنولوجيا مثل «أبل» و«سامسونغ» و«غوغل»، الموارد لتحسين خيارات التصوير الليلي، في الوقت الذي أصبحت فيه ميزات كاميرا الهاتف أحد العوامل الرئيسة التي تعتمد عليها مبيعات الهواتف الذكية، وتعزز المنافسة بين الشركات الكبرى.
على سبيل المثال، صُنفت ميزة الوضع الليلي من «أبل» – المتوفرة في الطرازات التي تبدأ بـ«آيفون 11»- كميزة رئيسة في تشكيلة «آيفون 14» العام الماضي، بفضل نظام الكاميرا المحسّن.
وقدمت «غوغل» في وقت سابق من هذا الشهر إصداراً أكثر سرعة لوضع الرؤية الليلية في معظم طرازاتها من «غوغل بيكسل»، والذي يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتفتيح الصور في البيئات المظلمة.
وقال ليان جي سو محلل الذكاء الاصطناعي لدى «إيه بي آس ريسيرش»، «يعتمد الناس بشكل متزايد على هواتفهم الذكية لالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو وإنشاء المحتوى، هذا سيدفع شركات الهواتف الذكية لرفع مستوى معالجة الصور والفيديوهات المحسّنة بالذكاء الاصطناعي».
وبينما كان هناك تركيز كبير مؤخراً على روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي بين شركات وادي السيليكون، فإن السعي لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً يمكن أن يساعد أيضاً في تحسين التصوير الليلي وتقريب هواتفنا الذكية من القدرة على الرؤية في الظلام.
كيف يعمل التصوير الليلي القائم على الذكاء الاصطناعي؟
بالنسبة لشركة «سامسونغ» وشركات التكنولوجيا الأخرى، فإن خوارزميات الذكاء الاصطناعي ضرورية لتطوير مزايا التصوير الليلي بالهواتف الذكية.
وأوضح سو قائلاً «تعتمد عملية التدريب على أدوات الذكاء الاصطناعي على ضبط عدد كبير من الصور ووضع تعليقات توضيحية عليها من قبل الخبراء، ويتعلم الذكاء الاصطناعي بعد ذلك الخواص اللازمة لضبط التقاط الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة».
على سبيل المثال، تحدد الخوارزميات المستوى الصحيح للتعرض للضوء، وتحدد الألوان والتدرج الصحيح في ظل ظروف إضاءة معينة، وتشحذ الوجوه أو الكائنات غير الواضحة بشكل مصطنع، ثم تضبط تلك التغييرات، ومع ذلك، يمكن أن تبدو النتيجة النهائية مختلفة تماماً عما رآه الشخص الذي يلتقط الصورة في الوقت الفعلي.
تمتلك «غوغل» أيضاً ميزة التصوير الفلكي القائم على الذكاء الاصطناعي التي تتيح للأشخاص التقاط صور للسماء ليلاً دون الحاجة إلى تعديل الإعدادات الأخرى، إذ تكتشف الخوارزميات التفاصيل في السماء وتعززها لتبرز واضحة، وفقاً للشركة.
ولطالما ترددت شائعات عن أن شركة «أبل» تعمل أيضاً على ميزة التصوير الفلكي، إذ تمكّن بعض مستخدمي «آيفون 14 برو ماكس» من التقاط صور للسماء من خلال أداة «الوضع الليلي» الحالية، التي تعمل عندما يكتشف الجهاز بيئة منخفضة الإضاءة، ويفعل تفتيح اللقطات لالتقاط التفاصيل.
وقال بيل راي، المحلل لدى جارتنر، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث فرقاً في الصورة، لكن النتائج النهائية لهذه الميزات تعتمد أيضاً على عدسات الهاتف، موضحاً أن المساحة المحدودة على الهاتف غالباً ما تتطلب ضغط الملفات معاً، ما قد يؤدي إلى تقليل جودة الصورة، خاصة في البيئات المظلمة.
تطور كبير يلوح في الأفق
على الرغم من أن التصوير الليلي على الهواتف قد قطع شوطاً طويلاً، فإن التكنولوجيا الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تدفعه للأمام بشكل أكبر.
وقال سو «في السنوات الأخيرة، اُستخدمت نماذج الذكاء الاصطناعي في وظائف تحرير الصور مثل إزالة الخلفية أو استبدالها، وإذا أُضيفت هذه التقنية إلى أنظمة صور الهواتف الذكية، فقد تجعل الأوضاع الليلية أكثر قوة في النهاية».
وبالفعل، تتبنى شركات التكنولوجيا الكبيرة بقيادة «غوغل» هذه التقنية بشكل كامل في أجزاء أخرى من أعمالها.
(سامانثا كيلي ــ CNN)