بعد ساعات من التأكد من ذكاء سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي» المطوّرة لأداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة، في استجوابه أمام مجلس الشيوخ الأميركي للمرة الأولى، كشفت الشركة عن إطلاق تطبيق « تشات جي بي تي» على نظام التشغيل «أي أو إس»، بينما نوهت بإتاحته على أنظمة «أندرويد» قريباً دون ذكر موعد محدد.

قالت الشركة في بيان يوم الخميس، إن تطبيق «تشات جي بي تي» مجاني الاستخدام، كما يتيح إمكانية الإدخال الصوتي، نظراً لدمجه نظام «ويسبر» مفتوح المصدر للتعرف على الكلام.

.

مراهنة على الذكاء البشري

راهنت الشركة على ذكاء المستخدمين حتى تلبي تفضيلاتهم، وأضافت أنه يمكن لمشتركي «تشات جي بي تي بلس» الوصول حصرياً إلى إمكانات «تشات جي بي تي-4»، مع التمتع بكل ميزاته وفرصة الحصول على إجابات بوتيرة أسرع.

بدأت الشركة بطرح التطبيق في الولايات المتحدة أولاً، وتعهدت بالانتشار العالمي في بيانها، لكن بعد التجربة الأولى له، وملاحظة ردود أفعال المستخدمين.

تمثل الذكاء البشري في ترويج الشركة لتطبيقها الجديد، إذ ذكرت مميزاته المتمثلة في الحصول على معلومات دقيقة وفورية مع تجنب النتائج المتعددة والإعلانات، كما لفتت إلى إمكانية الحصول على نصائح مخصصة حول الطهي أو خطط السفر على سبيل المثال.

وشددت على قدرة التطبيق في دعم الإلهام الإبداعي للمستخدمين، سواء عن طريق ابتكار أفكار جديدة للهدايا، أو تحديد العروض التقديمية، أو كتابة القصائد المثالية.

وكأن الشركة تحاول إماطة المخاوف المتعلقة بقضاء الذكاء الاصطناعي على الكثير من المهن، إذ أوضحت أن تطبيقها الجديد سيعزز إنتاجية الموظفين من خلال منحهم المزيد من الأفكار، وتلخيص الملاحظات، مع تقديم المساعدة الفنية إن تطلب الأمر ذلك.

كما أفادت بأنه يمكن الاستفادة من التطبيق في استكشاف لغات جديدة، وفقاً لسرعة كل شخص في استيعاب المعلومات الجديدة.

ولتعزيز فكرة مساهمة الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياة الأفراد ومساعدتهم لإظهار أفضل قدراتهم، قالت الشركة إن «التطبيق الجديد خطوة جديدة من تحويل الأبحاث إلى أدوات مفيدة».

مستخدمو «تشات جي بي تي»

وصل عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» إلى نحو مليون مستخدم خلال فترة زمنية قياسية بما يُقدّر بنحو خمسة أيام فقط، على عكس الكثير من التطبيقات الشهيرة مثل «إنستغرام»، و«فيسبوك» التي جذبت مليون مستخدم بعد شهور، أو حتى «تويتر» الذي جذب المليون مستخدم في عامين.

استجواب ألتمان.. اعترافات سلسة

كان رئيس «أوبن إيه آي» قد استطاع أن يكسب المشرعين إلى صفه، بعدما كان ظهوره الأول أمام مجلس الشيوخ الأميركي سلساً، إذ اعترف بوجود مخاطر للذكاء الاصطناعي، قائلاً «إذا ساء استخدام هذه التكنولوجيا، فقد يسوء الأمر تماماً، ونريد أن نكون صريحين بشأن ذلك، نريد العمل مع الحكومة لتجنب هذا الأمر».

تجلى ذكاء ألتمان، من خلال تقديم حلول تبدو بسيطة، فشكّل سياسة شركته، بينما قدّم للمشرعين فرصة للخلاص، ويبدو أنهم ممتنون لقبولها، ويبدو أن مهاراته القيادية ورؤيته التكنولوجية ستجعله ضمن أكبر اللاعبين الطامحين في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى جانب عمالقة التكنولوجيا في العالم.