كشف تحقيق أجرته مؤخراً منظمة رقابة أميركية خاصة باسم «TTP» أو «مشروع الشفافية التكنولوجية» عن اتجاهات وُصفت بالـ«مُقلقة» فيما يتعلّق بأنظمة اقتراح مقاطع الفيديو المتاحة عبر منصة « يوتيوب».

وبحسب الدراسة، خوارزميات المنصّة الشهيرة تقوم بتوجيه لاعبي الفيديو الصغار، خصوصاً الذكور، لمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد عنيفة، بما في ذلك مشاهد لإطلاق النار في المدارس، ما يثير المخاوف بشأن تأثير هذه الخوارزميات على المستخدمين الصغار لـ«يوتيوب».

أربعة حسابات والنتيجة واحدة

استخدم الباحثون في الدراسة أربعة حسابات قاموا بإنشائها بهدف اختبار خوارزميات «يوتيوب»، وحدّدوا مستخدميها على أنهم ذكور، اثنان في التاسعة من العمر والآخران في سن الرابعة عشر، كما أظهروا اهتمام أصحاب هذه الحسابات بألعاب الفيديو من خلال مشاهدة عدة مجموعات فيديو خاصة بالألعاب فقط، ثم بدأ الباحثون بمراقبة وتحليل اقتراحات «يوتيوب» لهذه الحسابات على مدار 30 يوماً.

وفي النتائج، قدّمت خوارزميات «يوتيوب» اقتراحات تتعلق بمقاطع فيديو تحتوي على أسلحة وعمليات إطلاق نار للحسابات الأربعة، احتوى بعضها على تعليمات إرشادية لكيفية تحويل الأسلحة النارية لأسلحة رشاشة، وكيفية تصوير مشاهد عمليات إطلاق النار التي تحدث في المدارس.

كذلك لم تلتزم خوارزميات «يوتيوب» بسياساته المتعلقة بالمحتوى المُتاح لصغار السن، فلم تتخّذ المنصة أي إجراءات لتقييد ظهور مقاطع الفيديو العنيفة أو ضمان سلامة الأطفال، بما في ذلك اقتراحها مشاهدة فيلم عن القاتل المتسلسل المعروف جيفري دامر.

شعبية يوتيوب بين الصغار

لفت الباحثون في مشروع الشفافية التكنولوجية (TTP) أن استطلاع رأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث العام الماضي وجد أن «يوتيوب» هي المنصة الأكثر استخداماً على الإنترنت من قِبل الفئة العمرية بين 13-17 عاماً، بنسبة بلغت 95 في المئة من المشاركة في الاستطلاع، ما يُشير إلى ضرورة إجراء تعديلات أكثر دقة على نظام اقتراح المقاطع في المنصة، خصوصاً للمستخدمين الصغار.

كما ربط القائمون على الدراسة بين هذه النتائج وبين حالات إطلاق النار العشوائي التي وقعت في ولايات أميركية على يد أفراد تقلّ أعمارهم عن 21 عاماً، مثل الحادثة التي قتلت عشرة أشخاص في مايو أيار 2022 في مدينة «بافالو» في ولاية «نيويورك»، على يد شاب في الثامنة عشرة من عمره كان قد تعلم قواعد الرماية واستخدام الأسلحة النارية عبر مقاطع فيديو شاهدها على «يوتيوب».

في حين لم يُعلّق القائمون على منصة «يوتيوب» التي تمتلكها شركة « ألفابت» حتى الآن على نتائج هذه الدراسة، فإن بياناً مقتضباً أرسلته الشركة للمحكمة العليا في يناير كانون ثاني الماضي ضمن قضية خاصة بالحصانة القانونية لشركات التكنولوجيا كان أكّد على أن «أنظمة (يوتيوب) مصمّمة للتعرّف على المحتوى المحظور وإزالته، وأن خوارزميات التوصية عبر المنصة لم تُظهر أي مقاطع مماثلة منذ 2019».

أُنشئ مشروع الشفافية التكنولوجية (TTP) عام 2016 ضمن مشروع «غوغل» للشفافية، قبل أن يصبح تجمّعاً بحثياً ناقداً لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية، وهو مموّل من قِبل عدة أفراد ومؤسسات مثل «أوبن سوسايتي فاونديشن».