عندما عينت شركة « فودافون» مارجريتا ديلا فالي، في منصب الرئيس التنفيذي الشهر الماضي، تبنى المستثمرون نهج الانتظار والترقب لمعرفة ما إذا كانت الشخص المناسب للخروج بالشركة من عنق الزجاجة.
جاءت هذه الخطوة بعد عدة سنوات من أداء ضعيف من «فودافون» مقارنة بأقرانها، ما زاد من دعوات المستثمرين لتعيين رئيس تنفيذي جديد لواحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم، والتي توجَد في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا.
لكن بعد أسابيع قليلة من هذا التعيين، أعطت ديلا فالي المستثمرين تقييماً صارماً للمشكلات التي تواجهها «فودافون»، ما عزز مخاوفهم، وهبط بأسهم الشركة البريطانية إلى أدنى مستوياتها في 20 عاماً.
وما يُعقّد الأمور أكثر أمام الرئيسة التنفيذية الجديدة هو وجود قاعدة مستثمرين ذات مطالب متضاربة ومخاوف بشأن توقعات توزيع أرباح «فودافون»، وقوى عاملة تعاني تخفيضات عميقة في الوظائف.
ما خطة ديلا فالي؟
تعهدت الرئيسة التنفيذية الجديدة الأسبوع الماضي بإلغاء 11 ألف وظيفة من أصل 90 ألفاً، ومنح الرؤساء المحليين قدراً أكبر من الاستقلالية.
ومع ذلك، رفضت ديلا فالي المخاوف بشأن صافي الدين الذي خفضته «فودافون» بالفعل إلى 33.4 مليار يورو (37 مليار دولار).
كما تعهدت هذا الأسبوع بالتركيز بشكل أكبر على قسم الشركات لدى «فودافون»، الذي كان يمثل قوة ضخمة، إذ تعتقد أنه يمكن أن تنمو حصته في سوق آخذة في الاتساع، بينما يبحث المستهلكون عن صفقات أرخص من أي وقت مضى.
ووضعت ديلا فالي الصفقات الجريئة التي صنعت اسم «فودافون» سابقاً ضمن أولوياتها، لكنها لم تعطِ أي تفاصيل بشأن حجم هذه الصفقات وتوقيتها.
وقال مصرفي استثماري عمل مع «فودافون» في وقت سابق، إن التزام الرئيسة الجديدة بإجراء تغييرات دون تقييد نفسها بإطار زمني هو أمر جيد، إذ لا يزال مبهماً كيف سيتعامل المسؤولون التنظيميون مع أي صفقات مستقبلية للشركة.
وتواجه ديلا فالي مستقبلاً مليئاً بالتحديات، وعلى الرغم من النظرة المستقبلية الصعبة فإنها نالت استحساناً لمعالجتها للأمور حتى الآن.
(المصدر: رويترز)