حملت مشاركة دون تابسكوت، المستشار والكاتب العالمي في مجال البلوكتشين ومؤسس معهد أبحاث البلوكشين، عبر البث المباشر من كندا في حفل توقيع اتفاقية جديدة بين معهد أبحاث البلوكتشين للشرق الأوسط، وشركة «أي. أر. 4 لاب» السعودية، دلالات أكيدة على عزم السعودية على المضي قدماً في تطوير البنى التحية الخاصة بقطاع البلوكتشين و«الويب 3».

وقال تابسكوت «هذه التقنيات تساعد على بناء اقتصاد مبتكر، وهذه ليست فقط قطاعات اقتصادية بل هي حجر أساس لكل القطاعات».

توطين المعرفة

يقول مجد العفيفي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «أي. أر. 4 لاب»، «إن هذه الشراكة ستعزز تنافسية المملكة في تقنية البلوكتشين»، معلناً عن أول فعالية مقبلة في الرياض بعنوان «Web3 Summit: Blockchain and Beyond»، تستضيفها المملكة أواخر العام الحالي.

وتوفر البلوكتشين قيماً اقتصادية واعدة في عدة مجالات كالنفط والغاز، والخدمات المصرفية، والتمويل، وسلاسل التوريد، والخدمات اللوجستية، والمدن الذكية، ومشاركة المرأة في مجال «الويب 3»، على حد قول العفيفي.

والبلوكتشين هي تكنولوجيا رقمية مفتوحة ومبنية على سلاسل الكتل التي تشكل خزاناً للبيانات والمعلومات، وتعتبر هذه التقنية العمود الفقري الأساسي للجيل الثالث من تكنولوجيا الإنترنت التي تسمح بإجراء المعاملات دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الخدمات المركزية، مثل أمناء الحفظ أو غرف المقاصة المركزية أو وكلاء الضمان، ما يوفر للمستخدمين هامشاً أوسع من التحكم في بياناتهم على الإنترنت، ويقلص من المخاطر واحتمالات الخطأ ويسهل تعقب التبادلات الحاصلة.

وتهدف هذه الشراكة التي تمت بدعم من «وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات» السعودية ومركز ريادة الأعمال الرقمية إلى التعاون في مجال أبحاث واستشارات وحلول وحالات استخدام تقنية البلوكشين، بالإضافة إلى التعاون في تنظيم فعاليات وبرامج تدريب وورش عمل متخصصة في هذه التقنية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقالت ألين داود، الشريكة الإدارية والمؤسسة في «معهد أبحاث البلوكتشين» في الشرق الأوسط الشريك الحصري لمعهد أبحاث البلوكتشين الدولي لـ«CNN الاقتصادية» «من شأن هذه الاتفاقية النهوض بقطاع البلوكتشين في المملكة وتوفير حلول لمختلف القطاعات والصناعات».

وشددت على أن الهدف الأساسي من هذه الشراكة هو توطين المعرفة التي تعتبر الحجر الأساس لنجاح عمليات تنفيذ هذه التقنيات في أي منطقة حول العالم.

وقالت «أعتقد أن مثل هذه الشراكة من شأنها دعم الوصول الوطني إلى تطبيقات والتقنيات البلوكتشين المتطورة، الأمر الذي يساعد في تسريع رحلة التحول الرقمي».

وتعتقد داود أن البلوكتشين في المملكة لا يزال بمراحله الأولى ولكنه ينمو بوتيرة سريعة، لافتة إلى ضرورة تذليل العقبات، لا سيما التنظيمية منها للمضي بهذا القطاع قدماً، لا سيما أن الطلب على هذه التقنيات يتزايد يوماً بعد يوم.

وحول مدى مساهمة الكريبتو في تنشيط هذا القطاع، أجابت داود «الكريبتو لا يزال غير منظم في المملكة، وتشير الدلالات إلى تغير هذا التوجه قريباً، لا سيما أن «البنك المركزي» السعودي أعلن قرب موعد الإعلان عن التنظيمات الراعية للتقنيات المرافقة للبلوكتشين، الأمر الذي سيساعد على تعزيز نمو القطاع لجهة توفير الوضوح واليقين القانوني المطلوبين».

واستكملت مؤكدة أن النقص في التنظيمات الخاصة بالكريبتو لم يحد من نمو قطاع البلوكتشين التي يتم تبنيها في عدة قطاعات حيوية مثل المالي واللوجستي، وأن العديد من الشركات الناشئة تطلب العمل من خلال هذه التقنيات.

المستقبل للـ «بلوكتشين»

ما كان البارحة متوقعاً أصبح اليوم واقعاً ومستقبلاً تتبناه الدول وكبريات الشركات.

وذكرت دراسة لـ«هيئة الاتصالات والتقنية» السعودية حول «ملخص وفرص البلوكتشين» أن تبني تقنيات البلوكتشن والتقنيات ذات الصلة من شأنها زيادة حجم التبادل التجاري إلى تريليون دولار.

ومن المتوقع أن تشكل قيمة الأعمال المنتجة من استخدامات البلوكتشين نحو 176 مليار دولار في عام 2025 لتصل إلى عتبة 3.1 تريليون دولار بحلول عام 2030.

وفي هذا السياق، يقول محمد الكندري المؤسس الشريك في «أي. أر. 4 لاب» لـ«CNN الاقتصادية»، «إن المملكة وتحت مظلة رؤية 2030 اعتنقت خططاً طموحة في التحول الرقمي والتي تبلورت في استثمارات مهمة لتطوير وتبني تكنولوجيات البلوكتشين، وإن تقبل هذه التقنيات آخذ في تزايد سواء في القطاع العام أو الخاص».

وكان تقرير لهيئة الحكومة الرقمية السعودية قدر مساهمة تقنيات البلوكتشين بنحو 1.80 تريليون دولار (6.75 تريليون ريال) في الاقتصاد السعودي.

وكشف الكندري بالاستناد إلى المعطيات المقدمة من «هيئة الاتصالات والتقنية» في المملكة أن ينمو قطاع البلوكتشين بنسبة 41 في المئة بين عامي 2021 و2025، متوقعاً بلوغ حجم سوق الإنترنت والتكنولوجيا في المملكة 26 مليار دولار (100 مليار ريال سعودي) بنمو سنوي مركب 10 في المئة، كما يقدر حالياً بنحو 17 مليار دولار (65 مليار ريال سعودي).

وختم الكندري بالقول «إن المملكة لديها القدرة على جذب المزيد من المبتكرين العالميين إلى قطاع البلوكتشين والرفع من تبني هذه التقنيات من خلال البرنامج الوطني لتنمية وتقنيات المعلومات والذي يقدم العديد من الحوافز».