يستمر الآلاف من مديري المنتديات الفرعية عبر منصة « ريديت» الشهيرة في إضرابهم الافتراضي الذي بدأ يوم الاثنين الماضي احتجاجاً على إعلان إدارة الموقع عن إجراءات جديدة، على الرغم من إعلانهم المبدئي عن استمرار الإضراب لمدة يومين فقط، وهو ما يؤثر على أكثر من 25 مليون مستخدم.
ففي صباح الاثنين توقف العمل على 6 آلاف منتدى فرعي على المنصة، ولم يعد بإمكان غير الأعضاء الوصول إلى هذه المنتديات، وفي حين عاد النشاط الإلكتروني إلى عدد من هذه المنتديات يوم الخميس، أعلن المسؤولون في آلاف من المنتديات الفرعية المتاحة عبر المنصة استمرارهم في الإضراب الافتراضي المفتوح حتى عودة الإدارة عن قراراتها الجديدة.
يأتي هذا الاضراب الافتراضي النوعي بعد أن أعلنت إدارة «ريديت» عزمها التوقف عن إتاحة خدمة «API» بشكل مجاني بدءاً من الأول من يوليو تموز القادم.
أطلقت منصة «ريديت» خدمة «API» أو «Application Programming Interface» قبل سبع سنوات لتُمكّن مطوّري التطبيقات الإلكترونية الخارجية من إتاحة الوصول إلى المنصة من خلال تطبيقات أخرى أكثر تفاعلية من الموقع الأصلي، وهو ما يعتمد عليه الآلاف من مستخدمي «ريديت».
من التطبيقات المتوقع تأثرها بهذا القرار تطبيق «Apollo» الشهير، والذي قد يضطر إلى دفع 12 ألف دولار أميركي مقابل كل 50 مليون أمر لنشر المحتوى والتعليقات على «ريديت». بحسب كريستيان سيلغ، مطوّر تطبيق «Apollo»، فإن تطبيقه تقدّم بـ7 مليارات طلب لخدمة «API» خلال شهر أبريل نيسان الماضي فقط، ما يعني أنه سيضطر إلى دفع 20 مليون دولار سنوياً للمنصة للاستمرار بتوفير الخدمة، أو أن يضطر للقضاء على التطبيق ذي الشعبية الكبيرة.
انطلق موقع «ريديت» الأميركي في يونيو حزيران 2005 ويستخدمه أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، ما يجعله أكبر منتدى عالمي على الإنترنت، وبحسب بيانات ««Pew Research Center التي صدرت في سبتمبر أيلول 2022، فإن 22 في المئة من الأميركيين يستخدمون منتدى «ريديت» بشكل مستمر، في حين يعتمد 8 في المئة من الأميركيين عليه كمصدر أساسي للأخبار، كما تتراوح أعمار 50 في المئة من روّاد المنتدى الأميركيين بين 18 و29 عاماً.
خلال الأشهر الماضية ازداد الحديث عن سعي منصات التواصل الاجتماعي للحصول على عوائد مالية من المشتركين، خصوصاً بعد إعلان الملياردير إيلون ماسك عن إتاحة خدمات مدفوعة جديدة في منصة « تويتر»، التي اشتراها في أكتوبر تشرين الأول 2022.
