قبيل ساعات على انطلاق أولى مناظرات مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية عبر شاشة قنوات «فوكس نيوز» مساء الأربعاء، أعلن الإعلامي الأميركي الجمهوري الشهير تاكر كارلسون عن نيته استضافة آخر رؤساء الحزب الأميركي المحافظ والمرشح المحتمل لانتخابات عام 2024 دونالد ترامب في بث عبر منصة إكس الرقمية، «تويتر» سابقاً.

كارلسون الذي حقق شهرة كبيرة كمذيع تلفزيون قبل أن يغادر شبكة «فوكس» في أبريل نيسان الماضي أعلن عن استضافة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحدث حلقات برنامجه «تاكر أون إكس»، والتي أطلق عليها عنوان «ليلة المناظرة»، في الوقت نفسه الذي كان من المقرر بث المناظرة الرسمية للحزب الجمهوري والتي اعتذر ترامب عن حضورها عمداً.

خلال الحلقة التي شاهدها 100 مليون شخص خلال الساعات الأربعة الأولى من بثها، انتقد ترامب المرشحين الثمانية الآخرين لسعيهم إلى نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، معتبراً أنه «ليس عليهم الترشح للرئاسة الأميركية».

.

الحلقة المسجّلة سابقاً، والتي استغرقت 46 دقيقة، تم بثّها عبر منصة «إكس» قبل خمس دقائق فقط من انطلاق المناظرة الجمهورية، وحصلت على أكثر من 170 مليون مشاهدة خلال 12 ساعة، وسرعان ما أصبحت أكثر حلقات البرنامج متابعة منذ بدايته في شهر يونيو حزيران الماضي.

يشير عدد المشاهدات على منصة «إكس» إلى عدد المستخدمين الذين ظهر لهم المقطع المصور أثناء تصفحهم المنصة، وليس بالضرورة دلالة على عدد المستخدمين الذين شاهدوا المقابلة بالفعل.

معركة التلفزيون التقليدي ومواقع التواصل

بعد انتهاء بث المناظرة الجمهورية وانشغال الإنترنت بمقابلة دونالد ترامب، تحدثت وسائل إعلام أميركية عن انخفاض متوقع في أعداد متابعي أولى مناظرات الجمهوريين لهذا العام مقارنة بالأرقام التاريخية التي وصلت إليها عام 2015، حيث وصل عدد متابعي المناظرة في ذلك العام إلى 24 مليون مشاهد عبر قنوات التلفزيون.

يأتي ذلك بعد عدة تقارير إحصائية أظهرت تراجعاً في شعبية قنوات الأخبار التلفزيونية في الولايات المتحدة، وهو ما يتضح في انخفاض نسب المشاهدات خلال الشهور الماضية، فقد أظهرت بيانات «نيلسن» و«Adweek» أن مشاهدات قناة «فوكس» الإخبارية انخفضت بنسبة 18 في المئة بين الربع الأول من عام 2022 والربع الأول من عام 2023، في حين سجلَّت قناة «MSNBC» انخفاضاً اقترب من 15 في المئة، مقارنة بانخفاض مشاهدات قناة «CNN» بنسبة 34 في المئة خلال المدة ذاتها.

في حين يمكن تفسير هذه الأرقام بالانخفاض التدريجي في متابعة الأخبار المتعلقة بالحرب الروسية- الأوكرانية بعد عام على اندلاعها في فبراير شباط 2022، فإن بعض الخبراء يعزون ذلك إلى تراجع الاهتمام العام بخدمات التلفزيون التقليدية لصالح خدمات البث الرقمي، فقد أظهر تقرير أصدرته شركة «نيلسن» للتقييمات التلفزيونية في أغسطس آب الجاري إلى انخفاض عدد متابعي التلفزيون الأميركيين بنسبة 12.5 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.