تجري شركة «مايكروسوفت» محادثات لاستثمار 10 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI الأميركية التي طوّرت عدداً من أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي، منها روبوت الدردشة المعروف باسم ChatGPT، وفق ما كشفت «رويترز».

منذ إتاحته للاستخدام العام في نوفمبر 2022، نجح ChatGPT بجذب أنظار ملايين المستخدمين من كل أنحاء العالم بفعل قدرته الفريدة والسريعة على تقديم إجابات على أسئلة في مختلف المواضيع، ما يجعله منافساً قوياً لمحركات البحث التقليدية.

بحسب مصادر موقع Semafor الإخباري، ستحصل OpenAI على تمويل بقيمة 10 مليارات دولار من «مايكروسوفت» مقابل حصولها على 75 في المئة من أرباح شركة الذكاء الاصطناعي إلى حين استرداد «مايكروسوفت» كامل المبلغ، قبل أن تسيطر «مايكروسوفت» على 49 في المئة من قيمة الشركة.

وبالرغم من امتناع «مايكروسوفت» عن التعليق على الأمر حتى الآن، فإن معظم التقارير تتنبأ بخطط الشركة لإصدار نسخة جديدة من محرك البحث Bing مزوّدة بروبوت الدردشة، ما قد يزيد من شعبيته ويهدد مكانة محرك البحث الخاص بـ«غوغل» الذي يسيطر على قرابة 92.58 في المئة من سوق محركات البحث عبر الإنترنت.

ولكن ما هو ChatGPT؟

في 30 نوفمبر تشرين الثاني الماضي، أطلقت شركة OpenAI الأميركية برنامج ChatGPT ونجح خلال خمسة أيام فقط في الحصول على أكثر من مليون مستخدم.

يقوم ChatGPT بتحليل واستيعاب عدد كبير من النصوص اللغوية للإجابة على أسئلة المستخدمين، بما في ذلك كتابة الفروض المدرسية، القصائد، القصص القصيرة، والمقالات بعدة لغات.

وقد أثار هذا النجاح تساؤلات عن مدى تأثير روبوتات الدردشة الذكية chat bots على مستقبل محركات البحث لا سيّما محرك «غوغل» الأكثر استخداماً، خصوصاً بعد أن أصدرت الشركة تنبيهاً عالي الخطورة لموظفيها منتصف ديسمبر كانون الأول 2022، دعتهم من خلاله إلى التركيز على مشاريع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لتتمكن من منافسة ChatGPT.

في حين يصعب الاعتماد على ChatGPT وغيره من روبوتات الدردشة للحصول على معلومات بصحة تلك التي تقدمها محركات البحث حتى الآن، قد تمهّد قدرة الروبوتات ذاتية التعلم على اكتساب المعرفة الطريق لتغييرات كبرى يمكن أن تطرأ على عمليات البحث عبر الإنترنت خلال سنوات عدة.

ويصعب التنبؤ بحجم الضرر الذي قد تلحقه صفقة «مايكروسوفت» للاستثمار في OpenAI في حال إتمامها، لا تزال «غوغل» تعمل على تطوير chatbots خاصة بها مثل تقنية BERT اللغوية التي كانت دمجتها في محرك البحث الخاص بها للحدّ من ظهور المحتوى الفاضح في نتائج البحث.

كذلك تعمل الشركة على تطوير أداة LaMDA التي أثارت الجدل في يوليو تموز الماضي، بعد أن ادّعى مهندس سابق في الشركة كان يشرف على تطويرها بأنها أصبحت «ذات مشاعر ووعي» بناءً على نص محادثة مع الأداة، طلبت خلالها الأخيرة أن «يتم الاعتراف بها بصفتها موظف في الشركة، لا إحدى ممتلكات «غوغل».

لكن «غوغل» نفت حينها هذه التقارير، مؤكدة أن خبراءها عملوا مع المهندس «لمدة أشهر» قبل أن يستخلصوا أن «لا أساس لادعاءاته» ما أدّى إلى الاستغناء عن خدماته.

الشركة المطوّرة لـ ChatGPT هي شركة OpenAI التي انطلقت كمؤسسة غير ربحية عام 2015 على يد الأميركييْن سام ألتمان وإيلون ماسك،، إلا أن ماسك انسحب من الشركة عام 2018 بعد «خلافات» مع بقية أفراد الفريق.

وفي ديسمبر الماضي، تحدث المدير التنفيذي سام ألتمان عن خطط لتحقيق الأرباح المادية نتيجة لنجاح غداة النجاح الذي حققته أداة ChatGPT، بعد أن لمّح إلى التكلفة الكبيرة التي تتحملها شركته نتيجة تطوير هذه الأداة.

بحسب رويترز، تطمح OpenAI لتحقيق عائدات تصل إلى 200 مليون دولار خلال عام 2023 قبل أن تكسر حاجز مليار دولار عام 2024.