يبدو أن الانقطاع العالمي الذي أثر على المطارات والبنوك والأعمال الأخرى يوم الجمعة 19 يوليو 2024 قد نشأ جزئياً على الأقل من تحديث برمجي أصدرته شركة كراودسترايك، وهي شركة أميركية كبيرة في مجال الأمن السيبراني، وفقاً لما أشار إليه خبراء لقناة CNN.
وأبلغت كراودسترايك عملاءها في وقت مبكر من يوم الجمعة أن الانقطاعات ناتجة عن «عيب تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لبرمجياتها على أنظمة تشغيل (مايكروسوفت ويندوز) وفقاً لمنشور على منصة إكس من الرئيس التنفيذي جورج كورتز.
وفي وقت لاحق، اعتذر كورتز للعملاء يوم الجمعة، وقال إن الشركة «تشعر بالأسف العميق للإزعاج والاضطراب»، وفقاً لما نشره على منصة «إكس».
وكرر كورتز أن الانقطاع لم يكن نتيجة لاختراق أمني أو هجوم سيبراني، وأكد أن عملاء كراودسترايك محميون بالكامل.
وقال كورتز «نحن نعمل مع جميع العملاء المتأثرين لضمان أن الأنظمة قد عادت للعمل وأنهم قادرون على تقديم الخدمات التي يعتمد عليها عملاؤهم»، مؤكداً أن سبب الانقطاع لم يكن خبيثاً.
واتخذت فرق المهندسين في الشركة إجراءات لمعالجة المشكلة، وفقاً لإشعار اطلعت عليه CNN، والذي نصح العملاء بإعادة تشغيل أجهزتهم وإجراء خطوات أخرى إذا كانوا لا يزالون يواجهون مشكلات تقنية.
والمشكلة تتعلق بمنتج «فالكون»، أحد البرامج الرئيسية لشركة كراودسترايك، ولا تؤثر على أنظمة التشغيل ماك او لينوكس، وفقاً للإشعار، وتقول كراودسترايك إن فالكون مصمم لحماية الملفات المحفوظة في السحابة.
بنوك عالمية وشركات كبرى تضررت
وتستخدم العديد من الشركات المدرجة في قائمة «فورتشن 500»، بما في ذلك البنوك العالمية الكبرى وشركات الرعاية الصحية والطاقة، برامج كراودسترايك للكشف عن التهديدات ومنعها.
ومثل غيره من منتجات الأمن السيبراني، يتطلب البرنامج وصولاً عميقاً إلى نظام تشغيل الكمبيوتر لفحص تلك التهديدات، في هذه الحالة، ويبدو أن أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام مايكروسوفت ويندوز تتعطل بسبب طريقة غير صحيحة يتفاعل بها تحديث برمجي أصدرته كراودسترايك مع نظام ويندوز.
وقالت الشركة إن الانقطاع لم يكن نتيجة حادث أمني أو هجوم سيبراني. وفي منشوره، قال كورتز إن المشكلة تم تحديدها وعزلها، وقدم المهندسون تحديثاً لحل المشكلة.
وفور الحادث، سقط سهم كراودسترايك بنسبة 9 في المئة، تداولات منتصف الظهيرة.
ما الذي تشتهر به كراودسترايك؟
تعمل شركة كراودسترايك الكبيرة في مجال الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم من خلال بيع البرمجيات وإجراء التحقيقات في عمليات الاختراق الكبرى.
وتساعد الشركة أيضاً في إدارة التحقيقات في الأمن السيبراني للحكومة الأميركية. على سبيل المثال، تتبعت قراصنة كوريا الشمالية لأكثر من عقد، وفقاً لما تقوله الشركة، كما تم تكليفها بتتبع مجموعات القراصنة التي نفذت اختراق سوني بيكتشرز في عام 2014.
لكن ربما تكون كراودسترايك معروفة بشكل أكبر بالتحقيق في اختراق الحواسيب التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية الروسية خلال انتخابات الولايات المتحدة 2016، وقد كانت في مركز نظريات المؤامرة الخاطئة منذ عام 2016، خاصة بعد أن كشفت نصوص البيت الأبيض أن الرئيس السابق دونالد ترامب ذكر كراوسترايك في مكالمته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يوليو 2016 التي أدت إلى مساءلته الأولى.
وكانت كراوسترايك أول من نبه علناً إلى تدخل روسيا في انتخابات 2016، وتم تأكيد تقييم الشركة لاحقاً من قبل وكالات الاستخبارات الأميركية.