قالت شركة أبل إن مبيعات آيفون في الربع الثالث كانت أفضل من المتوقع، وتوقعت المزيد من المكاسب مع مراهنتها على الذكاء الاصطناعي لجذب المشترين، حتى مع خيبة أمل أعمالها في الصين بشكل عام.

ومن المتوقع أن تطلق شركة أبل هذا الخريف ما وصفه المحللون بأنه أكبر تحديث برمجي لهاتف آيفون، ويتضمن التحديث ميزات الذكاء الاصطناعي ويأتي في وقت كانت فيه الشركات المنافسة مثل سامسونغ أسرع في طرح خدمات مماثلة.

وقالت شركة أبل إن الإيرادات في الربع الرابع من السنة المالية ستنمو بمستوى مماثل للزيادة البالغة 4.9% التي سجلتها في الفترة من أبريل إلى يونيو، وهو ما كان أفضل من تقديرات المحللين.

وتحسنت مبيعات آيفون أيضاً في الربع الثالث، حيث انخفضت بنسبة 0.9% فقط مقارنة بانخفاض 2.2% الذي توقعه المحللون.

وقال المدير المالي لوكا مايستري لرويترز في مقابلة إن نتائج آيفون كانت أفضل مما كان يتوقعه قبل ثلاثة أشهر، وأضاف «كانت سلسلة آيفون 15 تعمل بشكل جيد منذ البداية وحتى الآن، لقد انقضت ثلاثة أرباع العام، إنها تعمل بشكل أفضل من الدورة السابقة، آيفون 14».

ومع ذلك، ظلت الصين -ثالث أكبر سوق لشركة أبل- تشكل عائقاً حيث انخفضت المبيعات هناك بنسبة 6.5%، ورغم أن هذا يمثل تحسناً مقارنة بالانخفاض بنسبة 8.1% في الربع السابق، فإنه كان أوسع من التوقعات بانخفاض بنسبة 2.4%، وفقاً لشركة «ألفا فيزبل».

وقال مايستري إن مبيعات الصين تراجعت بأقل من 3%، باستثناء تأثيرات الصرف الأجنبي، وأضاف أنه يشعر بالرضا عن أداء أبل في ذلك البلد، بالنظر إلى أي ضعف في اقتصاده.

وقد لجأت شركة أبل إلى تخفيض أسعار هواتف آيفون في الصين للتنافس مع الهواتف الذكية البديلة الأرخص بكثير التي تقدمها الشركات المنافسة المحلية مثل هواوي.

وفي مايو أيار عرضت الشركة خصومات تصل إلى 2300 يوان (317 دولاراً أميركياً) على نماذج مختارة.

دفع الذكاء الاصطناعي

ويتوقع المحللون دورة ترقية قوية لسلسلة آيفون 16، ومن المرجح أن يتم إطلاقها في سبتمبر أيلول، وكشفت الشركة عن مجموعة من منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي التي أطلقت عليها اسم أبل انتلجنز في مؤتمر المطورين الذي عقدته في يونيو حزيران.

يتطلب تشغيل أبل انتلجنز هاتف آيفون برو 15 على الأقل، وهو ما قد يدفع المستهلكين إلى ترقية أجهزتهم.

في حين قال بعض المحللين إن بعض المستهلكين ربما اشتروا أجهزة آيفون 15 المتطورة للاستفادة من ميزات أبل انتلجنز القادمة، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك للمستثمرين يوم الخميس إنه «من السابق لأوانه معرفة» ما إذا كان ذلك هو الدافع وراء الترقيات.

وصلت ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أبل في وقت متأخر عن العروض المقدمة من قبل المنافسين، بما في ذلك سامسونغ، التي قدمت أجهزة منافسة تهدف إلى استضافة روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وقال جاكوب بورن، المحلل لدى شركة إي ماركتر «يعتمد نجاح الشركة في المستقبل على عاملين؛ إبقاء تكاليف تطوير الذكاء الاصطناعي منخفضة وضمان أن الميزات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجبر المستهلكين الحساسين للسعر على ترقية أجهزتهم».

بدأت شركة أبل في زيادة الإنفاق على البحث والتطوير في العام الماضي، وقال كوك إنها أنفقت أكثر من 100 مليار دولار على البحث والتطوير في السنوات الخمس الماضية.

وقال مايستري لرويترز يوم الخميس إن الشركة تحافظ على «هوامش ربح إجمالية جيدة للغاية» على الرغم من التكاليف الباهظة في بعض الأحيان المرتبطة ببناء وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

تقوم شركة أبل بتقسيم تكاليف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بين مراكز البيانات الخاصة بها وموفري الخدمات السحابية الآخرين الذين تتعاقد معهم.

وعلى الصعيد التنظيمي، تواجه شركة أبل ثلاثة تحقيقات في الاتحاد الأوروبي تتعلق بقانون الأسواق الرقمية، الذي يلزم شركات التكنولوجيا الكبرى بضمان تكافؤ الفرص للمنافسين ومنح المستخدمين المزيد من الخيارات.

واتهمت هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد متجر تطبيقات أبل بانتهاك قانون الأسواق الرقمية.

وفي الولايات المتحدة، اتهمت وزارة العدل الأميركية في شهر مارس آذار شركة أبل باحتكار سوق الهواتف الذكية ورفع الأسعار.

وبلغت الأرباح الفصلية لشركة أبل لكل سهم 1.40 دولار، وهو ما يفوق تقديرات وول ستريت البالغة 1.35 دولار.

وارتفعت مبيعات قطاع خدمات أبل، الذي يشمل متجر التطبيقات ويمثل منتجات أبل ميوزيك وتي في، بنسبة 14.1% إلى 24.21 مليار دولار، وهو ما يفوق توقعات المحللين البالغة 24.01 مليار دولار.

وارتفعت مبيعات أجهزة ماك بنسبة 2.5% إلى 7.01 مليار دولار، مقارنة بالتقديرات البالغة 7.02 مليار دولار.

وارتفعت مبيعات الشركة في قطاع آيباد بنسبة 23.7% إلى 7.16 مليار دولار، وهو ما يفوق توقعات المحللين البالغة 6.61 مليار دولار، بعد أن أطلقت أبل جهاز آيباد برو جديداً يركز على الذكاء الاصطناعي وجهاز آيباد إير أكبر حجماً في مايو أيار لإحياء الطلب على خط إنتاج كان راكداً خلال العامين الماضيين.

وفي قطاع الأجهزة القابلة للارتداء للشركة، الذي يمثل مبيعات ساعات أبل واتش وسماعات إيربودز، انخفضت المبيعات بنسبة 2.3% إلى 8.10 مليار دولار، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 7.79 مليار دولار.

حافظت شركة أبل على توزيع أرباحها عند 25 سنتاً، وفي الربع المالي الثاني أعلنت أبل عن إعادة شراء أسهم بقيمة 110 مليارات دولار.