طلبت شركة أوبن إيه آي من المستثمرين تجنب دعم الشركات الناشئة المنافسة مثل أنثروبيك و إكس إيه آي التابعة لإيلون ماسك، حيث حصلت على 6.6 مليار دولار في تمويل جديد وتسعى إلى إقصاء المنافسين لريادتها المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
أعلنت المجموعة -التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو والتي يقودها الرئيس التنفيذي سام ألتمان- أنها أكملت أحدث جمع تمويل لها بتقييم بلغ 150 مليار دولار، وهو الأعلى في تاريخ وادي السيليكون.
وخلال المفاوضات، أوضحت الشركة أنها تتوقع ترتيبات تمويل حصرية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات.
إن السعي إلى إقامة علاقات حصرية مع المستثمرين يحد من قدرة المنافسين على الوصول إلى رأس المال والشراكات الاستراتيجية، وتهدد الخطوة التي اتخذتها الشركة المصنعة لتطبيق تشات جي بي تي بإشعال التوترات القائمة مع المنافسين، خاصة ماسك الذي يقاضي شركة أوبن إيه آي.
وتشارك شركات رأس المال الاستثماري في معلومات حساسة عن الشركات التي تستثمر فيها، والعلاقات الوثيقة مع شركة واحدة يمكن أن تجعل من الصعب أو المثير للجدل دعم شركة منافسة.
ولكن وفقاً لرؤوس الأموال الاستثمارية، نادراً ما يتم الإصرار على الحصرية، وقد وزعت العديد من الشركات الرائدة رهاناتها في قطاعات معينة، على سبيل المثال دعمت شركتا سيكويا كابيتال وأندرسون هورتس العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك «أوبن أيه آي» و إكس أيه آي التابعة لإيلون ماسك.
يمكن لشركة «أوبن أيه آي» أن تفرض شروطاً غير عادية وتقييماً ضخماً لأن المستثمرين يعتقدون أن الشركة يمكن أن تهيمن على الموجة التالية من ابتكارات الذكاء الاصطناعي، التي يزعمون أنها ستكون تحولاً مهماً في سلوك المستهلك مثل الإنترنت أو الهاتف المحمول.
«نظراً لأن الجولة كانت مكتظة للغاية، قالت (أوبن أيه آي) للجمهور: سنمنحك التخصيص ولكننا نريدك أن تشارك بطريقة ذات مغزى في العمل حتى لا تتمكن من الالتزام بمنافسينا»، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الصفقة، حسب ما ذكرت فايننشال تايمز.
وأشار أحد الشركاء في إحدى شركات رأس المال الاستثماري الرائدة إلى أن تطبيق أوبر لتأجير السيارات كان لديه سياسة مماثلة «عندما كان في وضع الهيمنة الكاملة على العالم»، مضيفاً: «إذا كانت الشركة تمتلك جميع الأوراق، فيمكنها إجبار الناس على القيام بأشياء بشكل غير طبيعي».
وكانت شركة ثرايف، وهي شركة رأس مال استثماري أسسها جوشوا كوشنر، تقود الجولة وقد تعهدت بتقديم 750 مليون دولار من أموالها الخاصة، بالإضافة إلى ما يقرب من 550 مليون دولار من شركائها، وفقاً لشخص مطلع على الشروط.
واحتفظت الشركة أيضاً بخيار استثمار مليار دولار إضافي قبل نهاية عام 2025 بتقييم 150 مليار دولار، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الصفقة.
كما شاركت في الجولة شركة صناعة الرقائق إنفيديا ومايكروسوفت، التي تعهدت بالفعل باستثمار 13 مليار دولار في «أوبن أيه آي»، أما شركة أبل، التي كانت في محادثات مع الشركة للاستثمار، فلم تشارك.
وقد استثمرت شركات أخرى، بما في ذلك خوسلا فينشرز الداعم المبكر لـ«أوبن أيه آي»، وسوفت بنك، وتايجر غلوبال، وألتيميتر كابيتال ونظام تقاعد موظفي القطاع العام في كاليفورنيا، إما بشكل مباشر أو من خلال مركبات ذات غرض خاص، وفقاً لأشخاص متعددين مطلعين على الصفقة.
ويمكن أن تصل قيمة صفقة خوسلا فينشرز إلى 500 مليون دولار أو أكثر، وفقاً لاثنين من الأشخاص.
كما تم استخدام SPVs -الكيانات التي يمكن من خلالها لصناديق رأس المال الاستثماري جمع رأس المال لغرض محدد- كجزء من جولات التمويل الكبيرة لشركتي الذكاء الاصطناعي الناشئتين أنثروبيك وإكس أيه آي في الأشهر الأخيرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الصفقات.
وقالت شركة OpenAI «إن التمويل الجديد سيسمح لنا بمضاعفة ريادتنا في أبحاث الذكاء الاصطناعي الرائدة، وزيادة القدرة الحاسوبية، ومواصلة بناء الأدوات التي تساعد الأشخاص على حل المشكلات الصعبة».
وأضافت أنها ستعمل مع «شركاء رئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة والحكومات المتحالفة معها لإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا».
وتزيد الصفقة إلى الضعف تقريباً تقييم OpenAI من 87 مليار دولار قبل أقل من عام، وبخمسة أضعاف المستوى الذي قيمه المستثمرون بها في أبريل من العام الماضي.
كان على المستثمرين أن يأخذوا في الاعتبار الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الشركة، بما في ذلك الانقلاب الذي حدث في مجلس الإدارة قبل عام، الذي أدى إلى إقالة المؤسس ألتمان لفترة وجيزة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت رئيسة قسم التكنولوجيا ميرا موراتي أنها ستترك الشركة في خطوة مفاجئة، وهي الأحدث في سلسلة من الرحيلات لكبار المسؤولين هذا العام.
وتعمل «أوبن أيه آي» أيضاً على إعادة هيكلة الشركة التي من شأنها نقل الشركة الناشئة بعيداً عن أصولها كمنظمة غير ربحية، والسماح للمستثمرين بالاستحواذ على المزيد من المكاسب في حالة تحقيق الشركة الناشئة أرباحاً.
وأفاد أشخاص مطلعون على المناقشات بأن ألتمان أجرى محادثات للاستحواذ على أسهم في الشركة كجزء من جمع التمويل الجديد، بعد أن قال في وقت سابق إنه لا يريد الحصول على حصة ملكية في المجموعة.
ومع ذلك، فقد رفض التقارير التي تشير إلى أنه سيحصل على حصة أسهم قدرها 7 في المئة في الكيان الربحي الجديد، الذي ستبلغ قيمته أكثر من 10 مليارات دولار، ووصفها بأنها «سخيفة» في اجتماع مع موظفيه.
رفع ماسك، الذي شارك في تأسيس شركة «أوبن أيه آي» وساعد في تمويلها في عام 2015 لكنه تنحى بعد ثلاث سنوات، دعوى قضائية في أغسطس آب، زعم فيها أن الشركة الناشئة تخلت عن مهمتها الأصلية غير الربحية لإفادة البشرية عندما وافقت على شراكة تجارية مع مايكروسوفت.
واتهم ماسك ألتمان بـ«الخداع على مستوى شكسبير»، وتسعى الدعوى القضائية إلى إبطال صفقة مايكروسوفت، التي تخضع أيضاً للتحقيق من قبل هيئات مكافحة الاحتكار الأميركية والأوروبية.
على الرغم من أن «أوبن أيه آي» هي أكبر شركة مدعومة برأس مال مخاطر من وادي السيليكون، فإن قيمتها أقل من شركة بايت دانس الصينية وشركة سبيس إكس، التي تقع في جنوب كاليفورنيا والتي أسسها ماسك.