بدأت CNN، أحد أكثر مواقع الأخبار شعبية في العالم، في مطالبة بعض زوارها في الولايات المتحدة بدفع 3.99 دولار شهرياً للوصول إلى محتواها الرقمي.
في يوم الثلاثاء، تضع المؤسسة الإخبارية اللبنات الأولى فيما يسمى «جدار الدفع» الذي من المفترض أن يساعد بمرور الوقت في سداد فاتورة صحافة CNN في جميع أنحاء العالم.
كتبت نائبة الرئيس التنفيذي للمنتجات والخدمات الرقمية في CNN، أليكس ماكالوم «بدءاً من اليوم، نطلب من المستخدمين في الولايات المتحدة دفع رسوم متكررة صغيرة للوصول غير المحدود إلى مقالات CNN.com ذات المستوى العالمي».
لن يُطلب من الزائر العادي لموقع CNN، الذي قد يقرأ بضع مقالات فقط شهرياً، الدفع في هذا الوقت، وأوضحت ماكالوم «فقط بعد أن يستهلك المستخدمون عدداً معيناً من المقالات المجانية، سيطالبون بالاشتراك، بالإضافة إلى الوصول غير المحدود إلى مقالات CNN.com، سيحصل المشتركون على مزايا مثل ميزات الاستطلاعات الحصرية والأفلام الوثائقية الأصلية ومجموعة مختارة يومية من أكثر صحافتنا تميزاً، وعدد أقل من الإعلانات الرقمية».
ماكالوم ورئيسها مارك طومسون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشبكة CNN، كلاهما من أبرز القادة السابقين لصحيفة نيويورك تايمز، التي تحسد على نطاق واسع في مجال الأخبار لنجاحها في تحويل القراء عبر الإنترنت إلى مشتركين يدفعون.
في مذكرة خلال الصيف، قال طومسون إن CNN «ستنشئ أفضل المنتجات في فئتها وجاهزة للاشتراك والتي ستوفر الأخبار والتحليلات والسياق المطلوب معرفته في تنسيقات وتجارب جديدة مقنعة، بدءاً من إطلاق أول منتج اشتراك لـCNN.com قبل نهاية عام 2024».
هذا العرض المدفوع سيطلق يوم الثلاثاء، في شكل أولي سيتوسع في الأشهر المقبلة، «بمرور الوقت، سنستثمر في طرق لتلبية احتياجات مستخدمينا بشكل أفضل وتوسيع نطاقنا للتفاعل مع الجماهير الجديدة وخدمتها»، كتبت ماكالوم يوم الثلاثاء، ملمحاً إلى «منتجات وأعمال تجارية جديدة» في المستقبل.
بالنسبة للعلامات التجارية مثل CNN التي تجني معظم أموالها من تلفزيون الكابل، فإن التحدي واضح: تطوير تدفقات إيرادات رقمية جديدة يمكنها تعويض الانخفاضات في التلفزيون التقليدي.
تحت الإدارة السابقة، طورت CNN منتج فيديو متدفق يسمى CNN + في عام 2022 لإنشاء علاقات مباشرة مع المستهلك مع متابعي الشبكة، ومع ذلك كان هذا المنتج، الذي أُطلق قبل أيام قليلة من تولي شركة أم جديدة، وارنر براذرز ديسكفري، السيطرة والبحث عن توفير التكاليف، محكوماً عليه بالفشل، وألغي CNN + في غضون أسابيع.
تعتزم CNN الآن توليد اشتراكات بعروضها الأساسية، ومع ذلك سيظل بعض المحتوى متاحاً بالكامل دون اشتراك، بما في ذلك الصفحة الرئيسية لـCNN؛ وقصص الأخبار العاجلة الحية؛ وصفحات الفيديو المستقلة؛ والمقالات الدعائية.
كانت الاشتراكات الرقمية عملاً واعداً ولكنه صعب بالنسبة لمنظمات الأخبار الأخرى، أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد رويترز لدراسة الصحافة في جامعة أكسفورد أن نحو واحد فقط من كل خمسة مستهلكين أميركيين يدفعون حالياً مقابل الأخبار عبر الإنترنت.
وقال الباحث المقيم في رابطة وسائل الإعلام الإخبارية الدولية، غريغ بيشوتا إن هناك مجالاً واسعاً لنمو هذه الصناعة، مضيفاً «لا يوجد سقف للاشتراك في الأخبار عبر الإنترنت».
وقال إن صحيفة التايمز هي الأعلى على الإطلاق، إذ يبلغ عدد المشتركين الرقميين فيها نحو 10 ملايين مشترك.
لقد واجهت المؤسسات الإخبارية الأصغر حجماً إرهاق الاشتراك ومصادر أخرى للمقاومة، وهو انعكاس لحقيقة مفادها أن كل التغطية الإخبارية تقريباً كانت تُنشر مجاناً عندما انتشرت شبكة الويب العالمية في تسعينيات القرن العشرين.
لقد أمضت شركات الإعلام الكبيرة والصغيرة العقد الماضي أو نحو ذلك في محاولة تغيير المعايير المتعلقة بالوصول إلى الأخبار.
ومع ذلك، لا يربط العديد من القراء والمشاهدين بين الدفع الشخصي مقابل الأخبار والمساعدة في دعم الصناعة ككل، وقال بييشوتا «للأسف، واستناداً إلى الدراسات الاستقصائية، فإن معظم المستهلكين في جميع أنحاء العالم لا يدركون التحديات المالية التي تواجهها وسائل الإعلام الإخبارية التجارية».
وأوضح «لكن عندما يسمعون عن الوضع المالي الحرج للصناعة، فإن استعدادهم لدفع ثمن الصحافة هو الأعلى، كما أظهرت الدراسات».
(برايان ستيلتر – CNN)