مع استمرار ثورة السكك الحديدية في أوروبا على قدم وساق، قررت إحدى كبرى اللاعبات في هذا المجال تقديم خدمة محسنة على مدار الساعة طوال الأسبوع.

كشفت شركة السكك الحديدية النمساوية ÖBB، التي كانت تقود إحياء خدمات القطارات الليلية في السنوات الأخيرة، عن أسطول جديد من القطارات الليلية قوامه 33 قطاراً، والذي سيظهر لأول مرة في ديسمبر 2023.

وسط خدمة شاملة أفضل، يبرز شيء واحد هو التركيز على المسافرين الفرديين، إذ تحتوي القطارات الجديدة على كبائن فردية تشبه الكبسولة، بالإضافة إلى «الكوشيت» القياسية وعربات النوم.

الابتكار الحقيقي في الكبسولات المنفردة

الكبسولات المنفردة تسمح بالخصوصية على طراز المهجع الخاص

يتكون كل قطار من سبع عربات، ويتسع لـ254 راكباً، يشمل عربتين للمقاعد وثلاث عربات «كوشيت» (مضجع مشترك) وعربتين للنوم.

ويبدو أنها ستحصل على ترقية كبيرة مقارنة بقطارات النوم التقليدية، ففي عربات النوم ستحتوي جميع المقصورات على حمام خاص بها، بما في ذلك دش للاستحمام.

سيتم إصلاح الأسِرة، وهو ما تعد به الشركة النمساوية، بشكل يجعلها أكثر راحة، وستكون هناك مساحة أكبر للأمتعة الضخمة، بما في ذلك المعدات الرياضية وعربات الأطفال وستة أماكن للدراجات.

يمكن للركاب اختيار الكبائن الداخلية التي تناسب اثنين (في سريرين بطابقين) إما في الفئة «كومفورت بلس» أو فئة «كومفورت» (الأخيرة أقل اتساعاً قليلاً).

مقصورات داخلية مكونة من طابقين كأنها فندق على عجلات

وتحتوي «الكوشيت» على أربعة أَسِرة في كل حجرة، على الرغم من عدم وجود حمام داخل «الكوشيت».

كوشيت مكون من أربعة أسرة ويعد حلاً جيدًا للعائلات

الابتكار الحقيقي يكمن في «الكبائن المصغرة»؛ كبائن فردية تشبه الكبسولة داخل عربات «الكوشيه»، مكدسة فوق بعضها في طبقتين، مثل غرفة نوم جماعية يمكن لكل شخص فيها إغلاق مساحته الخاصة.

سيحصل المسافرون المنفردون على خصوصيتهم، إلى جانب مساحة محدودة ولكنها كافية لاستخدامهم، مع مرآة في طاولة الإفطار القابلة للطي، ومصباح للقراءة، ومساحة لتخزين الأمتعة وخزائن للأحذية وحقائب اليد.

تسمح الكبسولات المنفردة للمسافرين بحبس أنفسهم بعيداً عن الآخرين في مقصورة مصممة على طراز المهجع

سيحتوي كل قطار أيضاً على «كوشيت» يمكن الوصول إليه، إذ يمكن لمستخدمي الكراسي المتحركة الجلوس فيه مع شخصين آخرين، بالإضافة إلى حمام.

«السفر بالقطار هو المستقبل»

قالت ليونور غيفيسلر، وزيرة العمل المناخي في النمسا، إن القطارات الجديدة «توضح أن مستقبل السفر لمسافات قصيرة ومتوسطة ​​المدى ينتمي إلى القطار».

«ركوب القطار يعني حماية المناخ.. هذا ينطبق بشكل خاص على القطارات الليلية»، وقالت في بيان «لهذا السبب نعمل معاً لتوسيع شبكة القطارات الليلية الأوروبية».

«الصعود من فيينا في المساء والاستيقاظ منتعشاً في مدينة أوروبية أخرى في صباح اليوم التالي سيكون أمراً أسهل وأكثر راحة في المستقبل.»

تمت الموافقة على استخدام القطارات في النمسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وهولندا.

ومن المقرر أن تدخل الخدمة في 10 ديسمبر على طرق فيينا -هامبورغ وإنسبروك- هامبورغ.. وسيتم طرح التذاكر للبيع في 11 أكتوبر.

وتملك شركة السكك الحديدية النمساوية -التي تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها هذا العام- الآن أكبر أسطول من قطارات النوم في أوروبا يعمل عبر القارة.

(جوليا باكلي CNN)