تستخدم الصين الذكاء الاصطناعي في عملية تشغيل وصيانة شبكة قطاراتها فائقة السرعة التي تمتد لمسافة 45 ألف كيلومتر وتعد الأكبر في العالم حسب ما قال مهندسون منخرطون في المشروع لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

وأضاف المهندسون في ورقة بحثية أن نظاماً للذكاء الاصطناعي في بكين يتولى معالجة كميات مهولة من البيانات الفورية من مختلف أنحاء الصين ويمكنه تنبيه فرق الصيانة بوجود أوضاع غير طبيعية في غضون 40 دقيقة وبنسبة دقة تصل إلى 95 بالمئة.

وقال نيو داو آن وهو مهندس بكير في مركز فحص البنية التحتية في مجموعة السكك الحديدية للدولة الصينية في الورقة التي نشرتها دورية تشاينا ريلواي البحثية «يساعد هذا الأمر الفرق على الأرض في إجراء الفحوص والإصلاحات في أسرع وقت ممكن».

وخلال العام المنصرم، لم يتلقَ أي من خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة العاملة في الصين أي تحذير يتطلب خفض السرعة بسبب مشكلات جسيمة في السكك الحديدية كما انخفض عدد الأعطال البسيطة في السكك الحديدية بنسبة 80 بالمئة مقارنة بالعام السابق.

وتشير الورقة إلى أن حركة السكك الحديدية بفعل الرياح القوية تراجعت أيضاً مع تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حتى على الجسور الضخمة التي تعبر الوديان.

ويمكن للذكاء الاصطناعي التكهن وإصدار التحذيرات قبل حدوث المشكلة ما يتيح المجال أمام إجراء الصيانة بدقة وفي وقتها وإبقاء البنية التحتية للسكك الحديدية فائقة السرعة في حالة أفضل مما كانت عليها عند تأسيسها أصلاً.

وقال نيو وفريقه إن كمية البيانات الهائلة التي تصدر عن المجسات المثبتة في البنية التحتية للسكك الحديدية «تجبر الصين على اتباع تكنولوجيات جديدة كالبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي».

وأضافوا أن اتباع هذه التكنولوجيا أفسح المجال أمام «تقييمات وتقديرات علمية لوضع صيانة البنية التحتية بطريقة أكثر دقة وفي الوقت المناسب».

وبدأ بناء أول خط للقطارات فائقة السرعة في الصين قبل 15 عاماً، وقال منتقدون آنذاك إن الصيانة ستصبح عبئاً لا يمكن تحمله لأن الأسلاك والسكك الحديدية ستتقادم حتماً.

وبحلول نهاية العام الماضي تجاوز طول الشبكة طول خط الاستواء ما شكل تحدياً هندسياً وتكنولوجياً للحفاظ على أمان عملياتها.

وشبكة القطارات فائقة السرعة في الصين هي الأسرع في العالم وتعمل بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة ومن المخطط أن تزيد العام المقبل إلى 400 كيلومتر في الساعة، ومن المتوقع أن تواصل الشبكة توسعها السريع إلى أن تربط بين كل المدن التي يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة.

وقال المهندسون إن دولاً مثل ألمانيا وسويسرا اكتشفت قبل عشر سنوات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون وسيلة لإدارة سلامة السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة.

وأشاروا إلى أن الدولتين الأوروبيتين اقترحتا خططاً لتحسين صيانة السكك الحديدية باستخدام الذكاء الاصطناعي لكن شبكات السكك الحديدية صغيرة مقارنة بالصين.

وتكمن أفضلية الذكاء الاصطناعي في قدرته على تحليل البيانات المتنوعة وتحديد المشكلة المحتملة والحلول ذات الصلة وتحديد القرائن المحتملة المتعلقة بالمشكلات والكشف عن روابط غير معروفة سابقاً ضمن مجموعات البيانات التي تبدو فوضوية، ويتيح هذا تحديد الأخطاء والتنبؤ بها بشكل أكثر دقة.

وقال فريق نيو إن التكنولوجيا حسّنت كفاءة تحليل البيانات الجديدة بنسبة 85 في المئة.

وفي السابق، كان مقر إدارة الصيانة في بكين قادراً على إصدار تحذيرات على مستوى البلاد مرة واحدة في الأسبوع، ويجري الآن إصدار تقارير منتظمة يومياً.

وقال المهندسون إن خوارزميات الذكاء الاصطناعي خضعت لمراجعة بشرية صارمة لضمان سلامتها قبل تضمينها في الشبكة.