أميركيون يرفضون تهديد ترامب بشأن استعادة السيطرة على قناة بنما

أميركيون يرفضون تهديد ترامب بشأن استعادة السيطرة على قناة بنما

بينما تواصل قناة بنما دورها الحيوي في حركة التجارة العالمية، أثار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتكرار تهديداته باستعادة السيطرة على القناة التي تعتبر أحد أهم الممرات المائية في العالم، هذا التهديد لم يلقَ تأييداً من العديد من الأميركيين الذين زاروا القناة، حيث اعتبروا أن القناة يجب أن تظل ملكاً لبنما وفقاً للاتفاقيات التاريخية بين البلدين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ويعكس هذا الحدث، الجدل الأوسع حول السيادة الوطنية، والتكتيكات السياسية، والتاريخ المعقد الذي يربط الولايات المتحدة ببنما منذ أكثر من قرن.

وبالنسبة للعديد من السياح الأميركيين الذين شاهدوا سفينة شحن تمرُّ عبر قناة بنما، فإن تهديد دونالد ترامب بإمكانية استعادة السيطرة على الممر المائي يبدو غير منطقي، إذ قالت ناتاليا غلوساك، محاسبة من كاليفورنيا (47 عاماً)، وكانت في إجازة مع والدتها: «أعتقد أن القناة 100% تخصُّ بنما، ويجب أن تبقى كذلك».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وكانت غلوساك واحدة من نحو 50 أميركياً يقفون في منطقة مشاهدة عند مركز الزوار لمتابعة مرور سفينة شحن ترفع العلم الدنماركي بطول 266 متراً (870 قدماً) عبر القناة، ولا أحد من هؤلاء الذين تم سؤالهم دعم تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب ترامب التي كرر فيها القول إنه قد يستولي على القناة بعد عودته إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

لقد ادَّعى ترامب أن السفن الأميركية تتعرض لرسوم «غير عادلة» لعبور القناة، ووجه اتهامات غير موثقة بأن الصين تسيطر على القناة.

وقد رفضت حكومة بنما بشكل قاطع اتهامات ترامب وتهديداته، كما رفض جميع المواطنين الأميركيين الذين تم سؤالهم في منطقة المشاهدة على المدخل الأطلسي للقناة عبر القارة.

قالت ميندي هولاند، متقاعدة من نيويورك: «دونالد ترامب يدّعي الكثير من الأمور، وهذا لا يجعلها صحيحة»، وأضافت باولا ميتزنر، وهي متقاعدة (74 عاماً) من نيويورك: «هو يحبُّ إثارة الأمور المبالغ فيها، وجعل الناس يغضبون، لكن القناة ملك لبنما؛ لأن هذا كان جزءاً من الاتفاق الذي وقعته الدولتان في عام 1977».

«محاولات ترامب مساومة تجارية»

بدأ بناء القناة في عام 1881 بواسطة شركات فرنسية، لكن في ظل ظروف صعبة (انتشار الأمراض الاستوائية ووفاة الآلاف من العمال) تم التخلي عن المشروع، ثم تولت الولايات المتحدة الأمر، وتم تدشين القناة أخيراً في عام 1914، مع إدارة الولايات المتحدة لممرها البالغ طوله 80 كيلومتراً.

ولكن في عام 1977، وتحت قيادة الرئيس جيمي كارتر، وقَّعت الولايات المتحدة معاهدة تنازلت بموجبها عن القناة إلى بنما مقابل ضمان بقاء القناة محايدة إلى الأبد.

يرى بعض المحللين أن تهديدات ترامب ما هي إلا تكتيك تفاوضي للضغط على بنما لتخفيض رسوم العبور، بينما يتذكر البعض الآخر غزو القوات الأميركية لبنما في عام 1989 للإطاحة بالقائد العسكري للبلاد، مانويل نوريغا، الذي كان متهماً في الولايات المتحدة بتهريب المخدرات وغسل الأموال.

فضّل بعض السياح الأميركيين في بنما الفرضية الأولى التي تفترض أن ترامب يتبع أسلوب المساومة التجارية، قال آلان ميلر، مستشار مالي متقاعد من واشنطن: «ترامب هو في جوهره رجل أعمال لا يهتم إلا بالمال.. هناك الكثير من الفوائد المحتملة إذا تمكَّن من تقديم نفسه منقذاً للأموال الأميركية».

وأضاف ميلر (75 عاماً): «هو يفهم أن معظم الناس لن يدرسوا تاريخ وواقع معاهدة قناة بنما، إنهم فقط سيقولون: نعم، هو يدافع عنا».

رئيس بنما: لا مفاوضات مع ترامب

في يوم الخميس، استبعد الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو إجراء أي مفاوضات مع ترامب بشأن القناة، ونفى أي تدخل صيني في تشغيلها، وقال إنه لن يتم تخفيض الرسوم المفروضة على السفن الأميركية التي تعبر القناة.

بدأ ترامب هذه العاصفة الصغيرة عندما انتقد ما أسماه «الرسوم غير المعقولة» التي تُفرض على السفن الأميركية، وقال إنه إذا لم تتمكن بنما من ضمان «تشغيل القناة بشكل آمن وفعَّال وموثوق»، «فنحن سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل، ودون أي شك».

تُقدر نسبة المرور البحري العالمي الذي يمر عبر القناة بنحو خمسة في المئة، ما يسمح للسفن التي تسافر بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة بتجنب الطريق الطويل والخطر حول أقصى طرف من أميركا الجنوبية.

تمثل الولايات المتحدة 74 في المئة من حركة الشحن التي تمر عبر القناة، تليها الصين بنسبة 21 في المئة.

قال إد بين، زوج ميتزنر، إنه يفهم قلق ترامب، وأضاف «لكن إذا لم تكن السفن ستوفر المال من خلال دفع الرسوم، لما كانت ستمر عبر هذا الطريق»، وقال «إذن، يجب أن تكون الرسوم معقولة».