مبيعات التجزئة أضعف من المتوقع.. إشارة سلبية جديدة للاقتصاد الأميركي

(شترستوك)
مبيعات التجزئة أضعف من المتوقع.. إشارة سلبية جديدة للاقتصاد الأميركي
(شترستوك)

سجّلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي أداءً أضعف من المتوقع، في مؤشر مقلق على أن المستهلك الأميركي قد يكون بدأ في تقليص إنفاقه.

وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية، الصادرة يوم الاثنين، ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 0.2% في فبراير مقارنة بالشهر السابق، بعد تعديل بيانات يناير لتُظهر تراجعاً بنسبة 1.2%، إلا أن هذه الزيادة جاءت أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين الذين رجحوا ارتفاعاً بنسبة 0.7% وفقاً لاستطلاع أجرته "فاكت ست"، وتعد هذه الأرقام معدلة وفقاً للتغيرات الموسمية، لكنها لا تعكس تأثير التضخم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويواصل النزاع التجاري المتقلب الذي يخوضه الرئيس دونالد ترامب مع أكبر الشركاء التجاريين لأميركا إثارة حالة من عدم اليقين لدى المستهلكين والشركات، وقد انعكس هذا القلق في العديد من استطلاعات الرأي، ويبدو أن المتسوقين بدؤوا بالفعل في تعديل أنماط إنفاقهم، وتُمثل مبيعات التجزئة نحو ثلث إجمالي الإنفاق في الولايات المتحدة.

قلق متزايد بشأن تباطؤ الاقتصاد

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تزيد بيانات الإنفاق الضعيفة من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، وربما اقترابه من الدخول في حالة ركود، ولم ينجح تقرير مبيعات التجزئة الصادر يوم الاثنين في تهدئة هذه المخاوف.

وأظهرت البيانات أن التراجع الأكبر في الإنفاق كان في المتاجر الكبرى (-1.7%)، والمطاعم والحانات (-1.5%)، ومحطات الوقود (-1%).

في المقابل، سجلت المبيعات عبر الإنترنت وفي متاجر الصحة ارتفاعاً بنسبة 2.4% و1.7% على التوالي.

وباستثناء مبيعات محطات الوقود ووكالات السيارات، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.5% في فبراير مقارنة بالشهر السابق.

تحذيرات من قطاع التجزئة

بدأ كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التجزئة في الولايات المتحدة بإطلاق تحذيرات بشأن تزايد الضغوط على المستهلكين وارتفاع حذرهم في الإنفاق، كما أشار بعض تجار التجزئة إلى أنهم قد يضطرون إلى رفع الأسعار إذا استمرت الحرب التجارية التي يخوضها ترامب في التصاعد.

وقال تود فاسوس، الرئيس التنفيذي لشركة "دولار جنرال"، خلال مكالمة الأرباح الأسبوع الماضي: "عملاؤنا يستمرون في الإبلاغ عن تدهور أوضاعهم المالية خلال العام الماضي، حيث تأثروا سلباً بالتضخم المستمر. كثير منهم يقولون إنهم بالكاد يستطيعون توفير المال للضروريات الأساسية، وبعضهم اضطر للتخلي حتى عن الاحتياجات الأساسية".

وفي الوقت نفسه، تتوقع "وول مارت"، أكبر شركة تجزئة في أميركا، تباطؤاً في المبيعات والأرباح هذا العام. وقال جون ديفيد ريني، المدير المالي للشركة، خلال مكالمة الأرباح الشهر الماضي، «إن هناك حالة من عدم اليقين تتعلق بسلوك المستهلك والظروف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية».

تأثير التعريفات الجمركية على القطاع

إضافة إلى تأثير إنفاق المستهلكين، أبدى مسؤولو التجزئة قلقهم من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على العمليات التجارية.

وقالت كوري باري، الرئيسة التنفيذية لشركة "بيست باي"، في مكالمة مع المحللين هذا الشهر: "لم نشهد من قبل مثل هذا النطاق الواسع من التعريفات الجمركية. هذا الأمر يؤثر بالطبع على القطاع بأكمله". وأوضحت أن الموردين قد يمررون بعض تكاليف الرسوم الجمركية إلى تجار التجزئة، ما يجعل من المرجح جداً حدوث زيادات في الأسعار للمستهلكين الأميركيين.

وفي 4 مارس فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، لكنه عاد وأجّل تنفيذها بعد ضغوط من قادة الأعمال، وفي اليوم نفسه قال براين كورنيل، الرئيس التنفيذي لشركة "تارجت"، لشبكة "سي إن بي سي"، إن رسوم ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات المستوردة من المكسيك في غضون أيام، كما أن عدم اليقين بشأن التعريفات قد يؤثر سلباً على أرباح الشركة.