أظهر استطلاع أجرته رويترز، يوم الثلاثاء، أن تضخم أسعار المستهلكين في المدن المصرية سيرتفع في فبراير شباط إلى أعلى مستوى له في أكثر من خمس سنوات، وذلك بعد تخفيض قيمة الجنيه المصري أكثر من مرة في يناير كانون الثاني.

وأظهر متوسط توقعات 14 محللاً أن التضخم السنوي سيرتفع إلى 26.7 بالمئة في فبراير شباط مقارنة بـ25.8 في المئة في يناير كانون الثاني.

وسيكون هذا أعلى مستوى للتضخم منذ أكتوبر تشرين الأول 2017 عندما بلغ 30.82 في المئة.

وقالت كابيتال إيكونوميكس التي توقعت أن يبلغ معدل التضخم في فبراير شباط 28.8 في المئة «يبدو أن التضخم في مصر سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة لكن من المتوقع أن يصل قريباً إلى ذروته، وسيستمر الأداء الضعيف للجنيه في دفع تضخم السلع المستوردة».

وتراجعت قيمة الجنيه المصري بنحو 24 بالمئة مقابل الدولار خلال شهر يناير كانون الثاني، لتصل النسبة الإجمالية لانخفاض قيمته إلى ما يقرب من 50 بالمئة منذ مارس آذار من العام الماضي.

وقالت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة «نعتقد أن تضخم الأسعار في المدن المصرية سيبلغ ذروته عند أكثر من 30 في المئة على أساس سنوي في أبريل نيسان، وتكمن المخاطر، إن وجدت، في اتجاه صعود التضخم».

وأعلنت لجنة تسعير المنتجات البترولية رفع أسعار البنزين بنحو عشرة في المئة في اجتماعها ربع السنوي الذي عقدته الأسبوع الماضي، لكنها تركت سعر السولار دون تغيير، وهي خطوة ربما تهدف إلى إبطاء الزيادات في أسعار الشحن والنقل الجماعي.

وأجرت مصر تعديلات قليلة على أسعار الوقود المحلية على مدار العام الماضي حتى مع انخفاض قيمة عملتها، ما أدى إلى تراجع أسعار المنتجات البترولية مقارنة مع الأسعار العالمية.

وتوقع ستة محللين أن يقفز التضخم الأساسي، الذي يستثني الوقود وبعض المواد الغذائية المتقلبة، إلى 32.85 بالمئة في فبراير شباط مقارنة مع 31.24 في يناير كانون الثاني.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم بصورة كبيرة إلى الضغط على لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي لرفع أسعار الفائدة عندما تجتمع في 30 مارس آذار.

وفي اجتماعها الأخير الذي عقدته في الثاني من فبراير شباط، أبقت لجنة السياسات النقدية على أسعار الفائدة دون تغيير، قائلة إن زيادة أسعار الفائدة بنحو 800 نقطة أساس على مدار العام الماضي ستساعد في السيطرة على التضخم.

ومن المقرر أن يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانات التضخم عن شهر فبراير شباط صباح الخميس.