(CNN) يقطع انخفاض أسعار البنزين بالولايات المتحدة لأمريكية شوطًا جديدًا ليصل إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر أيلول 2021. حيث انخفض سعر جالون البنزين ذي الجودة العادية (بنزين 87) بمقدار 14 سنتًا خلال الأسبوع الماضي و 56 سنتًا خلال الشهر الماضي ليصل إلى 3.18$ وفقًا لموقع AAA. كما تتدني معدلات سعر جالون البنزين إلى أقل من ثلاثة دولارات في 19 ولاية أمريكية تضم مينيسوتا، وأوهايو، وكولورادو.

ويعد هذا ارتدادًا حادًا في أسعار البنزين مقارنة ببداية العام الحالي حين ارتفع سعر الجالون ليتخطى الخمس دولارات لأول مرة في تاريخه على إثر الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي مؤشر على استمرار انخفاض أسعار البنزين، تدنت أسعار البترول الأمريكية بنسبة 3% لتصل إلى 73.58$ للبرميل، اليوم الجمعة.

وأكد باتريك دو هان رئيس قسم التحليل النفطي بمنصة جازبدي (GasBuddy) لـ CNN أن من المتوقع أن تنخفض المعدلات القومية لأسعار البنزين إلى ما هو أقل من ثلاثة دولارات للجالون في ليلة عيد الميلاد (24 ديسمبر). حيث أشارت مقاييس (جازبدي)، وهي شركة مقرها في بوسطن تدير مجموعة من المنصات الإلكترونية لتزود مستخدميها بأسعار البنزين الآنية في أكثر من140000 محطة وقود في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أن متوسط أسعار البنزين القومية وصلت إلى 2.99$ صباح الجمعة.

يعود هذا الانخفاض الحاد إلى مجموعة من الأسباب، بعضها إيجابي وبعضها سلبي.

فعلى سبيل المثال، زيادة التخوفات من الركود في الأسواق أدت إلى زيادة المخاوف من ضعف الطلب في أسواق الطاقة. وهنا يُعلِّق (دو هان) بقوله: «الطلب الأمريكي على البنزين ضعيف حتى في هذا الوقت من العام، بسبب التخوفات الاقتصادية».

هناك تخوفات أيضًا تخص الاقتصاد الصيني، فمع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الصين، تزداد الشكوك في أن تؤثر السياسات الصينية لمواجهة الفيروس على أسواق الطاقة.

أما على الجانب الإيجابي، فرفعت شركات تكرير النفط الأمريكية حجم انتاجها من البنزين والديزل ووقود الطائرات وغيرها من المشتقات البترولية، كما رفعت شركات النفط امداداتها تدريجيًا.

ويقول محللون أيضًا إن إفراج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن كميات غير مسبوقة من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط كان له تأثير على خفض أسعار الطاقة

وعلى عكس التخوفات التي تنامت في مطلع العام الحالي، لم تتأثر الصادرات الروسية بسبب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أو بسبب العقوبات التي وقعت عليها من الغرب. وهنا يقول دو هان: «مازالت الصادرات الروسية تتدفق، على عكس تخوفات السوق في مارس من العام الحالي»، أما بالنسبة لحظر الواردات النفطية الروسية عن الاتحاد الأوروربي وتسقيف سعر النفط الروسي في أوروبا، اللذين دخلا حيز التنفيذ هذا الشهر، فلم تُلمس تبعاتهم بعد على أسعار النفط، مما يثير مخاوف المحللين.