أكَّد صندوق النقد الدولي، خلال مؤتمر صحفي في مركز دبي المالي العالمي لإطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد الإقليمي» لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى لعام 2023-2024، أن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي «غير النفطي» لدول مجلس التعاون الخليجي من المتوقع أن ينمو بنسبة 4.2 في المئة في 2023 و3.9 في المئة في 2024.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل رصيد الحساب الجاري في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً بنسبة 8.6 في المئة في العام الجاري و6.5 في المئة في العام القادم، فيما من المتوقع أن تنخفض معدلات التضخم إلى 2.9 في المئة في 2023 و2.3 في المئة في 2024.

وقدر صندوق النقد الدولي نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 3.1 في المئة في عام 2023، على أن ترتفع إلى 3.4 في المئة في عام 2024، فيما من المتوقع نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي في المنطقة بنسبة 3.6 في المئة في 2023 و3.7 في المئة في 2024.

وفي إطار تغطية المؤتمر، أجرت «CNN الاقتصادية» مقابلة مع محمود برادهان، رئيس قسم الاقتصاد في «أموندي لإدارة الأصول» عن مستقبل الدولار الأميركي وسط الانقسامات الجيوسياسية التي يواجهها العالم.

وأكَّد برادهان في المقابلة أن المخاوف من تراجع قيمة الدولار بسبب الانقسامات الجيوسياسية التي يمرّ بها العالم مبالغ فيها، وأن الدولار لا يزال العملة السائدة بالنسبة للاحتياطيات.

وأضاف برادهان أن سبب سيطرة الدولار هو عمق أسواق رأس المال الأمريكية، لأنه عندما يحتفظ الناس بالدولار في احتياطاتهم، فإنهم لا يحتفظون بالدولار النقدي أو الحسابات المصرفية، بل يحتفظون بأصول بالدولار، والولايات المتحدة لديها سوق رأسمالية عميقة بما يكفي لتوفير أصول بالدولار، حتى اليورو ليس لديه أسواق رأسمالية عميقة بما يكفي لحجم الاحتياطيات العالمية، لهذا السبب لا أعتقد أن وضع الدولار سوف يتغير بسبب التفتت الجغرافي الاقتصادي.

لبنان

وأكَّد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور أن شروط الصندوق التي فرضت ضمن الاتفاقية التي وضعت قبل لا مفر منها؛ لأنه ليس ممكناً أن يشهد لبنان نمواً اقتصادياً دون تطبيقها، وأضاف أن هذه الشروط والاتفاقية مع صندوق النقد هي ملاذ لبنان الوحيد للخروج من أزمته.

الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ضرورة قصوى

أضاف برادهان في إطار الحديث مع «CNN الاقتصادية» أن الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ضرورة قصوى؛ لأن التعامل مع تغير المناخ أصبح حاجة ضرورية، ولن نستطيع أن نستمر بحياتنا الحالية وأنشطتنا ونمط حياتنا إن لم نتصدَّ لتداعياته.

وعلى الرغم من أن هذا التحول سيتسبب بنمو رصيد سلبي، اعتبر برادهان أن الانتقال سيكون مكلفاً، لأن العالم اعتمد على مصادر أرخص للطاقة ألحقت ضرراً بالبيئة.

العالم يواجه تباطؤاً اقتصادياً ولن ينزلق إلى ركود

وفيما يخص التضخم العالمي، وخاصة مع ترقب اجتماع الفيدرالي الأميركي، اعتبر برادهان أن الفيدرالي سيرفع اليوم أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في محاولته لكبح جماح التضخم، كما أكَّد أن العالم يواجه اليوم تباطؤاً في النمو من المتوقع أن يزول في نهاية عام 2024 عندما يتغلَّب العالم على التضخم بحسب قوله.