شهرةُ الليرةِ التركيةِ تتخطى نطاقَ الدولةِ الجغرافيّ

فالكثير منا زار البلاد،

إما للسياحة أو للتسوق أو حتى بهدف الأعمال

واستفاد من تراجع سعر صرف عملتها

وإن كان هذا الأمر يقلق مواطني تركيا.

اليوم، اقتربت الليرة التركية من أدنى مستوياتها على الإطلاق

هذا الخبر ليس جديداً.

فهي ليست المرة الأولى التي تتجاوز فيها الليرة التركية مستوى العشرين مقابل الدولار

لكن المقلق اليوم أن الظروف الاقتصادية الصعبة اليوم، وعلى كافة الأصعدة،

تنذر بالمزيد من التدهور.

فكيف بدأت سلسلة الانهيارات؟

في عام 2018، تخلفت أنقرة عن سداد ديونها.

وقتذاك، كانت الليرة بحال أفضل بالطبع، تبلغ 3.5 مقابل الدولار، أي تقريبا أقل بحوالي 6 أضعاف عما هي عليه اليوم.

فلماذا وفي غضون خمس سنوات انهارت البلاد وعملتها إلى هذا الحد؟

خمسةُ عواملَ رئيسية كان لها الثقل الأكبر على العملة التركية:

فبداية الأزمات، كانت في التوتر السياسي مع أوروبا ككل، ومع قبرص واليونان تحديداً.

ثم جاءت جائحة كورونا، التي ضغطت على الاقتصاد التركي تماماً كما فعلت مع جلّ اقتصادات العالم.

وفي الوقت الذي شرعت فيه البنوك المركزية العالمية برفع معدلات الفائدة،

كانت أنقرة وحدها تقريباً، تسير عكس التيار.

فالرئيس التركي ليس من أنصار رفع الفوائد.

أقال ثلاثة محافظين للبنك المركزي.

وخفّض معدلات الفائدة 4 مرات في عام 2021 وحده.

لم يكتفِ بذلك، أقال عدة وزراء بينهم وزير المالية، واستمر بخفض الفائدة رغم التراجع المستمر لليرة التركية، قائلا إن هذا النهج هو الذي يحدّ من التضخم.

ماذا أيضا؟

جاءت الحرب الروسية – الأوكرانية،

ومعها استكملت الليرة التركية مسيرة الانهيار حتى الآن

ليأتيَ الزلزال الأسوأ في تاريخ تركيا، ومعه يتجلى السؤال الأكبر..

كم ستتطلب البلاد كي تنجوَ من تداعياته؟

وكيف ستكون ارتداداته على الليرة التركية؟