فقدت عملة «يو أس دي كوين» المشفرة المرتبطة بالدولار الأميركي جزءاً كبيراً من قيمتها وتراجعت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق يوم السبت بعد أن كشفت شركة “سيركل” -الشركة الأميركية المصدرة للعملة- عن وجود ودائع كبيرة لدى بنك «سيليكون فالي».

وقالت الشركة في تغريدة إن 3.3 مليار دولار من احتياطياتها البالغة 40 مليار دولار مودعة لدى بنك «سيليكون فالي» المنهار.

وهبطت عملة «يو أس دي كوين» من دولار إلى 88 سنتاً -الدولار مئة سنت- في وقت مبكر من يوم السبت، وفقاً للمنصة المتخصصة في تتبع أسواق العملات المشفرة «كوين جيكو» ثم تعافت قليلاً لتسجل 90 سنتاً.

وانهار بنك «سيليكون فالي» يوم الجمعة في أكبر فشل لمؤسسة مالية بالولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008، ما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية وتقويض مليارات الدولارات المملوكة للشركات والمستثمرين.

وقالت “سيركل” في تغريدة يوم الجمعة إنها «تواصل العمل بشكل طبيعي» وينطبق الحال نفسه على تداول عملة «يو أس دي كوين» -التي تنتمي إلى العملات المشفرة المستقرة- بينما تنتظر الشركة توضيح ما سيحدث لمودعي بنك «سيليكون فالي».

والعملات المستقرة هي نوع من العملات المشفرة مصممة للحفاظ على سعر صرف ثابت أمام العملات الورقية -تلك التي تدعمها الحكومة المركزية بدلاً من سلعة مادية مثل الذهب- على سبيل المثال من خلال ربط سعر صرف الوحدة من العملة بدولار أميركي.

وخلال استخدامها في تداول العملات المشفرة ارتفعت قيمة عملة «يو أس دي كوين» في السنوات الأخيرة وأصبحت ثاني أكبر عملة مستقرة بقيمة سوقية تبلغ 37 مليار دولار، وأكبر العملات المستقرة هي تيثر التي تبلغ قيمتها السوقية 72 مليار دولار، وفقاً لكوين جيكو.

وعلى مدى سنوات عادة ما ثبت سعر «يو أس دي كوين» بنحو دولار ما يجعل انخفاض يوم السبت غير مسبوق، ووفقاً لبيانات كويت جيكو كان أدنى مستوى لها على الإطلاق حوالي 97 سنتاً في عام 2018، وحتى في عام 2022 عندما عانت أسواق العملات المشفرة جراء انهيار صندوق تحوط العملات المشفرة «ثري آروز كابيتال» سجلت «يو أس دي» أقل قليلاً من 99 سنتاً.

والمتداولون في حالة تأهب قصوى خوفاً من انتشار عمليات الإفلاس داخل القطاع المالي والمصرفي أو حتى سيناريو أسوأ بانتقال الأزمة إلى قطاعات أخرى بعد انهيار بنك «سيليكون فالي» وإفلاس بنك سيلفرغيت المرتبط بسوق العملات الرقمية والذي كشف الأسبوع الماضي عن خطط لإنهاء عملياته وتصفية أصوله طواعيةً.

وقالت شركة «سيركل» التي تتخذ من بوسطن مقراً لها الأسبوع الماضي إنها نقلت «نسبة صغيرة» من ودائع احتياطي «يو أس دي كوين» التي كانت تحتفظ بها لدى سيلفرغيت إلى شركائها المصرفيين الآخرين.

وقال الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة بينانس في تغريدة يوم الجمعة إنه لم يتعامل مع بنك «سيليكون فالي»، والأمر نفسه ينطبق على الرئيس التنفيذي لشركة تيثر بابلو أردوينو.

كما أعلن كل من شركة باكسوس وشركة جيميني كلتيهما تصدر عملة مشفرة مستقرة من خلال تغريدة أنهما ليس لديهما علاقات مع البنك.

وتغطي المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع الحسابات المؤمنة حتى 250 ألف دولار للحساب الواحد، لكن 88 في المئة من عملاء بنك «سيليكون فالي» حساباتهم غير مؤمن عليها.

وقدرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن أي مبلغ أكثر من 250 ألف دولار في حسابك البنكي لدى «سيليكون فالي» سيعود لك منه 80 سنتاً حتى 90 سنتاً مقابل كل دولار.

يذكر أنه عقب انهيار بنك «إنديماك» خلال الأزمة المالية في عام 2008 دفعت المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع للحسابات غير المؤمن عليها 50 سنتاً مقابل كل دولار لكن هذا يعد مثالاً استثنائياً، إذ إن بيع أصول بنك منهار خلال أزمة عالمية أصعب بكثير من الوضع الحالي، إلا أن الأمر لا يزال يشير إلى المخاطر التي تكتنف الودائع غير المؤمن عليها لدى بنك «سيليكون فالي».

(CNN)