أتمت «طيران الإمارات» بنجاح اختباراً على الأرض لمحرك «جي ئي 90» على إحدى طائراتها بوينغ 777-300ER، باستخدام وقود مستدام بنسبة 100 في المئة .

ويهدف الاختبار الأرضي وتحليل النتائج إلى إظهار قدرة المحرك على العمل بمزيج خاص من وقود مستدام بنسبة 100 في المئة دون التأثير على أدائه، بالإضافة إلى التأكيد أن هذا النوع من الوقود يصلح بديلاً مناسباً لوقود الطائرات التقليدي، ولا يتطلب أي تعديلات على أنظمة الطائرات، أو أي إجراءات صيانة وتعديل خاصة على محركات «جي ئي 90» التي تشغل طائرات البوينغ 777-300ER.

وأُجري الاختبار في مركز الإمارات الهندسي الحديث بمطار دبي الدولي.

وتمهد نتائج الاختبار الأرضي الطريق أمام أول رحلة تجريبية لطيران الإمارات هذا الأسبوع باستخدام الوقود المستدام في محرك واحد.

ومن مكونات وقود الطيران المستدام زيوت الطهي المستعملة أو النفايات الزراعية.

ويسهم هذا النوع من وقود الطائرات في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 80 في المئة في المتوسط​​، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA).

وانطلقت أولى الرحلات الجوية التجارية باستخدام وقود الطيران المستدام في عام 2011، وأصبح منذ ذلك الحين عنصراً رئيسياً في تحويل النقل الجوي إلى الاستدامة.

وتضمّن الاختبار تشغيل محرك واحد بالوقود المستدام وآخر بوقود تقليدي لتحليل سلوك وأداء نظام الوقود بشكل أفضل تحت كل نوع من الوقود، ومقارنة المخرجات المحددة لكل محرك، واختبار التشغيل السلس لمحرك الطائرة وأنظمة الوقود أثناء الرحلة التجريبية المزمع إجراؤها.

وخضعت الطائرة قبل إجراء الاختبار الأرضي للفحوصات القياسية المعتادة، ثم بدأ بعد ذلك اختبار التشغيل الثابت بتفعيل وحدة الطاقة المساعدة «هانيويل 331-500» بالوقود المستدام، ثم وضعت وحدة الطاقة المساعدة APU تحت الحمل الكامل من الوقود المستدام لبدء تشغيل المحرك، وجرى تشغيل المحرك الأيسر بكامل طاقته، باستخدام الإعدادات نفسها التي ستستخدم للرحلة التجريبية.

وشمل ذلك إعدادات التوقف و«الإقلاع» و«الصعود» في فترات ملف تعريف الرحلة الكاملة، التي تعمل بأقصى سرعة وكثافة، ثم تم لاحقاً تشغيل المحركين في إعدادات الملاحة الجوية لمدة 15 دقيقة.

وكانت «طيران الإمارات» و«جي ئي إيروسبيس» و«بوينغ» قد وقعت مذكرة تفاهم في معرض دبي للطيران عام 2021، بهدف تطوير برنامج لإجراء رحلة تجريبية باستخدام وقود مستدام 100 في المئة على إحدى طائرات الإمارات البوينغ 777-300ER العاملة بمحركات «جي ئي 90».

وواصلت «طيران الإمارات» خلال عام 2022 العمل مع شركائها، «جي ئي إيروسبيس» و«بوينغ» و«هنيويل» و«نيست» و«فايرت إنك» التابعة لـ«ماراثون بتروليوم كورب»، على اختبار هذا المزيج من الوقود المستدام SAF.

وطوّر الشركاء مزيجاً ذا مواصفات تتميز بخصائص أداء وقود الطائرات التقليدي، وتم التعاون في مجالات التحليل الفني والمتطلبات التشغيلية المتعلقة بالاختبارات الأرضية وأنشطة الطيران التجريبية.

وسوف تقوم نتائج هذه المبادرة بتوفير بيانات وبحوث إضافية حول مكونات مزيج الوقود الاصطناعي والوقود الحيوي، ولدعم ضبط المواصفات والمقاييس، تمهيداً للموافقة مستقبلاً على استخدام الوقود المستدام 100 في المئة.

وعقب التجربة الناجحة على محرك واحد، ستواصل “طيران الإمارات” تطوير واستكمال هذه المبادرات مع مصنعي هياكل الطائرات ومزودي وقود SAF من أجل استخدام محركات تعمل بهذا الوقود واعتمادها للاستخدام التجاري لاحقاً.

وتوجد حالياً عدة تصريحات وموافقات لاستخدام وخلط الوقود المستدام نسبة 50 في المئة، مع وقود الطائرات التقليدي.

وتعود أول رحلة لطيران الإمارات تم استخدام الوقود المستدام فيها إلى عام 2017، بطائرة بوينغ 777-300ER، منطلقةً آنذاك من مطار شيكاغو أوهير.

وكانت “طيران الإمارات” قد تسلّمت أول طائرة A380 تعمل بوقود مستدام في ديسمبر كانون الأول من عام 2020، كما قامت بتحميل 32 طناً من هذا الوقود على إحدى رحلاتها من ستوكهولم في العام ذاته، بدعم من «برنامج حوافز سويدافيا للوقود الحيوي».

كما بدأت الرحلات الجوية من أوسلو أيضاً مستخدمةً الوقود المستدام بموجب سياسة الحكومة النرويجية الإلزامية، وتعد طيران الإمارات أيضاً عضواً في تلك اللجنة التوجيهية لمبادرة «الأجواء النظيفة من أجل المستقبل»، والمنبثقة عن المنتدى الاقتصادي العالمي بهدف تعزيز جهود تطوير الوقود المستدام.