يتزايد الحديث عن أهمية الاستدامة في صناعة السياحة والسفر في الشرق الأوسط. وشكّل إعلان الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عام الاستدامة، استضافة الدولة لمؤتمر COP28 في نوفمبر المقبل نقطة تحول في برامج الفنادق وملحقاتها في الدولة.

وكانت الإمارات قد حلّت أولاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي المرتبة الـ11 عالمياً في تقرير «مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة» لعام 2022 الصادر عن «منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية» (اليونيدو) و«الشبكة الدولية والبنية التحتية للجودة» (INet QI).

ووضعت الإمارات الوصول إلى صافي انبعاثات غازات بحلول عام 2050 ضمن أولوياتها، وأعلنت عن خطط لخفض الطاقة في المباني ومن ضمنها الفنادق والمنتجعات السياحية بنسبة 25 في المئة ولتقليل استهلاك المياه بنسبة 16 في المئة.

وسطرت لهذه الغاية مجموعة من الإرشادات الملزمة للفنادق من ضمنها ضمان جودة الهواء بما يتوافق مع الإرشادات الفنية الصادرة عن بلدية دبي.

كما يجب ألّا يزيد حمل الإضاءة على 10 واط لكل متر مربع، ويجب أن تشمل غرف النزلاء أنظمة تحكم قادرة على إطفاء الإضاءة والتكييف عندما تكون الغرفة غير شاغلة، وتزويد كل غرفة بنظام تحكم لإيقاف التكييف عندما تكون أي شرفة أو نافذة مفتوحة.

ويمكن خفض معدل استهلاك الطاقة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال كفاءة استخدام الطاقة والاقتصاد في استهلاك المياه واستخدام التكنولوجيا التي تقلل الفاقد وتسهم في تحسين نوعية المياه.

وصبت مبادرة دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الخاصة بنظام قياس الانبعاثات الكربونية بقطاع السياحة في هذا السياق.

يمكن استخدامها لتقدير وتحليل البصمة الكربونية لفنادق أبوظبي وإنشاء آلية لمكافأة الفنادق الأكثر استدامة، وتحديد الفنادق التي تحتاج إلى الدعم للوصول لمعدلات أكثر استدامة.

«أسكوت» تتبنى سياسات صديقة للبيئة

تحاول الفنادق تلبية متطلبات الحكومة وحاجات عملائها على حد سواء. وفي هذا السياق، قال حفيظ المرابطي، المدير الإقليمي لتطوير الأعمال في مجموعة أسكوت العالمية للفنادق في حديث لــ«CNN الاقتصادية»، إن الشركة اتجهت نحو تطبيق معايير بيئية هادفة نتيجة ما وصفه بالتحثيث العالمي بهذا الاتجاه.

وأشار إلى أن «أسكوت» تتوجه إلى إدخال ممارسات صديقة للبيئة في كل أسواقها الفندقية كترشيد استهلاك المياه والطاقة وتدوير النفايات.

وقال المرابطي إن دول الخليج هي واحدة من أكبر مناطق توجه سياحي للعالم، لذا نضع تركيزنا على هذه المنطقة لتكون مثالاً للاستدامة.

بحلول عام 2024 سيكون جميع الموظفين في أسكوت قد أكملوا التدريب المتعلق بالاستدامة، وحقوق الإنسان، والتوعية بالاتجار بالبشر، وسياسات وممارسات التوظيف العادل.

«روتانا» لترشيد استهلاك الطاقة

من جهته، لفت غاي هاتشينسون، الرئيس والمدير التنفيذي في روتانا، سعي المجموعة لخفض استهلاك الطاقة والمياه واعتماد التقنيات النظيفة وتحسين الكفاءة التشغيلية في فنادقها في الإمارات.

ورفعت من استهلاك المواد القابلة لإعادة التدوير بنسبة ثمانية في المئة، وخفضت النفايات التي تنتهي في المكبات إلى 17 في المئة، وخفض استهلاك الكهرباء بنسبة ثمانية في المئة.

وأوضح أنه لدى العلامة التجارية أيضاً «برنامج استدامة لنشر الوعي والوصول إلى صافي صفر انبعاثات في فنادقها الموجودة في 29 دولة».

«أتلانتس» تستغني عن 2.7 عبوة بلاستيكية

يولي منتجع «أتلانتس» المشيد على جزيرة اصطناعية اهتماماً خاصاً بالحياة البحرية.

وتشارك «أتلانتس» في برامج متعلقة بالحيوانات البحرية والثديية للعناية بـ65000 من الحيوانات البحرية الموجودة في المنتجع.

وعبّر تيموثي كيلي، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لمنتجعات «أتلانتس» في دبي، عن اعتزازه ببرنامج أطلس الخاص بأتلانتس الذي يقارب المسؤولية الاجتماعية والاستدامة من عدة وجهات نظر.

وأعلن أن «أتلانتس» تمكن من الاستغناء عن 2.7 مليون زجاجة بلاستيكية بعد نشر محطات مياه في أنحاء المنتجع، إضافة لاستخدام الألواح الشمسية لتوفير الطاقة والتقليل من البصمة الكربونية في مختلف أنحاء الحديقة المائية.