«الولايات» ليست «متحدة» في تنفيذ حملة ترامب الصارمة ضد الهجرة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء توقيعه على عدد من القرارات التنفيذية داخل ساحة كابيتال وان في يوم تنصيبه لولاية رئاسية ثانية، في واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، 20 يناير 2025، رويترز.
«الولايات» ليست «متحدة» في تنفيذ حملة ترامب الصارمة ضد الهجرة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء توقيعه على عدد من القرارات التنفيذية داخل ساحة كابيتال وان في يوم تنصيبه لولاية رئاسية ثانية، في واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، 20 يناير 2025، رويترز.

يستعد زعماء الولايات في جميع أنحاء البلاد لموجة عارمة من سياسات معاداة الهجرة والترحيل الجماعي الذي تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذها في الساعات الأولى بعد تنصيبه أمس الاثنين.

في غضون ساعات من توليه منصبه، وقّع ترامب على قائمة من الإجراءات التنفيذية لتحجيم الهجرة، والتي ستؤدي إلى حملة صارمة على الهجرة كان أكثر بنودها تشدداً ينص على إلغاء منح حق المواطنة بالولادة، وهي قضية دستورية تحتاج إلى معالجتها من خلال تعديل دستوري، كما أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة والتي من شأنها أن تؤدي إلى نشر قوات إضافية وإكمال الجدار الحدودي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

على الصعيد الوطني ينقسم مسؤولو الولايات والمدن في ما يخص مدى الاستعداد لحملة ترامب ضد المهاجرين، حيث يحتفظ العديد منهم بخطط لدعم مجتمعات المهاجرين، بينما أعرب آخرون عن دعمهم الحماسي لسياسات ترامب.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

كولورادو

يقيد قانون كولورادو التعاون مع مسؤولي الهجرة الفيدراليين لاعتقال أو احتجاز أو جمع معلومات شخصية عن المهاجرين، ولكن داخل الولاية نفسها هناك مواقف متعارضة من بلدية لأخرى.

قال عمدة العاصمة دنفر، مايك جونستون، إن المدينة هي أكبر متلقٍ للمهاجرين «نسبةً إلى السكان» من أي مدينة أخرى في البلاد العام الماضي، وهذا بعد أن قام حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، بنقل المهاجرين بالحافلات إلى المدن التي يحكمها الديمقراطيون، في إهانة واضحة لإدارة بايدن.

وحصلت شبكة سي. إن. إن. على (دليل) تم توزيعه على موظفي المدينة لمواجهة محاولة عملاء سلطات الهجرة والجمارك دخول مباني المدينة والأماكن العامة، مثل المستشفيات، حيث يضع الدليل سيناريوهات مختلفة ويشرح الخطوات التي يجب على الموظفين اتباعها.

وفقاً لدليل السياسات، إذا أصبح وكيل سلطات الهجرة والجمارك عدائياً أو هدد الموظف بالاعتقال، فيجب على الموظفين أن يطلبوا اسمه ورقم شارته، والاتصال بمكتب محامي المدينة.

وتطلب الولاية من المواطنين التعاون مع الحكومة الفيدرالية من أجل القبض على المجرمين العنيفين، لكن التعاون يتوقف عند هذا الحد، حيث قال جونستون إنهم «لن يساعدوا أو يدعموا سلطات الهجرة والجمارك، بل سيقاضونها إذا استهدفت أشخاصاً في مواقع مثل المدارس والكنائس».

كما يُحظر على الضباط سؤال الشهود أو ضحايا الجرائم عن وضعهم القانوني «من حيث شرعية الهجرة».

على النقيض تماماً، في مقاطعة دوغلاس جنوب دنفر، صوّت مجلس المفوضين الأسبوع الماضي على قرار يدافع عن خطط ترامب لإزاحة المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة، وقال مفوض مقاطعة دوغلاس، آبي لايدون، لشبكة سي. إن. إن «ليس من الرحمة أن يكون لدينا لافتة ترحيب ضخمة في ولايتنا بينما لا يوجد حقاً مكان أو موارد لدعم هؤلاء المهاجرين».

إلينوي

أعرب حاكم ولاية إلينوي، جيه بي بريتزكر، عن دعمه للأسر المهاجرة المتركزة في شيكاغو، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، لكنه طالب الأسر بالالتزام بخطة طوارئ، ومنها الاحتفاظ بالمستندات الشخصية والطلب من مقدم الرعاية المدنية التدخل إذا تم احتجاز والدي الطفل.

وقال الحاكم للصحفيين إن الوضع «فوضوي»، لأن الحكومة الفيدرالية لم تبلغ عن خططها بعد، «لا يمكننا منع الأمن من دخول ولاية إلينوي، بل إننا نريدهم أن يأتوا إلى ولايتنا فقط عندما يلتزمون بالقانون والقيم الأميركية، ولكننا لا نسمح لهم بالاستغلال».

وأرسلت مدارس شيكاغو العامة خطاباً إلى العائلات لطمأنتهم بأن المدينة لديها سياسات لحماية الطلاب والموظفين من تطبيق قوانين الهجرة الخاصة بترامب، حيث يُحظر على المدارس مساعدة سلطات الهجرة والجمارك، بل سيتم منع سلطات الهجرة والجمارك من دخول الحرم المدرسي ما لم يكن لديهم مذكرة قانونية «جنائية».

وتُقدم المنطقة المدرسية للعائلات تدريبات «اعرف حقوقك» وتوفر دعماً قانونياً للمهاجرين واللاجئين.

ووصف الرئيس التنفيذي لجمعية مطاعم إلينوي، سام تويا، العمال من المهاجرين بأنهم «العمود الفقري» لصناعة الضيافة في شيكاغو، وقال إنه شجع الشركات على ضمان حصول عمالها على وثيقة أهلية التوظيف (I-9).

ووثيقة التحقق من أهلية التوظيف هي وثيقة تمنحها حكومة الولايات المتحدة تظهر هوية الشخص وترخيص العمل القانوني الخاص به.

كاليفورنيا

خطط حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، منذ شهور لحماية المهاجرين في مواجهة ترامب.

وأكد المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، الأسبوع الماضي، أن وكالات إنفاذ القانون في الولاية ممنوعة من «التحقيق أو الاستجواب أو الاحتجاز أو اعتقال الأشخاص لأغراض إنفاذ قوانين مكافحة الهجرة»، وأضاف «في ضوء خطاب الرئيس المعادي للأجانب أصدرنا إرشادات مُحدثة لإنفاذ القانون، وحماية ضحايا جرائم الكراهية».

وقد اعتبرت العديد من المدن الكبرى في كاليفورنيا، بما في ذلك لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، نفسها «ملاذات للمهاجرين»، وكلتا المدينتين أقرت قوانين تمنع موظفي المدينة من مساعدة سلطات الهجرة والجمارك، إلا بموجب القانون الفيدرالي.

ووعد بونتا بتحدي أي قوانين أو إجراءات فيدرالية يعتبرها غير دستورية «إذا كان الأمر غير قانوني، فسنراك في المحكمة، وسنوقفك».

أيوا

أمرت حاكمة ولاية أيوا، كيم رينولدز، الأسبوع الماضي، مسؤولي الولاية بالتعاون الكامل مع سلطات الهجرة الفيدرالية، بما في ذلك التحقيقات الإدارية والجنائية، والاتصال بالسلطات الفيدرالية عند الشك في انتهاكات قانون الهجرة، واحترام طلبات وزارة الأمن الداخلي.

نيويورك

عمدة نيويورك، إريك آدامز، هو حليف مُخلص لترامب، وكان صريحاً بشأن أزمة المهاجرين في المدينة، وقال الشهر الماضي إنه منفتح على العمل مع ترامب، حيث يرى البلاد بحاجة إلى إصلاح نظام الهجرة وتأمين الحدود، ولكن هذا ليس رأي كل موظفي الولاية.

أرسلت إدارة مدارس مدينة نيويورك العامة مذكرة إلى مديري المدارس هذا الشهر للتذكير بأن ممثلي سلطات الهجرة والجمارك غير مسموح لهم بالوصول إلى أراضي المدرسة «بدون تفويض قانوني مناسب».

كما أكدت الرسالة للمديرين أن جميع الأطفال في المدينة لديهم الحق في التعليم بغض النظر عن قانونية هجرتهم أو لجوئهم، مع حظر جمع المعلومات حول حالة الهجرة لأي طالب.

وتم نقل الآلاف من المهاجرين إلى مدينة نيويورك في صيف عام 2022 بالحافلات من تكساس.

تكساس

شهدت الولاية، التي تُعد معبراً مزدحماً للمهاجرين، في السنوات الأخيرة، زيادات قياسية في أعداد المهاجرين الوافدين، ورداً على ذلك قام الحاكم، جريج أبوت، في عام 2021، بنقل عشرات الآلاف من المهاجرين بالحافلات والطائرات إلى المدن التي يقودها الديمقراطيون، في عمل انتقامي ضد إدارة بايدن نال الثناء من ترامب.

وبينما كان ترامب يؤدي اليمين الدستورية أمس الاثنين، كان العمال في تكساس يقومون بتركيب المزيد من الحواجز العائمة في محاولة لمنع المهاجرين من عبور المياه.