في أعقاب أزمة تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، يواجه صانعو السيارات الكهربائية اليابانيون الآن معركة في تايلاند من أجل السيطرة على سوق آسيوية رئيسية أخرى، وفقاً لبيانات التسجيل ومسؤولي الصناعة والمحللين.

وباعتبار تايلاند أكبر منتج ومصدر للسيارات في جنوب شرق آسيا، وثاني أكبر سوق لمبيعات السيارات بعد إندونيسيا، هيمن صانعو السيارات اليابانيون على السوق التايلاندية إلى درجة أنهم تعاملوا معها على مدار عقود على أنها امتداد لسوقهم المحلية.

لكن الصين تفوقت على اليابان كأكبر مستثمر أجنبي في تايلاند العام الماضي، مدعومة باستثمار شركة «بي واي دي» في مصنع جديد من المقرر أن يبدأ في عام 2024، وسط جهود متضافرة من قبل المسؤولين التايلانديين لجذب منتجي السيارات الكهربائية الصينيين.

ويبدو أن الصين بدأت في إعادة تشكيل صناعة السيارات في تايلاند، إذ يعمل صانعو السيارات الكهربائية من الصين على التعاون مع الشركات التايلاندية المحلية، بما في ذلك تلك التي لديها روابط طويلة الأمد مع الشركات اليابانية مثل «سيام موتورز».

تحول الشركات التايلاندية إلى الصين

تعاونت شركة «سيام موتورز» التايلاندية مع شركة «نيسان موتورز» اليابانية عام 1962 لإنشاء مصنع يطرح أربع سيارات يومياً، ما أدى إلى علاقة مربحة استمرت عقوداً مع الشركات اليابانية.

لكن المجموعة التايلاندية، والتي نمت إيراداتها السنوية إلى سبعة مليارات دولار على خلفية نجاحها في مجال السيارات، تبحث الآن عن فرص في أماكن أخرى.

وقال نائب رئيس المجموعة، سيباستيان دوبوي، في مقابلة إن «سيام موتورز» تُجري محادثات مع العديد من صانعي السيارات الصينيين حول الشراكات المحتملة، لا سيما للسيارات الكهربائية المتطورة، في إشارة إلى مناقشات لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً.

ويعكس موقف «سيام موتورز» تحولاً سريعاً جارياً في تايلاند، إذ عززت الاستثمارات الصينية التي تبلغ قيمتها 1.44 مليار دولار منذ عام 2020 منافسة جديدة في السوق التي هيمنت عليها شركات صناعة السيارات اليابانية منذ عقود.

الصراع بين الصين واليابان

أصبحت شركة «بي واي دي» الصينية الرائدة في سوق السيارات التايلاندية، تليها «سايك موتورز» و«هوزون» الصينيتان، ثم صانعة السيارات الأميركية «تسلا».

ومن بين نحو 850 ألف سيارة جديدة مسجلة في تايلاند العام الماضي، كان نحو واحد في المئة فقط منها من السيارات الكهربائية، وفقاً لبيانات حكومية، لكن هذه النسبة ارتفعت لتتجاوز ستة في المئة بين الفترة من يناير كانون الأول حتى أبريل نيسان من هذا العام.

وكشفت دراسة أجرتها شركة «ديلويت»، أن نحو ثلث المشاركين من تايلاند يرغبون في الحصول على سيارة كهربائية تعمل بالبطارية كمركبتهم التالية، وهي أعلى نسبة بين ست دول في جنوب شرق آسيا شملتها الدراسة.

وقال مدير قسم الاستشارات بمعهد «نومورا» للأبحاث في تايلاند، هاجيمي ياماموتو، إن العلامات التجارية الصينية يمكن أن تحصل على 15 نقطة مئوية على الأقل من حصة اليابان خلال العقد المقبل عن طريق تقديم سيارات كهربائية ميسورة التكلفة.

في المقابل، ذكرت «تويوتا» اليابانية، التي استثمرت نحو سبعة مليارات دولار في تايلاند على مدار العقد الماضي، في بيان أنها تدرس إنتاج السيارات الكهربائية في البلاد، وهو أول تأكيد رسمي لها.

أهداف تايلاند تعزز المنافسة

تهدف تايلاند إلى تحويل نحو 30 في المئة من إنتاجها السنوي البالغ 2.5 مليون سيارة إلى سيارات كهربائية بحلول عام 2030، إذ تطمح لأن تصبح مركزاً رئيسياً لإنتاج السيارات الكهربائية إقليمياً.

وتستعد الحكومة لتقديم الحوافز لصانعي السيارات الكهربائية الصينية، بما يشمل الرسوم الجمركية المنخفضة على الواردات بشرط التجميع المحلي اللاحق وبعض الإعفاءات الضريبية لتصنيع المركبات الكهربائية.

وقال الأمين العام لمجلس الاستثمار التايلاندي، ناريت ثيردستيراسوكدي، الذي سافر عدة مرات إلى الصين في الأشهر الأخيرة، «ندرك أنه إذا كنا نرغب في أن نكون مركزاً للسيارات الكهربائية في المنطقة، فلا يمكننا الاعتماد على صناعة تجميع السيارات فقط».

ووافق مجلس الاستثمار في البلاد في 31 من مايو أيار على 14 مشروعاً من 13 شركة، ما يمثل نحو 276.640 ألف سيارة كهربائية.

(رويترز).