«الاتجاه الوحيد نحو النجاح هو إلى الأمام»، هذا ما قالته رولا أبو منة، الرئيسة التنفيذية لبنك «ستاندرد تشارترد» في الإمارات، في حديثها مع «CNN الاقتصادية» بمناسبة عيد الأم.
• ما أبرز التحديات التي واجهتك في القطاع المصرفي؟
كأي قيادي آخر في القطاع، واجهتُ عدداً من التحديات خلال مسيرتي المهنية، يرجع بعضها بشكلٍ أساسي للمنافسة الشديدة في القطاع المالي. ولم يكن التغلب على هذه التحديات أمراً شائعاً على الإطلاق، خاصة مع التحديات الخاصة التي يواجهها الفرد في حياته.
ومع ذلك، تَمثل الحل بالنسبة لي في الاستمرار بالتركيز على الهدف، لذا يتوجب عليك تذكير نفسك دائماً بأهدافك ولا تستسلمي أبداً؛ ستواجهين الكثير من التحديات، كما ستفشلين في العديد من المهام؛ كل ما عليك القيام به هو الاستمرار في التركيز، وعدم الشعور بالإحباط والتعلم من أخطائك أثناء المضي قدماً، لأنه – في اعتقادي – الاتجاه الوحيد نحو النجاح هو إلى الأمام.
• كيف تحديت الصور النمطية في قطاع يهيمن عليه الذكور؟
من المؤكد أن تحدي القوالب النمطية في قطاع يمثل تحدياً كبيراً، ولكن هناك العديد من الطرق التي من خلال تجربتي يمكن أن تساعد النساء في التغلب عليها.
أولاً، من المهم أن تؤمني بنفسك وبقدراتك، ولا تدعي تصورات الآخرين تعوقك، وثانياً، ابحثي عن مرشدين وحلفاء يمكنهم دعمك ومناصرتك.
ثالثًا، اغتنمي فرص التعلم والنمو في المجال، سواء من خلال شبكة معارفك أو التدريب الرسمي، هذا بالإضافة إلى تحدي التحيزات عندما ترينها، سواء كان ذلك في العمل أو المجتمع.
وأخيراً، احتفلي بنجاحاتك وافتخري بالتقدم الذي تحرزينه، حتى لو كنتِ تعتقدين أنها خطوات صغيرة، فمن خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكنكِ تمهيد الطريق لمزيد من التنوع والشمولية ليس فقط داخل المنظمة التي تعملين بها ولكن عبر القطاع ككل.
• كيف تغيرت مشاركة النساء في القطاع المالي، خاصة على المستوى القيادي، مقارنة بما كانت عليه قبل 20 سنة؟
على مدى السنوات العشرين الماضية، شهدت مشاركة المرأة في القطاع المصرفي تغييرات كبيرة.
ومن أبرز التغييرات زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية. عملت النساء ببطء ولكن بثبات على كسر السقف الزجاجي في القطاع المصرفي، وشغلن مناصب إدارية وتنفيذية عليا.
يمكن أن يُعزى هذا التقدم إلى عدة عوامل، مثل مبادرات التنوع بين الجنسين، وتغييرات السياسات المؤسساتية، والتحولات في ثقافة الشركات.
ولكن رغم هذه التغييرات الإيجابية، فإنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحقيق المساواة، لا سيما من حيث الأجور والتمثيل في مستويات القيادة العليا في المؤسسات.
• ما التغييرات التي يحتاج إليها القطاع ككل لزيادة مشاركة المرأة في الأدوار القيادية؟
كان لي شرف تجربة مجموعة متنوعة من السياسات التي أثبتت فاعليتها في زيادة مشاركة النساء في الأدوار القيادية في بنك «ستاندرد تشارترد». وقد شكّل توفير فرص متكافئة للتقدم الوظيفي الخطوة الأولى، حيث تم تأسيس ذلك من خلال تنفيذ سياسات ترقية شفافة وقائمة على الجدارة، كما أطلقنا عدداً من برامج التدريب والإرشاد التي دعمت النساء في تطوير المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في المناصب العليا.
وقد كانت معالجة التحيز اللاواعي عاملاً مهماً آخر بالنسبة لنا في تعزيز التنوع والشمول، من خلال مجموعة من برامج التدريب والتوعية التي تسلّط الضوء على أهمية وجود ثقافة شاملة حيث يمكن للمرأة أن تنجح.
كما وضعنا ترتيبات عمل مرنة، مثل اتفاقيات العمل بدوام جزئي وعن بعد، ما ساعدنا في دعم النساء اللواتي يوازنّ بين مسؤوليات العمل ومسؤوليات تقديم الرعاية.
وتشمل المبادرات المهمة الأخرى زيادة الشفافية حول الأجور والترقيات، وخلق ثقافة داعمة تقدر التنوع. هذا مزيجٌ ساعد النساء في جميع أنحاء البنك على النمو والمشاركة في الأدوار القيادية، ما أدّى إلى نتائج أعمال أفضل وقوى عاملة أكثر تنوعاً وشمولية.
• ما نصائحك للفتيات الراغبات في دخول القطاع المصرفي؟
نصيحتي للفتيات الراغبات بالعمل في القطاع المصرفي أن يحافظن على تركيزهن بشكلٍ دائم والعمل باستمرار على تطوير مهاراتهن الشخصية.
عليهن التدرب والتعلم بشكل مستمر خاصة لمواكبة التغيرات الدائمة التي يشهدها القطاع المالي. وعليهن أيضاً أن يحرصن على المحافظة على ثقتهن بأنفسهن والعمل على توسيع شبكة معارفهن.
لقد ساعدتني هذه الخطوات في مسيرتي المهنية وأسهمت بشكل كبير في وصولي لقيادة قوة عاملة ضخمة في أحد البنوك العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مسؤولية يسعدني القيام بها.