جددت الهند قيودها على صادرات الأرز، ما عزز المخاوف بشأن تصاعد أزمة الغذاء العالمية، ورفع احتمالات مواجهة العديد من الدول انعدام الأمن الغذائي، ولن تكون دول الشرق الأوسط بمعزل عن التداعيات المحتملة، خاصة أكبر المشترين من الهند مثل الإمارات، والسعودية، ومصر.

وأعلنت الحكومة الهندية يوم الخميس الماضي وقف صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي، مبررة هذه الخطوة بارتفاع أسعار التجزئة، إثر نقص المحاصيل التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الأمطار الموسمية وتقلب الطقس.

وتمثّل الهند أكثر من 40 في المئة من صادرات الأرز العالمية، وقد يؤدي أي خفض في شحنات الأرز إلى تضخم أسعار المواد الغذائية المتسارعة بالفعل بسبب استمرار الحرب الأوكرانية والطقس المتقلب.

وصعدت أسعار الأرز عالمياً بنسبة 15 في المئة تقريباً خلال عام 2023 حتى يونيو حزيران، مقارنة بنظيرتها عام 2022 الماضي، بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة «الفاو».

ومع ذلك، أوضحت الحكومة الهندية في وقت متأخر يوم الخميس أن الحظر لا يتضمن الأرز المسلوق، الذي مثّل 7.4 مليون طن من صادرات البلاد عام 2022.

دول الشرق الأوسط وقرار الهند

نقلت شبكة «CNN» عن رئيس اتحاد مصدري الأرز، بي في كريشنا راو، قوله إن الهند ستعطّل سوق الأرز العالمي بسرعة أكبر بكثير مما فعلت أوكرانيا في سوق القمح، وهي تصريحات تؤكد المخاوف التي قد تطول دول العالم، ومن بينها تلك الواقعة في الشرق الأوسط.

وتظهر الإمارات والسعودية ضمن أكبر 20 دولة تستورد الأرز الأبيض غير البسمتي من الهند، ما يهدد بتضرر هذه البلدان من نقص الإمدادات الهندية.

كما تضم قائمة أكبر خمس دول في الشرق الأوسط من حيث صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي من الهند، مصر والجزائر وتركيا، في حين يظهر السودان الذي يصارع أزمات اقتصادية وسياسية بالفعل، في نهاية قائمة أكبر عشر دول في الشرق الأوسط.

وبدأ سريان القيود الهندية في العشرين من يوليو تموز الحالي، بينما تتصاعد دعوات من جميع دول العالم تحث نيودلهي على استئناف الشحنات، وسط حالة قلق بشأن مستقبل إمدادات الغذاء العالمية خاصة أن عدد من الدول الإفريقية الفقيرة تعتمد على كسر الأرز الهندي لتأمين احتياجاتها الغذائية.