تغلبت البرازيل أخيراً على اختناقات البُنى التحتية، التي أدت إلى مواجهة البلد الذي ينتج ثلاثة محاصيل من الذرة الصفراء سنوياً صعوبات في إيصال محاصيله الوفيرة إلى الأسواق الدولية، وخاصة بعد الاتفاقية التي أبرمتها مع الصين العام الماضي، والتي مهدت لإنهاء السيطرة الأميركية على السوق العالمية.
وكانت الشركة الوطنية للتموين توقعت أن يصل إجمالي حصاد الذرة الصفراء إلى 130 مليون طن، وأن تصل صادرات السلعة إلى 50 مليون طن بنهاية العام الجاري.
وتمتلك البرازيل مقومات تجعلها المصدر الأمثل للسلعة، منها مساحات شاسعة من الأراضي إلى جانب الموانئ النهرية شمال البرازيل، منها ميناء «باركارينا» وميناء «سانتاريم» إضافةً إلى ميناء «إيتاقي»، والتي تسعى جاهدة لاستغلالها في عمليات التصدير.
ومنحت الحكومة البرازيلية امتيازات لشركات إنتاج الحبوب المحلية والدولية أسهمت في فتح الباب لاستثمارات بنحو 8 مليارات دولار حتى عام 2020 لتطوير تلك الموانئ، والتي أسهمت في إنشاء وتطوير ما يقرب من 112 محطة بتلك الموانئ.
ونمت صادرات محطة «تيغرام»، التي تقع على نهر «إيتاقي» وتديرها شركات شحن محلية وأجنبية مثل «لويس دريفوس كوموديتيز» و«أماجي» بنسبة 306 في المئة خلال ثماني سنوات إلى ما يزيد على 13 مليون طن في عام 2022.
واستفادت طرق التصدير البرازيلية، وخاصةً الشمالية منها من قانون عام 2013، والذي أسهم في تشجيع تجار الحبوب مثل «كارغيل» و«بانجي» على بناء محطات جديدة بالموانئ للاستخدام الخاص.
تحدٍّ آخر
وتواجه البرازيل تحدياً آخر دفعها إلى إنشاء تلك المحطات، منها الافتقار إلى مساحات التخزين التي تناسب الإنتاج الوفير ما يدفع المزارعين البرازيليين إلى تكديس المحصول خارج المستودعات، والذي يؤدي إلى حشد الحصاد على الطرق، والذي بدوره يؤدي إلى اختناقات مرورية باهظة الثمن أو بيعها بسرعة.
وتفتقر الصناعات الزراعية في البرازيل إلى مساحات التخزين الشاسعة مثل أقرب منافسيها في سوق الحبوب أميركا وكندا فعلى سبيل المثال ارتفعت فجوة التخزين في ولاية ماتو جروسو والتي تعد الولاية الأولى في تصدير الحبوب إلى 46 مليون طن متري حتى عام 2021، ووفقاً لبيانات حكومة الولاية في ظل تضاعف الحصاد إلى 90 مليون طن خلال 10 سنوات.
(رويترز)