يبدو أن أزمة قطاع البيع بالتجزئة لم تجد طريقها نحو الانقضاء سريعاً، فقد كشفت مذكرة داخلية عن عزم كبير مسؤولي التجارة في « وول مارت» لعمليات الشركة في الولايات المتحدة، تشارلز ريدفيلد، تنحيه عن منصبه.
تمتد مسيرة ريدفيلد المهنية في «وول مارت» إلى نحو 32 عاماً، شغل فيها منصب كبير مسؤولي التجارة لمدة تتجاوز العام منذ يناير كانون الثاني 2022، وبعد تنحيه؛ فمن المقرر أن يحتفظ بدوره الاستشاري على أن ينتقل في الأول من مايو آيار.
في مذكرة اطلعت عليها «CNN الاقتصادية»، قال الرئيس التنفيذي لشركة «وول مارت» الأميركية جون فورنر، «إن ريدفيلد يريد قضاء المزيد من الوقت مع عائلته».
يأتي التغيير في القيادة بعد التحذيرات التي أبدتها أكبر شركة تجزئة في أميركا من مواجهتها لعام أكثر صعوبة في المستقبل، على أن تتعامل مع عام 2023 بحذر.
على الرغم من موسم العطلات القوي، توقعت «وول مارت» تباطؤ المبيعات وانخفاض معدل نمو الأرباح في فبراير شباط.
كانت مبيعات البقالة القوية مدعومة بمبيعات العطلات، إذ ارتفعت أسعار البقالة بنسبة 11.8 في المئة سنوياً في ديسمبر كانون الثاني، ما دفع العملاء نحو خيارات أكثر بأسعار تنافسية.
على الرغم من ذلك، فإن المبيعات كانت أبطأ لمنتجات العطلات التقليدية مثل الألعاب والإلكترونيات والملابس؛ في إشارة إلى تقليص المستهلكين للإنفاق التقديري.
خلال الربع الأخير المنتهي في يناير كانون الثاني، زادت مبيعات «وول مارت» بنسبة 8.3 في المئة، في المتاجر الأميركية المفتوحة لمدة عام واحد على الأقل، وقالت الشركة إن المزيد من العملاء يشترون علاماتها التجارية الخاصة، ويتسوق المزيد من الأسر ذات الدخل المرتفع في متاجرها.
قال المدير المالي لشركة «وول مارت»، جون ريني، في حديث لشبكة «سي إن بي سي»: «إن المستهلك يتعرض لضغوط شديدة، وإذا نظرنا إلى المؤشرات الاقتصادية، نجد أن الميزانيات العمومية بدأت تضعف، كما تتجه معدلات الادخار نحو الانخفاض مقارنة بالفترات السابقة، ولهذا السبب نتخذ نظرة حذرة للغاية حتى نهاية العام».
من المتوقع أن تواجه صناعة التجزئة بشكل عام تحديات كبيرة خلال العام الجاري بعد تباطؤ مبيعات العطلات.
بدأ ريدفيلد حياته المهنية من الصفر، حتى أصبح أحد المحاربين القدامى في «وول مارت»، يقول فورنر عنه في مذكرة اطلعت عليها «CNN»: «إن هناك تجاراً، ثم هناك كبير مسؤولي التجارة لدينا تشارلز ريدفيلد، ربما يمكنني التوقف عند هذا الحد، وسيعرف العديد من الشركاء عبر أعمالنا وصناعة البيع بالتجزئة بالضبط ما أعنيه»، ومن المقرر أن نعلن عن خليفة ريدفيلد قريباً.
هذا الأسبوع، أعلنت شركة «وول مارت» عن بيعها علامة « بونوبوس» التجارية للملابس الرجالية العصرية، لشركة «دبليو إتش بي غلوبال»، وشركة التجزئة «إكسبريس»، بثمن بخس مقابل 75 مليون دولار فقط، بعدما استحوذت عليها منذ 6 أعوام مقابل 310 ملايين دولار.
في ملاحظة، كتب العضو المنتدب لشركة «غلوبال داتا»، نيل سوندرز، أن السعر الصادم الذي بيعت به علامة «بونوبوس» يعود إلى الحالة الضعيفة التي يعاني منها البيع بالتجزئة، ولكن «وول مارت» أسهمت أيضاً في ذلك، بعد تجنبها تطوير العلامة التجارية على مدار السنوات الست الماضية.
(رامشياه ماروف- CNN)
(أسهم في التقرير ناثانيال ميرسون وجوردان فالينسكي- CNN)