تعرَّض موقع «تويتر» لانتقادات واسعة لمحاولته فرض رسوم على مطوري التطبيقات والأكاديميين التابعين لجهات خارجية للوصول إلى بيانات المنصة، وهي خطوة يقول المعارضون إنها أجبرت التطبيقات المستقلة على الإغلاق، وهددت بانتشار خطاب الكراهية.

الآن، قد تظهر ثورة مماثلة ضد «ريديت» بعدما قال مطور تطبيقات شهير، يوم الأربعاء، إن شركة وسائل التواصل الاجتماعي تطالبه بنحو 20 مليون دولار سنوياً لمواصلة تقديم تطبيقه الذي يسمح بالاستفادة من بيانات المنصة.

وقال مطور تطبيق «أبوللو»، كريستيان سيليغ في منشور على «ريديت»، يوم الأربعاء، إن التسعير الذي كشف عنه «ريديت» مؤخراً قريب من أسعار «تويتر»، ولا يستند إلى الواقع، قائلاً «إنني لا أملك هذا الحجم من المال، أو حتى أعرف كيف أشحنه إلى بطاقة ائتمان».

ويسلط منشور سيليغ الضوء على خطة أعلن عنها «ريديت» في أبريل نيسان لتفعيل هيكل تسعير يشبه «تويتر» للتطبيقات التي تسمح للبرامج الأخرى بالاستفادة من بيانات الشركة، بما في ذلك المنشورات والتعليقات.

و«أبوللو» ليس مطور التطبيقات الوحيد الذي تحدث عن الأمر، إذ قال بعض المطورين إن تغييرات «ريديت» ستحظر أيضاً الإعلانات في تطبيقات الجهات الخارجية، ما قد يحرم التطبيقات من أرباح الإعلانات، ويجبرهم على التحول إلى الخدمات المدفوعة.

ومع ذلك قال الرئيس التنفيذي لـ«تشات جي بي تي»، ستيف هوفمان، لصحيفة «نيويورك تايمز» في مقابلة أُجريت معه مؤخراً، ينبغي ألا يُتوقع من «ريديت» تقديم هذه البيانات إلى بعض كُبرى الشركات في العالم مجاناً، إذ طُورت نماذج اللغة الكبيرة مثل «تشات جي بي تي» باستخدام البيانات التي تُستخرج عادة من المحتوى الموجود عبر الإنترنت.

ومع انتشار تفاصيل خطة التسعير الخاصة بـ«ريديت»، يوم الأربعاء، لم يعترض الموقع على رواية سيليغ، لكنه أكد أنه لا يزال «ملتزماً بتعزيز نظام مطور آمن ومسؤول».

وقال المتحدث باسم الشركة، تيم راثشميت، في رسالة بريد إلكتروني، «إن الوصول الموسع إلى البيانات له تأثير وتكاليف متضمنة، وفيما يتعلق بالسلامة والخصوصية، فإننا ملزمون تجاه مجتمعاتنا بأن نكون مشرفين مسؤولين على البيانات».

يأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق طرح «ريديت» للاكتتاب العام، على الأرجح هذا العام، ويمكن أن يزيد عرض الأسهم من الضغط على «ريديت» لتحقيق نمو في الإيرادات، وقد تساعد القرارات الخاصة بتسعير واجهة برمجة التطبيقات المدفوعة في هذا الأمر.

لكن قد يأتي ذلك على حساب التطبيقات المستقلة، ومستخدمي «ريديت» الذين قد يواجهون تحديات في الوصول إلى النظام الأساسي للمنصة.

(بريان فونغ -CNN)