تباين أداء مبيعات علامات السيارات في السوق الأميركية في الربع الثاني من 2024، وكانت الأسباب الرئيسية لهذا التباين اختلاف سياسات التسعير والخصومات والعروض، وتفاوت سعر صرف عملة بلد المنشأ، وتفضيلات المواطن الأميركي، الذي يتحكم في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وأعلنت شركة هيونداي موتور الكورية الجنوبية عن ارتفاع قياسي في الأرباح والإيرادات الفصلية للأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو حزيران، متجاوزة التوقعات، إذ عززت أسعار الصرف المواتية والمبيعات القوية للسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات ذات هامش الربح المرتفع أرباحها.
أرباح هيونداي
وأعلنت هيونداي موتور، التي تعد مع شركتها التابعة كيا، ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم في حجم المبيعات، عن أرباح صافية قدرها 4 تريليونات وون (2.89 مليار دولار) في الفترة من أبريل إلى يونيو، ارتفاعاً من أرباح قدرها 3.2 تريليون وون قبل عام، وهي قيمة أعلى أيضاً من متوسط توقعات المحللين، الذين كانوا يرجحون تحقيق الشركة صافي ربح قدره 3.4 تريليون وون.
وصافي الربح المُعلن هو أعلى مستوى ربع سنوي منذ الرقم القياسي السابق المُسجل في الربع الثاني من عام 2022.
وتفوقت هيونداي في الأداء مقارنةً ببعض منافسيها، بما في ذلك شركة تسلا الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، وغيرها من شركات صناعة السيارات التقليدية مثل فورد، وذلك من خلال تعزيز مبيعات طرازات سيارات الدفع الرباعي الفاخرة والمركبات الهجينة في الولايات المتحدة، وهي خطوة ساعدتها أيضاً على تعويض ضعف المبيعات لفترة طويلة في السوق المحلية.
وتراجعت مبيعات السيارات المحلية في كوريا الجنوبية، ثاني أكبر سوق لشركة هيونداي، بنسبة 10 في المئة في الربع الثاني، بعد انخفاض بنسبة 16 في المئة في الربع الأول، إذ يعاني المستهلكون من ارتفاع التضخم وضعف الاقتصاد، بينما ارتفعت مبيعات هيونداي في الولايات المتحدة بنسبة 2.2 في المئة في الربع الثاني.
وقالت هيونداي إن مبيعات سيارات الدفع الرباعي ذات هامش الربح المرتفع شكلت نحو 80 في المئة من إجمالي المبيعات، بينما قفزت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 42 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرى المحللون أن سعر الصرف التنافسي في الربع الثاني ساعد على نمو أرباح هيونداي، بعدما انخفض الوون بنسبة 4.3 في المئة مقابل الدولار في الربع (أبريل- يونيو)، ما عزز مبيعات وأرباح هيونداي في الخارج.
مع ذلك، حذَّرت شركة صناعة السيارات من آفاق غير مؤكدة بسبب اشتداد المنافسة السعرية إذ يضغط التضخم وارتفاع أسعار الفائدة على المستهلكين، وقالت في بيان للأرباح «مع ضعف طلب المستهلكين على السيارات، نتوقع أن يكون هناك المزيد من المنافسة ومن المرجح أيضاً أن يزيد حجم الحوافز، ما يخلق توقعات أكثر تحفظاً للأعمال».
معاناة نيسان
على الجانب الآخر شهدت شركة نيسان موتور تدهوراً كبيراً في أرباحها، إذ محت الخصومات الكبيرة في الولايات المتحدة أرباح الربع الثاني (أبريل- يونيو) من العام، ما أدى إلى إضعاف هامش ربح الشركة.
وقد خالفت هذه الأرقام توقعات المحللين الذين توقعوا تجاوز الأرباح معدلات العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض أسهم نيسان بنسبة 7 في المئة، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ فبراير.
ويتعين على المستثمرين أن يشعروا بالقلق بشأن آفاق نيسان في الولايات المتحدة، وهو مصدر قلق جديد لشركة صناعة السيارات التي تكافح لتحسين حظوظها في سوق مهمة أخرى، وهي الصين.
وبلغ إجمالي الأرباح التشغيلية للفترة من أبريل إلى يونيو 995 مليون ين (6.5 مليون دولار) مقابل 128.6 مليار ين في الفترة نفسها من العام السابق، و164.4 مليار ين توقعها محللو أسهم الشركة.
ما يعني أن الأرباح المُحققة بلغت 4 في المئة فقط من المتوقع.
وقال الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا في مؤتمر صحفي بشأن الأرباح «هذا الربع كان صعباً للغاية بالنسبة لنيسان، ومع ذلك سنستعيد أداءنا من خلال اتخاذ إجراءات واضحة لمواجهة التحديات وإطلاق إصدارات جديدة».
وأضاف أن شركة صناعة السيارات تعمل على «تحسين تراكم المخزون» في الولايات المتحدة وستركز على تعزيز المبيعات من خلال تقديم إصدارات مُحدثة من سيارات الدفع الرباعي أرمادا ومورانو في النصف الثاني من السنة المالية.
وبعد أن عانت من أسوأ أداء ربع سنوي لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، خفضت شركة صناعة السيارات توقعاتها للأرباح التشغيلية للسنة المالية بنسبة 17 في المئة إلى 500 مليار ين، كما خفضت توقعاتها للمبيعات بنحو 50 ألف سيارة إلى 3.65 مليون سيارة، بسبب المبيعات الأضعف من المتوقع في كل من الولايات المتحدة والصين.
وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر سوقين لنيسان، إذ تمثلان نصف المبيعات العالمية، وهما السوقان الوحيدتان اللتان باعت فيهما أكثر من 100 ألف سيارة في هذا الربع، بينما موطنها اليابان، هو ثالث أكبر سوق لها في حجم المبيعات.
وبلغت مبيعات الربع (أبريل- يونيو) 787 ألف سيارة، ولكن الأرباح عانت من الخصومات الكبيرة وزيادة نفقات التسويق خاصة مع سعي نيسان للتغلب على المنافسة بالولايات المتحدة.
وقالت نيسان إن مبيعات الولايات المتحدة تضررت بسبب تحول السوق إلى السيارات الهجينة، كما تواجه حرب أسعار مع الشركات المحلية العملاقة بالصين.
وأضافت شركة صناعة السيارات ومقرها يوكوهاما الشهر الماضي أنها أوقفت الإنتاج في أحد المصانع الصينية الثمانية التي تديرها مع شريك محلي.