تعتزم شركة أبل فتح تقنية الدفع غير التلامسية على هاتفها آيفون أمام مطورين تابعين لجهات خارجية في بلدان متعددة، وذلك بعد ضغوط تنظيمية من السلطات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أعلنت شركة أبل في منشور على مدونتها يوم الأربعاء أن المطورين سيكونون قادرين على الوصول إلى شريحة (NFC) من أبل، والتي تعمل على تشغيل ميزات الدفع باللمس، في النسخة التجريبية لنظام التشغيل الجديد iOS 18.1، في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقالت شركة أبل إن هذه الميزة ستتوفر أيضاً في أستراليا والبرازيل وكندا واليابان ونيوزيلندا، «مع مواقع إضافية لاحقاً».

في الوقت الحالي، لا يمكن الوصول إلى شريحة (NFC)، وهي التقنية التي تقوم عليها أبل باي وأبل واليت، إلّا من خلال تطبيقات أبل الخاصة، وتحصل أبل على نسبة من مشتريات بطاقات الائتمان التي تتم من خلال ميزة الدفع باللمس على الجهاز.

وكانت شركة أبل قد زعمت في وقتٍ سابق أن تقييد وصول شريحة (NFC) إلى خدمة المحفظة الإلكترونية الخاصة بها يحمي أمن المستخدمين.

وللوصول إلى البرنامج لاستخدام الشريحة، سيتعين على المطورين إبرام اتفاقية تجارية مع شركة أبل، والالتزام بقواعد الأمن والخصوصية الخاصة بها ودفع «الرسوم المرتبطة».

ولم ترد أبل على الفور على طلب التعليق على الرسوم.

ويأتي القرار بعد أن وافقت شركة أبل على فتح الوصول إلى شريحة (NFC) في الاتحاد الأوروبي في تسوية مع هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد في يونيو حزيران بشأن القيود المفروضة على الوصول إلى الشريحة.

وفي الأسبوع الماضي، عرضت الشركة تنازلات إضافية على الجهة التنظيمية بالاتحاد الأوروبي في تحقيق تنظيمي منفصل حول قواعد متجر التطبيقات الخاص بها، إذ عدّلت كيفية السماح للمطورين بتوجيه العملاء خارج تطبيقاتهم لإجراء المدفوعات.

كما ظهرت قضية شريحة (NFC) في دعوى قضائية واسعة النطاق لمكافحة الاحتكار رفعتها وزارة العدل الأميركية ضد شركة أبل في مارس آذار، والتي اتهمتها على نطاقٍ واسع بالحفاظ بشكل غير قانوني على احتكار الهواتف الذكية.

ومن بين مزاعمها، قالت وزارة العدل إن أبل تمنع بشكل غير قانوني مزودي الدفع الآخرين الذين يمكنهم تقديم بدائل لأبل واليت، وقالت وزارة العدل إن أبل تفرض على مصدري البطاقات 0.15 في المئة على كل معاملة بطاقة تتم من خلال أبل باي.

واستشهدت بتقرير صادر عن مكتب حماية المستهلك المالي في الولايات المتحدة والذي قدر أن خدمة أبل باي سهّلت معاملات بقيمة مئتي مليار دولار في الولايات المتحدة عام 2022.

وفي حين أن الشركة لا تكشف عن مقدار ما تكسبه من الخدمات المالية، فإن الإيرادات في قسم الخدمات -الذي يشمل أبل باي- سجّلت نمواً متواصلاً مزدوج الرقم، ووصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الربع الماضي.

ولم يكن انتقالها إلى مجال المدفوعات سلساً تماماً؛ إذ تعمل شركة أبل حالياً على إنهاء شراكتها مع غولدمان ساكس في مجال بطاقات الائتمان وحسابات التوفير.

وفي وقت سابق من هذا العام أعلنت أبل أيضاً أنها ستلغي خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» بعد عام واحد فقط من إطلاقها في الولايات المتحدة.