لم تشهد أي شركة ربعاً أسوأ من شركة الأمن السيبراني، كراودسترايك، التي تسببت في خلل تقني عالمي في 19 يوليو الماضي، ما أدى إلى مشكلات هائلة لدى الجميع من تجار التجزئة وشركات التوصيل والمستشفيات إلى شركات الطيران.
ولكن عندما تعلن الشركة عن النتائج المالية بعد جرس اليوم الأربعاء للربع المالي الثاني، فمن المحتمل ألا يكون الأمر سيئاً على الإطلاق، وذلك لأن الأمر يستغرق وقتاً حتى يجد عملاؤها -حتى لو كانوا غاضبين من الشركة- بديلاً لكراودسترايك، حتى يستطيعوا حماية أنفسهم من المتسللين والمهاجمين الخبثاء.
يتوقع المحللون أن ترتفع أرباح الربع الثاني المعدلة لكراودسترايك بنحو 30 في المئة عن العام السابق، ولم يغير معظم المحللين تقديراتهم منذ الانقطاع.
وقلصت أسهم كراودسترايك خسائرها إلى 20 في المئة فقط مقارنةً بقيمتها قبل الانقطاع، بعد أن ارتفعت بنسبة 33 في المئة عن أدنى مستوى لها بعد الانقطاع الذي بلغته قبل ثلاثة أسابيع.
وقد اعترفت الشركة بأن المشكلة حدثت عندما قامت بتحميل تحديث معيب في أنظمة عملائها الذين يستخدمون برامج مايكروسوفت.
ولم يتأثر أحد أكثر من شركة دلتا للطيران، والتي استغرقت ما يقرب من أسبوع لاستئناف عملياتها العادية بسبب مشكلات في تشغيل برنامج تتبع الطاقم مرة أخرى، ما يعني أنها لم تتمكن من العثور على الطيارين ومضيفات الطيران الذين تحتاج إليهم للعمل.
وتقدر دلتا أن المشكلات كلفتها 500 مليون دولار نتيجة إيرادات مفقودة ونفقات متزايدة، وهي تستعد لمقاضاة كراودسترايك ومايكروسوفت في محاولة لاسترداد هذه التكاليف.
وانتقدت كراودسترايك ومايكروسوفت دلتا، وألقتا باللوم على شركة الطيران، وفي رسالة من المستشار القانوني لشركة كراودسترايك إلى محامي دلتا أكد الاستعداد لمواجهة أي دعوى قضائية، وأن مسؤوليتها التعاقدية محدودة «بملايين الدولارات».
وأصرت الشركة في يوليو تموز على أنها تمتلك الموارد التي تحتاج إليها لتحمل أي تكاليف قد تضطر إلى دفعها.
وفي نهاية الربع المالي السابق كان لدى الشركة سيولة بقيمة 3.7 مليار دولار، وفق دفاترها، وخط ائتمان إضافي بقيمة 750 مليون دولار، بالإضافة إلى وثائق تأمين تدعمها في تحمل المطالبات المحتملة.
قال راج جوشي، نائب الرئيس الأول في موديز الذي يتابع شركة كراودسترايك، «إذا كان الأداء يتدهور، فلن يظهر ذلك في الأرقام على الفور، بل سيتأخر»، لأنه حتى الشركات التي تقرر إنهاء التعاقد مع كراودسترايك، كضامن للأمن السيبراني، ستحتاج إلى وقت للبحث والتعاقد مع منافس جديد، مضيفاً «يمكن أن يستغرق الأمر من ثلاثة إلى تسعة أشهر».
ولكن المشكلة الأكبر بالنسبة لشركة كراودسترايك هي صعوبة بيع خدمات إضافية لعملائها الحاليين الذين عانوا من الانقطاع بالفعل، وقال إن جزءاً كبيراً من نمو الشركة يأتي من هذا النوع من توسعات العملاء الحاليين.
كانت موديز قد رفعت تصنيف كراودسترايك من تقييم «السندات غير المرغوب فيها» إلى تصنيف ائتماني من «الدرجة الاستثمارية» في مايو الماضي، مع نظرة إيجابية، ما يعني أنها تتوقع المزيد من التحسن في قدرات الشركة، وحتى الآن لم تخفض تصنيف الشركة بعد الانقطاع، لكنها خفضت نظرتها من إيجابية إلى محايدة، ما يعني أن نموها من المرجح أن يتضرر، حتى لو لم تخسر العديد من العملاء.
يقول جوشي: «السؤال هو هل ستتمكن الشركة من إدارة علاقاتها مع العملاء ومنحهم الثقة في أن هذا كان حادثاً لمرة واحدة فقط؟».