كانت كرايسلر ذات يوم أحد عمالقة صناعة السيارات في الولايات المتحدة، وإحدى الشركات الثلاث الكبرى، وتنتشر مصانعها ووكالات بيعها في مختلف أنحاء أميركا، لكن الشركة تراجعت بشكل مأساوي لتصبح اليوم أشبه بجسد راقد يعتمد على أجهزة التنفس الصناعي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
والإفاقة من الغيبوبة موضع شك.
بعد أن مرت الشركة بسلسلة من عمليات الشراء من قبل شركات
صناعة السيارات الأجنبية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، والإفلاس، والإنقاذ الفيدرالي الثاني في تاريخها، لم يتبقَّ للعلامة التجارية سوى سيارة صغيرة واحدة يتم تصنيعها في كندا وتجميعها في الولايات المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كرايسلر هي من قدمت للعالم سيارة الميني فان، ولكن ذلك كان منذ عقود من الزمان، الآن تواجه «باسيفيكا» صعوبات مثل أغلب طرازات الشركة الأم «ستيلانتيس» في الولايات المتحدة، فقد انخفضت مبيعات باسيفيكا في الولايات المتحدة بنسبة 21 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام، وانخفضت بنسبة 44 في المئة في الربع الثالث وحده، على الرغم من ارتفاع وتيرة مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بشكل عام في الربع الثالث.
وقد أدت أزمات ستيلانتيس إلى رحيل الرئيس التنفيذي، كارلوس تافاريس، بشكل مفاجئ هذا الأسبوع والبحث عن رئيس جديد يستطيع مواجهة هذه الأزمات، ومن المرجح أن ينتهي الأمر بالتخلص من العلامة التجارية الأيقونية التي كانت في السابق العلامة الرائدة في الشركة، حيث يتساءل الخبراء عما إذا كان هناك سبب معقول لبقاء علامة كرايسلر التجارية جنباً إلى جنب مع العلامات التجارية الثلاث الأخرى للشركة في أميركا الشمالية، جيب ودودج ورام.
فارقت الحياة
اتفق الخبراء، الذين تحدثوا إلى شبكة سي إن إن، على ضرورة التضحية بالطرازات والعلامات التجارية الأقل طلباً من أجل توجيه الموارد لإنتاج سيارات يريد الناس شراءها.
«لديك أربع علامات تجارية ولا توجد موارد كافية للحفاظ عليها جميعاً» كما قال إيفان دروي، مدير الرؤى في إدموندز «أنت مُقيد بطراز واحد في قطاع بالكاد يصمد، هذه العلامة التجارية فارقت الحياة».
في حين يصر المتحدثون باسم ستيلانتيس على أن علامة كرايسلر التجارية لن تنتهي، قال خبراء، لشبكة سي إن إن، إنهم يتفقون على أن علامة كرايسلر التجارية «تعاني في أفضل الأحوال»، وقد لا تنجو على الإطلاق، نظراً للمشكلات الحالية.
قالت إيرين كيتنج، المحللة التنفيذية في كوكس أوتوموتيف «أعتقد أن الدمج يجب أن يتم في المستقبل».
وفي يوليو الماضي، قال تافاريس إن ستيلانتيس ستفكر في التخلص من أي علامة تجارية لا يمكنها جني المال، ومع رحيل تافاريس سيعتمد مصير كرايسلر على من سيقود سفينة ستيلانتيس بعد ذلك.
الأسوأ قادم
تم بناء باسيفيكا في مصنع ستيلانتيس في أونتاريو، ونظراً لوجودها في كندا، فمن المتوقع أن تخضع الشهر المُقبل لتعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة، كما أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ما يجعل سعر الميني فان غير مقبول لمعظم المشترين.
ولو تحملت الشركة زيادة التعريفة الجمركية دون رفع أسعار السيارات ستكون السيارات غير مربحة لشركة ستيلانتيس، وهو أمر غير مرجح.
وعندما سألتها شبكة سي إن إن هذا الأسبوع عن خططها للمضي قدماً، قالت الشركة إنها تخطط لطرح نسخة كهربائية بالكامل من باسيفيكا في عام 2026، وطرح سيارة فوياجر، وهي سيارة ميني فان منخفضة السعر، مرة أخرى تحت علامة كرايسلر التجارية في عام 2025.
ولكن هناك تكاليف للحفاظ على علامة كرايسلر التجارية، بما في ذلك تكلفة التسويق التي سيتم خصمها من مصاريف تسويق العلامات التجارية الأخرى الأفضل أداءً.
من طرف الوكلاء، قال كيفن فاريش، رئيس مجلس وكلاء ستيلانتيس في الولايات المتحدة، إن اعتماد الشركة على سيارات باسيفيكا «لا يمكن أن يكون خطة دائمة بأي حال من الأحوال، أعلم أن كرايسلر تعمل على منتجات أخرى».
أزمات الشركة الأم
إحدى المشكلات التي تواجهها شركة ستيلانتس هي أنها أصبحت باهظة الثمن بالنسبة للعديد من المشترين التقليديين.
بحلول الربع الرابع من عام 2023، كان متوسط سعر بيع إحدى سيارات ستيلانتيس 58 ألف دولار في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات مؤسسة إدموندز، وهو أعلى سعر على الإطلاق في الصناعة، وبينما انخفض متوسط سعر سيارات ستيلانتيس إلى 55 ألف دولار في الربع الثالث من 2024، إلا أنه لا يزال ثاني أعلى متوسط سعر في الصناعة.
واعترفت الشركة أنها أضاعت فرصة كبيرة للنمو نتيجة عدم تقديم سيارة دفع رباعي منخفضة السعر للمبتدئين، وهذا الأمر لا يخص كرايسلر بالذات ولكن أزمات الشركة الأم تعطل جهود إصلاح الشركة التابعة.
وقال جيف شوستر، نائب الرئيس العالمي لأبحاث السيارات في جلوبال داتا، «أظن أن مراجعة أداء العلامات التجارية هي إحدى الخطوات الأولى التي سيتعين على الرئيس التنفيذي الجديد لستيلانتيس اتخاذها، إذا لم يكن القرار يتعلق بإعادة تشغيل خطوط إنتاج كرايسلر، فعليه أن يفكر في الدمج».