تصدرت بعض أبرز الشركات العالمية من التكنولوجية إلى العملاقة النفطية «ممالك الألف ألف مليون» بنهاية عام 2024، إذ تجاوزت قيمتها السوقية الحدود الخيالية، وهي إحدى أبرز المؤشرات التي تعكس قوة الشركات وأداءها المالي.

ويُظهر تصدر هذه الشركات قائمة القيمة السوقية، ليس فقط نجاحها التجاري بل أيضاً قدرتها على التأثير في الاقتصاد العالمي، وفي هذا المقال، سنستعرض أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، مع تسليط الضوء على الأسباب التي جعلتها تصل إلى هذه المكانة، ومدى تأثيرها في أسواق المال والتجارة.

العمالقة الثلاثة: أكثر من 3 تريليونات دولار

في قمة هذه القائمة المذهلة، نجد ثلاث شركات تجاوزت قيمتها السوقية حاجز الثلاثة تريليونات دولار، مدعومة بابتكاراتها وتوسعها العالمي، هي أبل وإنفيديا ومايكروسوفت.

تتربع أبل، على رأس القائمة بقيمة سوقية تبلغ 3.7 تريليون دولار بنهاية عام 2024، وهي شركة رائدة في التكنولوجيا التي تُعرف بابتكاراتها المذهلة مثل الآيفون والماك، وقدرتها على خلق منتجات تلبي احتياجات السوق وتحقق ولاء العملاء، ومؤخراً توسعت الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي ما يجعلها لاعباً رئيسياً في الاقتصاد الرقمي.

تأتي إنفيديا في المرتبة الثانية بقيمة سوقية تصل إلى 3.2 تريليون دولار، بفضل هيمنتها على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، ما دفعها لتصبح حجر الزاوية في الثورة التكنولوجية، ومع نمو الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تواصل أسهمها الصعود إلى آفاق جديدة.

قيمة إنفيديا تسجّل 50 تريليون دولار.. توقعات ممكنة أم مبالغة؟

في المركز الثالث نجد مايكروسوفت عملاق البرمجيات والخدمات السحابية، بقيمة تقدر بنحو 3.13 تريليون دولار، مدفوعة بنجاحها في الخدمات السحابية (Azure) والابتكار المستمر في منتجاتها مثل Office وTeams، فضلاً عن دعمها المستمر للأبحاث والاستثمارات في سوق الذكاء الاصطناعي.

العمالقة الخمسة: فوق تريليوني دولار

تجاوزت شركتا ألفابت وأمازون قيمتهما السوقية حاجز التريليون دولار بنهاية عام 2024، لتصل إلى 2.32 تريليون دولار، و2.3 تريليون دولار على الترتيب.

اعتمدت ألفابت الشركة الأم لمحرك البحث الأشهر عالمياً «غوغل» على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي وتقنيات السيارات ذاتية القيادة عبر Waymo، كما تعتمد على إيراداتها الإعلانية الضخمة التي تشكل قاعدة أساسية لاقتصاد الإنترنت، إلى جانب ذلك، تسعى الشركة لتنويع أعمالها من خلال مشاريع متقدمة مثل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر DeepMind وخدمات الحوسبة السحابية.

أما أمازون، رائدة التجارة الإلكترونية والخدمات السحابية، فقد شمل توسعها مجالات عدة مثل الذكاء الاصطناعي من خلال مساعدها الرقمي Alexa، وخدمات البث الرقمي عبر منصة Prime Video.

وتمتلك أمازون شبكة لوجستية عالمية ضخمة، ما يجعلها رائدة في إدارة سلاسل التوريد، كما أسهمت خدمات AWS السحابية بشكل كبير في تعزيز إيراداتها وتوسيع نفوذها في الاقتصاد الرقمي.

قائمة الذهب: فوق تريليون دولار

تتضمن قائمة الشركات، التي تتجاوز قيمتها السوقية التريليون دولار، عشرة عمالقة، وهي تتنوع بين قطاعات مختلفة مثل الطاقة والتكنولوجيا والاتصالات.

على سبيل المثال، «أرامكو السعودية» بقيمتها السوقية البالغة 1.8 تريليون دولار تمثل عملاق النفط العالمي، وتستثمر بشكل متزايد في الطاقة المستدامة.

أما «ميتا»، المعروفة سابقاً بفيسبوك، فاستطاعت أن تصل إلى 1.4 تريليون دولار بفضل هيمنتها على وسائل التواصل الاجتماعي واتجاهها نحو تقنيات الميتافيرس.

ومن الجانب الآخر، « تسلا» التي بلغت قيمتها 1.29 تريليون دولار، تعيد تشكيل مستقبل النقل من خلال سياراتها الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة.

كما تتضمن القائمة شركة برودكوم بقيمة سوقية تصل إلى 1.08 تريليون دولار، وهي لاعب رئيسي في صناعة أشباه الموصلات، بالإضافة إلى شركة تي إس إم سي التايوانية الرائدة في تصنيع أشباه المواصلات بقيمة سوقية تقدر بنحو 1.02 تريليون دولار.

الطريق من 100 إلى 500 مليار دولار

إذا اتجهنا إلى الشركات التي تقع في فئة نصف تريليون دولار فأكثر، نجد أسماء لامعة مثل «بيركشاير هاثاواي» و«وول مارت»، وبنك «جيه بي مورغان»، وشركة المدفوعات «فيزا»، من بين خمس عشرة شركة أخرى.

شركة بيركشاير، التي تتجاوز قيمتها 978 مليار دولار، تُظهر كيف يمكن للاستثمارات الذكية أن تبني إمبراطورية اقتصادية، أما وول مارت، بقيمتها البالغة 725.8 مليار دولار، فهي المثال المثالي على كيفية تلبية احتياجات المستهلكين بأسعار تنافسية.

ولا يمكن إغفال الشركات التي تقع في نطاق 250 مليار دولار إلى 500 مليار دولار، بما في ذلك «ماستركارد» و«إكسون موبيل» و«نيتفليكس»، وأوراكل وبنك أوف أميركا، وكوكاكولا وتويوتا وشيفرون، هي أمثلة على التنوع في القطاعات وتأثيرها الكبير على الأسواق، فـ«ماستركارد»، بقيمة سوقية تبلغ 483 مليار دولار، تقود الابتكار في المدفوعات الرقمية، بينما إكسون موبيل بقيمتها البالغة 472 مليار دولار تظل من أعمدة قطاع الطاقة.

أخيراً، عندما نتحدث عن الشركات التي تفوق قيمتها السوقية 100 مليار دولار، نجد عمالقة مثل سامسونغ وسيسكو ونستله، وويلز فارغو، وبيبسيكو، وماكدونالدز، وآي بي إم، ومورغان ستانلي، وشل، ولوريال، وغولدمان ساكس، وجنرال إلكتريك من بين 165 شركة أخرى، هذه الشركات قد لا تصل إلى قمة القائمة، لكنها تلعب دوراً محورياً في صناعاتها

أبطال الاقتصاد العالمي

تؤدي هذه الشركات دوراً محورياً في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، فهي ليست مجرد كيانات اقتصادية ضخمة بل تمتلك القدرة على التأثير في أسواق العمل من خلال توفير ملايين الوظائف المباشرة وغير المباشرة حول العالم.

وبفضل الاستثمارات الضخمة لهذه الشركات فهي تقود مسيرة الابتكار التكنولوجي والبحث والتطوير، ما يسرّع عجلة التقدم التكنولوجي في مختلف الصناعات، ويعيد تشكيل الاتجاهات الاستهلاكية من خلال ابتكار منتجات وخدمات تغير أنماط الاستهلاك وتجذب مليارات المستهلكين.

ومن بين التأثيرات المباشرة أيضاً هو علاقتها بسلاسل التوريد العالمية، فكونها مراكز رئيسية للإنتاج والتوزيع، يجعلها نقاط ارتكاز في حركة التجارة العالمية، بجانب مكانتها في الأسواق المالية العالمية، ما يجعلها قوى لا يستهان بها ليس فقط في التأثير على أسواق الأسهم، بل وعلى الاقتصاد العالمي ككل.

في النهاية، تمثل هذه الشركات قمم النجاح في الاقتصاد العالمي، ليست فقط أرقاماً على الورق، بل هي قوى تقود الابتكار وتؤثر على حياة الناس في كل مكان.