تباطأت وتيرة نمو النشاط التصنيعي في كندا خلال يناير كانون الثاني 2025، إذ أثرت التهديدات بفرض تعريفات جمركية أميركية على ثقة الشركات، رغم أن تحرك العملاء لاستباق هذه الضرائب أدى إلى أول زيادة في الطلبات التصديرية منذ 17 شهراً. وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في
كندا التابع لـ«إس آند بي غلوبال» إلى 51.6 في يناير كانون الثاني من 52.2 في ديسمبر كانون الأول، لكنه ظل فوق مستوى 50.0 للشهر الخامس على التوالي، وهو ما يشير إلى استمرار التوسع في القطاع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر يوم السبت أوامر بفرض تعريفات جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، مطالباً البلدين باتخاذ إجراءات للحد من تدفق الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين، غير أنه عاد وأجلها مرة أخرى لمدة ثلاثين يوماً، وذلك بعدما توصل البلدان إلى اتفاق يقضي بنشر 10 آلاف عنصر من الحرس الوطني المكسيكي على الحدود الشمالية لمكافحة تهريب المخدرات، لا سيما مادة الفنتانيل.
ورداً على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستفرض تعريفات انتقامية بنسبة 25 في المئة على بضائع أميركية بقيمة 155 مليار دولار كندي، أو نحو 115 مليار دولار، تشمل البيرة والنبيذ والأخشاب والأجهزة المنزلية، بحسب رويترز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال بول سميث، مدير الاقتصاد في «إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس»، إن «مسح يناير أبرز التأثير المعقد الذي تسببه التهديدات المحتملة بالتعريفات الأميركية على الاقتصاد التصنيعي في كندا».
وترسل كندا نحو 75 في المئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة، ما يجعلها شريكاً تجارياً حاسماً، وقد ارتفع مؤشر الطلبات التصديرية الجديدة إلى 50.3، مسجلاً أول زيادة فوق عتبة 50 منذ أغسطس آب 2023.
وأشار سميث إلى أن «الشركات لاحظت أن بعض العملاء يعجلون بتقديم طلباتهم لتجنب الرسوم الجمركية المحتملة، ما أدى إلى زيادة الإنتاج بين المصنّعين»، لكنه حذر من أن «التهديد بالتعريفات الأميركية يخلق قدراً هائلاً من عدم اليقين في الأسواق، ما يزيد من قلق الشركات إزاء اندلاع حرب تجارية مع شريك تجاري رئيسي».
وفي سياق متصل، انخفض مؤشر الإنتاج إلى 52.3 من 53.0 في ديسمبر كانون الأول، في حين بلغ مؤشر الإنتاج المستقبلي 57.1، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو تموز.
كما أسهم ارتفاع الدولار الأميركي، الذي قفز أمس الاثنين إلى أعلى مستوى له منذ 22 عاماً مقابل نظيره الكندي، في زيادة تكاليف المواد الخام، وذكرت «إس آند بي غلوبال» أن مؤشر أسعار المدخلات ارتفع إلى 58.3، وهو الأعلى منذ أبريل نيسان 2023، بينما صعد مؤشر أسعار المخرجات إلى 53.5 من 52.3 في ديسمبر كانون الأول.
وكان بنك كندا قد حذر الأسبوع الماضي من أن التعريفات الأميركية قد تؤجج التضخم المرتفع باستمرار، ما دفعه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 3 في المئة.