تهميش دور الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد ترامب.. لماذا؟

تهميش دور الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد ترامب.. لماذا؟

بات مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) غير واضح، خاصةً بعد تسريح الموظفين وخطط إدارة ترامب لدمجها مع وزارة الخارجية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس الاثنين، أنه يتولى إدارة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالنيابة، مؤكداً بذلك استيلاء وزارة الخارجية على الوكالة الإنسانية بحكم الأمر الواقع.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، الملياردير إيلون ماسك، قد انتقدا الوكالة بشدة، ولكن التحرك لإغلاقها قد يؤثر بشكل كبير على البرامج الإنسانية حول العالم.

ما هي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية؟

تأسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في أوائل الستينيات لإدارة وتنفيذ برامج المساعدات الإنسانية للحكومة الأميركية حول العالم.

تقدم الوكالة الأميركية المساعدات الإنسانية والتنموية للدول، وذلك بشكل أساسي عبر تمويل المنظمات غير الحكومية، والحكومات الأجنبية، والمنظمات الدولية، أو وكالات أخرى، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس.

وتدير الوكالة ميزانية ضخمة تجاوزت 40 مليار دولار في السنة المالية 2023، ما يشكل نحو 1 في المئة من الميزانية الفيدرالية الأميركية.

وتضم USAID نحو عشرة آلاف موظف، يعمل ثلثاهم في الخارج، ولديها مكاتب في أكثر من 60 دولة، كما تنشط في العديد من الدول الأخرى، ومع ذلك، يتم تنفيذ معظم الأعمال الميدانية عبر منظمات متعاقدة معها وممولة من الوكالة.

وحددت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مارس 2023، ثلاث أولويات رئيسية: مواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل الطوارئ المعقدة والاستبداد والأمن الصحي؛ وتطوير شراكات جديدة لدعم التنمية المحلية والقطاع الخاص؛ وتعزيز فاعليتها من خلال تطوير قدرات موظفيها وتبني برامج قائمة على الأدلة.

لماذا يريد ترامب ماسك إغلاق USAID؟

لطالما انتقد ترامب الإنفاق الخارجي، معتبراً أنه لا يوفر قيمة حقيقية لدافعي الضرائب الأميركيين، ووجّه انتقادات حادة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واصفاً كبار مسؤوليها بأنهم «مجانين متطرفون».

ومن المرجح أن يحظى إلغاء الوكالة بدعم شعبي، إذ تُظهر استطلاعات الرأي منذ السبعينيات تفضيل الناخبين الأميركيين لخفض الإنفاق على المساعدات الخارجية، وفقاً لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية.

وأصدر ترامب بعد تنصيبه أمراً تنفيذياً بتجميد المساعدات التنموية الخارجية الأميركية لمدة 90 يوماً، لإجراء مراجعة شاملة.

من جهته، صعّد إيلون ماسك انتقاداته للوكالة، واصفاً إياها بـ«المنظمة الإجرامية»، وداعياً إلى إلغائها بالكامل، تزامناً مع تعرّض موقعها الإلكتروني للإغلاق، دون توضيح رسمي لملابسات الحادث.

وقال ماسك، خلال محادثة عامة على منصة إكس التي يملكها، أمس الاثنين: «ناقشت قضية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الرئيس بالتفصيل، واتفق معنا على أنه يجب إغلاقها».

هل يستطيع ترامب إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية؟

رغم النفوذ الكبير الذي يتمتع به البيت الأبيض على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإن سلطته عليها تظل محدودة من الناحية النظرية.

تأسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 1961 بموجب قانون المساعدات الخارجية، وأُنشئت رسمياً بأمر تنفيذي من الرئيس جون كينيدي، وفي 1998، صدر قانون آخر أكد استقلالها كوكالة تنفيذية قائمة بذاتها.

بناءً على ما سبق، لا يمكن لترامب إلغاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمجرد توقيع أمر تنفيذي، إذ ستواجه محاولته تحديات قانونية في المحاكم والكونغرس.

ومن المرجح أن يتطلب إغلاقها بالكامل تشريعاً من الكونغرس، إذ يتمتع حزبه الجمهوري بأغلبية ضئيلة في كلا المجلسين.