رغم أن معظم المحللين البارزين في أكبر بنوك وول ستريت اعتقدوا أن تهديد الرسوم الجمركية مجرد خدعة، فإن الواقع يأخذ منحى مختلفاً، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت. وفرض دونالد ترامب يوم السبت رسوماً جمركية ضخمة بنسبة 25 في المئة على كل السلع القادمة من المكسيك ومعظم الواردات من كندا، على أن يسري القرار بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل، كما ستُطبق رسوم إضافية بنسبة عشرة في المئة على السلع الصينية في اليوم ذاته.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في رسالة نُشرت على منصة «تراث سول»، صرح ترامب قائلاً، «لا نحتاج إلى أي شيء لديهم، لدينا طاقة غير محدودة، يجب أن نصنع سياراتنا بأنفسنا، ولدينا خشب أكثر مما نستطيع استخدامه».
ويرى مؤيدو القرار، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان تشيس»، أن زيادة طفيفة في التضخم قد تُبرر تعزيز الأمن القومي الأميركي.
إلا أن النقاد يحذرون من أن ارتفاع التضخم واندفاع الأسواق نحو البيع قد يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الأميركي، فضلاً عن الآثار السلبية المحتملة على اقتصادات الصين وكندا والمكسيك، التي قد تنزلق إلى ركود.
ويُقدَّر نطاق الرسوم الجمركية الحالية بـ1.4 تريليون دولار من السلع المستوردة، وهو ما يزيد بثلاثة أضعاف على قيمة الرسوم التي شملت 380 مليار دولار خلال الفترة الأولى من رئاسة ترامب.
ورغم أن الرسوم السابقة لم تُحدث تأثيراً ملموساً على التضخم، فإن النطاق الحالي الأوسع قد يؤدي إلى تغييرات أعمق، خاصة مع بقاء بعض الإجراءات منذ إدارة بايدن.
التداعيات على الإمداد والأسعار
رغم أن بعض الشركات كانت قد أعدت خططاً للطوارئ، إلا أنها لم تكن في عجلة من أمرها لإحداث تغييرات جذرية في نظمها المعقدة التي تعتمد على شبكة تجارة عالمية مترابطة.
ونظراً إلى أن الواردات الأميركية هي من ستتحمل الرسوم، قد يدفع ذلك التجار لإعادة تمرير التكاليف إلى المستهلكين؛ الأمر الذي سينعكس على زيادة الأسعار تدريجياً.
وتشير أبحاث جديدة من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن حملة الرسوم الجمركية العدوانية ستجعل المستهلك الأميركي يدفع المزيد مقابل مجموعة واسعة من السلع، بدءاً من الأحذية والألعاب المستوردة وحتى الأفوكادو، وبحسب مؤسسة الضرائب، فإن الرسوم ستزيد العبء الضريبي على الأسرة الأميركية بمعدل 830 دولاراً في عام 2025.
كما ستواجه الشركات أيضاً ضغوطاً على هوامش أرباحها، إذ ستضطر إلى تحمل تكاليف إضافية أو تعديل سلاسل التوريد التي غالباً ما تكون غير مرنة.
أخبار ذات صلة
.related-articles{
display: block;
border: 1px solid #B9B9B9;
padding: 10px 15px;
}
.related-articles-content{
display: grid;
grid-template-columns: 1fr 1fr;
row-gap: 25px;
}
.related-articles-title{
font-size: 18px;
color: #006699;
line-height: 24px;
margin-bottom: 12px;
font-weight: 800;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: 1px solid #707070;
padding-right: 28px;
}
.titleContent, .related-article-title{
font-size: 13px !important;
color: black !important;
overflow: hidden;
display: -webkit-box;
-webkit-line-clamp: 4;
-webkit-box-orient: vertical;
}
.titleContent, .related-article-title p{
margin: 0;
}
.article-related-body {display:flex; align-items: center;}
.article-related-body .imgStyle{width: 129px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:69%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:8px;width:calc(100% - 129px);max-width:70%;}
.article-related-body .related-article-title{font-size:20px;line-height:22px;}
@media screen and (max-width: 992px) {
.article-related-body .imgStyle{width:140px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:100%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:20px;width:calc(100% - 140px);}
}
@media screen and (max-width: 767px) {
.related-articles-content{
grid-template-columns: 1fr;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: none;
padding-right: 0;
}
}
ردود الفعل في الأسواق العالمية
لم تقتصر تأثيرات القرار على الأسواق الأميركية فقط، بل امتدت إلى الساحة العالمية؛ فقد شهد مؤشر داو جونز انخفاضاً بنحو 544 نقطة (1.2 في المئة) مع افتتاح السوق، فيما تراجعت مؤشرات إس آند بي 500 وناسداك المركب بنسبة 1.7 في المئة و1.9 في المئة على التوالي.
وعلى الصعيد الدولي، انخفضت المؤشرات الأوروبية الرئيسية وتراجعت أسواق آسيا، كما هبطت أسعار البيتكوين والعملات الرقمية وسط مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل، ووفي الوقت ذاته شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً حاداً.
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار خام النفط الأميركي بنحو ثلاثة في المئة، بينما قفزت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة ثمانية في المئة.
ورغم تطبيق تعريفة جمركية أقل بنسبة عشرة في المئة على صادرات الكهرباء والغاز والنفط من كندا، حذَّر خبراء صناعة الطاقة من صعوبة إيجاد مصادر بديلة في وقت قصير.
وصرحت أنثي جيلديا، المسؤولة عن قطاع الطاقة في شركة «كيه بي إم جي» لشبكة CNN بأن «أية ترقيات للبنية التحتية لن تحدث بين عشية وضحاها»، ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف تكرير النفط في الولايات المتحدة وارتفاع أسعار المستهلكين.
ردود فعل الشركات والقطاعات المتأثرة
تعرضت أسهم شركات صناعة السيارات لضربة قوية؛ إذ تُصنع معظم السيارات الأميركية جزئياً في المكسيك أو كندا، وهما ما كانا يمثلان منطقة تجارة حرة سابقاً.
وانخفضت أسهم جنرال موتورز بأكثر من سبعة في المئة، وتراجعت أسهم شركة ستيلانتيس، المصنعة لسيارات جيب وكرايسلر، بنسبة في المئة، فيما هبطت أسهم فورد بأكثر من أربعة في المئة.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت معدلات الفائدة على السندات قصيرة الأجل نتيجة المخاوف من ارتفاع التضخم، في حين شهدت معدلات الفائدة طويلة الأجل انخفاضاً بسبب توقع ضعف النمو الاقتصادي.
ولم يتأخر قطاع الأعمال في التعبير عن معارضته، إذ توقعت بعض التقديرات أن تُضيف الرسوم الجمركية نحو 700 مليون دولار يومياً إلى الأعباء الضريبية على الشركات الأميركية.
وقد أبدت منظمات مثل غرفة التجارة الوطنية والجمعية الوطنية للمصنعين وعدة مجموعات في قطاع الطاقة انتقادات لاذعة لهذه الإجراءات.
وفي الوقت ذاته، طالبت الصناعة الزراعية بالحصول على دعم حكومي لتعويض التكاليف الإضافية، مشيرة إلى التجارب السابقة في الحروب التجارية التي ألحقت أضراراً بقطاع الزراعة.
مخاوف الحرب التجارية
أدت هذه الإجراءات إلى اندلاع حرب تجارية، إذ فرضت كل من كندا والمكسيك رسوماً انتقامية، بينما أعلنت الصين عن استعدادها لاتخاذ «الإجراءات المضادة اللازمة».
أخبار ذات صلة
.related-articles{
display: block;
border: 1px solid #B9B9B9;
padding: 10px 15px;
}
.related-articles-content{
display: grid;
grid-template-columns: 1fr 1fr;
row-gap: 25px;
}
.related-articles-title{
font-size: 18px;
color: #006699;
line-height: 24px;
margin-bottom: 12px;
font-weight: 800;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: 1px solid #707070;
padding-right: 28px;
}
.titleContent, .related-article-title{
font-size: 13px !important;
color: black !important;
overflow: hidden;
display: -webkit-box;
-webkit-line-clamp: 4;
-webkit-box-orient: vertical;
}
.titleContent, .related-article-title p{
margin: 0;
}
.article-related-body {display:flex; align-items: center;}
.article-related-body .imgStyle{width: 129px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:69%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:8px;width:calc(100% - 129px);max-width:70%;}
.article-related-body .related-article-title{font-size:20px;line-height:22px;}
@media screen and (max-width: 992px) {
.article-related-body .imgStyle{width:140px;}
.article-related-body .imgStyle .layout-ratio{padding-bottom:100%;}
.article-related-body .titleContent{padding-right:20px;width:calc(100% - 140px);}
}
@media screen and (max-width: 767px) {
.related-articles-content{
grid-template-columns: 1fr;
}
.related-articles .article-related-body + style + .article-related-body {
border-right: none;
padding-right: 0;
}
}
وبما أن الأمر التنفيذي الذي أعلن الرسوم يتضمن بنداً للانتقام، فإن الولايات المتحدة قد ترد برسوم إضافية تزيد من التكاليف، كما تعهد
ترامب بفرض جولة جديدة من الرسوم في 18 فبراير شباط المقبل، ربما على دول أخرى.
وتبقى النتيجة النهائية لهذه التجربة غير محسومة، إلا أن التنفيذ الفوري للرسوم الجمركية قد فتح فصلاً جديداً في المشهد التجاري العالمي، وستكشف الأيام القادمة عن مدى تأثير هذه الخطوة على الاقتصاد الأميركي والعالمي، في ظل تحديات جيوسياسية واقتصادية متعددة.
(ديفيد غولدمان، CNN).