حافظ الملياردير الأميركي والمستثمر الشهير وارن بافيت خلال مسيرته المهنية على العديد من القواعد التي ساعدته في النجاح ووضعته في قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم. وخلال مسيرة معجزة أوماها -كما يلقب- اتضح أن النجاح في الاستثمار لا يأتي من اتباع الاتجاهات السائدة، ولكن من الالتزام بالمبادئ الأساسية التي تظل صحيحة عبر الأجيال، وتوفر قواعد بافيت الخمس إطاراً شاملاً
لبناء ثروة دائمة مع الحفاظ على السلام الداخلي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
عش أقل من إمكاناتك
إحدى أشهر مقولات بافيت هي «إذا اشتريت أشياء لا تحتاج إليها، فسوف تبيع قريباً الأشياء التي تحتاج إليها».
وقال الخبير الاقتصادي ستيف بيرنز إن «أسلوب حياة وارن بافيت البسيط هو شهادة قوية على مبدأ البساطة الطوعية، فعلى الرغم من كونه من بين أغنى الأشخاص في العالم، فإنه لا يزال يعيش في المنزل نفسه في أوماها الذي اشتراه في عام 1958 مقابل 31500 دولار»، معقباً «يمتد هذا الالتزام بالتواضع إلى ما هو أبعد من اختياره لإقامته في كل جانب من جوانب حياته اليومية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف بيرنز «يعكس هذا الاختيار المتعمد الحس المالي العملي، فمن خلال الحفاظ على عادات يومية متواضعة، يوضح كيف أن التحكم في الإنفاق الشخصي يخلق رأس مال كبيراً لفرص الاستثمار، يُظهر نهجه أن تراكم الثروة يبدأ بقرارات يومية صغيرة بشأن الإنفاق».
إن العيش بأقل من إمكاناتك لا يتعلق بالحرمان بل بالاختيار المتعمد، وهذه الفلسفة تركز على أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الممتلكات الخارجية، ولكن من الرضا الداخلي والقرارات الحكيمة، يتماشى هذا المبدأ تماماً مع نهج بافيت في التمويل الشخصي، إذ يختار باستمرار المنفعة العملية على المكانة الاجتماعية.
ركز على ما يمكنك التحكم فيه
وقال وارن بافيت «يأتي الخطر من عدم معرفة ما تفعله».
ويرى بيرنز أن «مفهوم دائرة الكفاءة الشهير لبافيت يتماشى مع التركيز فقط على ما يقع تحت سيطرتك، لقد كان هذا المبدأ هو الذي قاد قراره بتجنب الاستثمارات التكنولوجية إلى حد كبير أثناء فقاعة الدوت كوم، وهو الاختيار الذي أثار انتقادات في البداية، ولكنه أثبت في النهاية أنه كان حكيماً، لقد حمى نهجه المنضبط للبقاء ضمن نطاق خبرته استثماراته خلال دورات السوق المتعددة».
وأضاف بيرنز «من خلال التركيز على الشركات التي يفهمها، أنشأ بافيت إطاراً موثوقاً به لاتخاذ القرار وسط فوضى السوق، يتطلب هذا النهج تقييماً ذاتياً صادقاً والتواضع للاعتراف بما لا تعرفه، تتحد فضيلة الوعي الذاتي مع حكمة الاستثمار العملية لبافيت لإنشاء إطار قوي لاتخاذ القرار».
ممارسة التفكير الطويل الأجل
وقال بافيت «يجلس شخص ما في الظل اليوم لأن شخصًا ما زرع شجرة منذ فترة طويلة».
تكشف استراتيجية الشراء والاحتفاظ الشهيرة لبافيت عن قوة التفكير الطويل الأجل في بناء الثروة، وتوضح فترات الاحتفاظ الطويلة لشركات مثل كوكاكولا كيف يمكن للصبر أن يزيد العائدات بمرور الوقت، يتطلب هذا النهج تطوير الانضباط العقلي لمقاومة الإغراءات قصيرة الأجل لصالح الفوائد الطويلة الأجل.
ويؤكد الخبير الاقتصادي أن «هذا النهج يتطلب اختيار الفوائد المستقبلية بدلاً من المكافآت الفورية، ومن خلال تبني هذه العقلية، يمكن للمستثمرين تجنب الفخ الشائع المتمثل في ملاحقة الأرباح السريعة على حساب المكاسب المستدامة، وتصبح القدرة على تأخير الإشباع أداة قوية لتراكم الثروة».
القيمة أهم من السعر
يشدد بافيت على أن «السعر هو ما تدفعه والقيمة هي ما تحصل عليه»، داعياً الأشخاص إلى الاهتمام بالقيمة أكثر من السعر.
وقال بيرنز «تعكس فلسفة بافيت في الاستثمار القائم على القيمة التمييز بين المظهر والواقع، ويعكس تفضيله للشركات الرائعة بأسعار عادلة بدلاً من الشركات العادلة بأسعار رائعة عبر التركيز على الجوهر وليس المظهر، ويساعد هذا المبدأ الأساسي المستثمرين على التعامل مع نشوة السوق والذعر من خلال التركيز على القيمة الأساسية».
وأضاف بيرنز «يتطلب الاستثمار القائم على القيمة تطوير في التفكير المستقل، ويتطلب هذا النهج تحليلاً دقيقاً للقيمة الأساسية بدلاً من اتباع اتجاهات السوق الرائجة، من خلال التركيز على القيمة الجوهرية يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات أفضل في الأسواق المالية وخيارات الشراء الشخصية».
ويعلم هذا المبدأ المستثمرين النظر إلى ما هو أبعد من أسعار السوق لفهم القيمة الجوهرية، من خلال تطوير القدرة على التمييز بين السعر والقيمة يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن كل من الاستثمارات والمشتريات الشخصية.
تعلم من أخطائك
وقال بافيت «أهم شيء يجب عليك فعله إذا وجدت نفسك في حفرة هو التوقف عن الحفر».
ويؤكد الخبير الاقتصادي ستيف بيرنز على أن «المناقشات الصريحة التي أجراها بافيت بشأن أخطائه الاستثمارية بما في ذلك استحواذه على شركة دكستر للأحذية تعكس نهج التعلم من النكسات»، مضيفاً أن «استعداده للاعتراف بأخطائه وتحليلها يوفر دروساً قيمة للمستثمرين الآخرين مع إظهار أهمية التواضع في اتخاذ القرارات الاستثمارية».
وتابع «بدلاً من إخفاء الأخطاء أو تبريرها فإنه يستخدمها كفرص للتدريس، تساعد هذه الشفافية بشأن الأخطاء الآخرين على تجنب المزالق المماثلة مع إظهار أهمية تكييف الاستراتيجيات القائمة على الخبرة، ويصبح التعلم من الأخطاء أداة حاسمة لتحقيق النجاح الاستثماري الطويل الأجل».
يحول هذا التحول في العقلية الفشل إلى أحجار أساس للنجاح في المستقبل، ومن خلال الحفاظ على التوازن العاطفي أثناء النكسات والتركيز على التعلم بدلاً من الندم، يمكن للمستثمرين بناء أساس أقوى لاتخاذ القرارات في المستقبل.