شهدت الأسهم الأوروبية انطلاقة قوية في عام 2025، متفوقة على نظيرتها الأميركية بأفضل أداء لها منذ عقد، ما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في إمكانيات السوق الأوروبية بعد سنوات من الأداء المتواضع، تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسهم الأوروبية في يناير كانون الثاني بلغت ثاني أعلى مستوى لها خلال 25 عاماً، حيث يسعى المستثمرون للاستفادة من الفجوة الكبيرة في تقييمات الشركات بين أوروبا والولايات المتحدة، وقد قادت بورصات فرانكفورت وزيورخ ولندن وميلانو وباريس هذا الصعود، ما دفع مؤشر ستوكس 600 للارتفاع بأكثر من 5.5 في المئة، متجاوزاً مكاسب ستاندرد آند بورز 500 التي لم تتعدَّ 2.7 في المئة. عوامل تدعم استمرار الزخم الأوروبي
يأمل المستثمرون أن يؤدي تخفيف السياسة المالية الألمانية بعد الانتخابات، وتراجع التوترات في أوكرانيا، وعدم تصعيد التعريفات الجمركية الأميركية، إلى تعزيز جاذبية الأسواق الأوروبية، كما أن التراجع الأخير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة في وول ستريت، بسبب ظهور منافسين صينيين أرخص، قد يفتح المجال أمام قطاعات أخرى، مثل قطاع السيارات الأوروبي، لتحقيق انتعاش طال انتظاره.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما أن مؤشرات التحليل الفني تشير إلى احتمالية استمرار هذا الأداء القوي خلال الأشهر المقبلة، حيث تُظهر البيانات أن الأسهم الأوروبية تتداول عند أدنى خصم تاريخي بنسبة 37.5 في المئة مقارنة بنظيرتها الأميركية، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية.
التحديات الهيكلية قد تعيد وول ستريت إلى الصدارة
ورغم هذا الصعود، يشير المحللون إلى أن التحديات الهيكلية المستمرة قد تحُدّ من قدرة الأسواق الأوروبية على تحقيق تفوق مستدام على المدى الطويل، فمنذ أواخر الثمانينيات، نمت الأسهم الأميركية بمقدار 25 ضعفاً، بينما لم تتجاوز الأسهم الأوروبية نمواً بمقدار ستة أضعاف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويُحذر خبراء الاستثمار من أن أوروبا لا تزال تعاني من مشكلات هيكلية، بما في ذلك الاعتماد المحدود على الطاقة، وضعف الحوكمة، والتجزئة في أسواق رأس المال والطاقة، وتباطؤ النمو السكاني والاستثمارات التكنولوجية مقارنة بالولايات المتحدة.
ورغم التوقعات بارتفاع نمو أرباح الشركات الأوروبية إلى 7.9 في المئة هذا العام، بعد نمو ضعيف بنسبة 1 في المئة في 2024 وانكماش 3.9 في المئة في 2023، لا تزال وول ستريت تحافظ على تفوقها المتوقع بمعدل نمو أرباح 14.1 في المئة في 2025.