رسوم ترامب الجمركية.. هل تعيد تشكيل مستقبل التصنيع الأميركي؟

تعريفات ترامب تربك الشركات الأميركية وتعطل استثماراتها (شترستوك)
تعريفات ترامب تربك الشركات الأميركية وتعطل استثماراتهم
تعريفات ترامب تربك الشركات الأميركية وتعطل استثماراتها (شترستوك)

أربكت الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب على شركائه التجاريين، خطط الاستثمار لشركات أميركية أرادت التوسع في دول أخرى منها تلك الدول التي فُرضت عليها الرسوم.

وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بتعزيز التصنيع المحلي، وساعد هذا الموقف في كسب الدعم في المناطق الصناعية الباهتة، بما في ذلك الولايات المتأرجحة.

ولكن الآن بدأت هذه السياسات في التبلور، بما في ذلك التحركات هذا الأسبوع لفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على جميع واردات الصلب والألومنيوم، والتي تعد بارتفاع أسعار المواد الخام على الشركات.

وفي الوقت نفسه، خلق تهديد الحروب التجارية حالة متزايدة من عدم اليقين بشأن الكيفية التي ينبغي للشركات أن تشكل بها سلاسل التوريد العالمية الخاصة بها.

ولاحظ نيك بينشوك، الرئيس التنفيذي لشركة سناب أون، وهي شركة تصنيع أدوات مقرها كينوشا بولاية ويسكونسن، أنه من الصعب على عملائه -وكثير منهم من الميكانيكيين ذوي الياقات الزرقاء- ألا يشعروا بعدم اليقين الناجم عن الحروب المستمرة، والنزاعات المتعلقة بالهجرة، والتضخم.

بعد النجاة من الفيدرالي ظهرت تعريفات ترامب

تضرر قطاع التصنيع، الذي يمثل 10.3 بالمئة من الاقتصاد، بشدة من تشديد السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بين مارس آذار 2022 ويوليو تموز 2023 لترويض التضخم.

ورغم أن البنك المركزي بدأ في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول الماضي، فإن قطاع المصانع أظهر القليل من علامات التحسن في النمو.

وشهد نشاط التصنيع في الولايات المتحدة توسعاً في يناير كانون الثاني لأول مرة منذ أكثر من عامين، لكن التهديد بالرسوم الجمركية جعل خبراء الاقتصاد يتساءلون عما إذا كان من الممكن استدامة التعافي.

على الرغم من ذلك انتعشت بعض الأنشطة الصناعية بشكل قوي، وذلك بفضل دفاتر الطلبات التي امتلأت حتى فاضت خلال فترة الوباء.

وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة إيمرسون، مزود حلول الهندسة ومقرها سانت لويس، عن أرباح الربع الأول التي تجاوزت التقديرات الأسبوع الماضي، بمساعدة الطلب المرن في وحدة الصمامات والمنظمات.

وفي المقابل، تستعد الشركة لتطبيق زيادات الأسعار والرسوم الإضافية لحماية أرباحها إذا ضربت التعريفات الجمركية الجديدة المكسيك.

«حتى الأسبوعين الماضيين كان يُعتقد أن المصانع الأميركية تستعد لعام قوي في عام 2025»، بحسب ديفيد ماكجريجور، المحلل الكبير ورئيس شركة لونغبو للأبحاث في كليفلاند، وأشار إلى أن معظم هذه الشركات لديها تراكم جيد للطلبات.

ضعف الإنفاق يشكل تحدياً

يري ماكجريجور في أحدث موجة من تقارير الأرباح ضعف الإنفاق من قبل المستهلكين على السلع التقديرية الكبيرة، مثل الدراجات النارية.

وتتوقع شركة هارلي ديفيدسون، صانعة الدراجات النارية ومقرها ميلووكي، أن تكون أرباح وإيرادات عام 2025 ثابتة إلى منخفضة بنسبة 5 في المئة حيث تشعر الشركة بضعف الطلب من قبل المستهلكين تجاه المشتريات الكبيرة.

كما انخفض الطلب على جميع أنواع الألعاب باهظة الثمن، في حين أجبر التضخم الثابت وأسعار الفائدة المرتفعة المزيد من المستهلكين على إعطاء الأولوية للإنفاق على الضروريات.

أحدهم يفكر في التوسع خارج الولايات المتحدة ولكن أين؟

في شركة هوسكو، التي يقع مقرها في واكيشا بولاية ويسكونسن، قال الرئيس التنفيذي راميريز إن أعماله لا تزال قوية ولا يزال يريد المضي قدماً في هذا التوسع بمجرد التخطيط له في المكسيك، ولكن ليس في الولايات المتحدة.

«البناء في الولايات المتحدة ليس خياراً، لأن العناصر التي سيتم إنتاجها في العملية الجديدة تحتوي على نسبة عالية من العمالة، وأفكر في بعض الدول الأخرى ذات التكلفة المنخفضة، ربما الهند»، بحسب راميريز.

لكن الأسابيع الأخيرة أظهرت أن الرسوم الجمركية قد تضرب أي مكان، كما قال راميريز، معقباً «لقد رأينا كيف يمكن أن تتغير الأمور، لذا فإن اتخاذ القرار أمر مرهق حقاً».