تسعى الهند لتعزيز علاقاتها التجارية مع قطر، عبر مضاعفة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 28 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لما أعلنته وزارة الشؤون الخارجية الهندية يوم الثلاثاء، كما تدرس نيودلهي توقيع اتفاقية تجارة حرة (FTA) مع الدوحة لدفع عجلة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. جاء هذا الإعلان بعد محادثات جمعت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي بدأ زيارة رسمية إلى الهند تستمر يومين.
وناقش الطرفان سبل توسيع التعاون في مجال الطاقة، إذ تعد
قطر أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي المسال للهند، كما وقع الجانبان اتفاقيات رئيسية لتعزيز التجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا، والطاقة، ما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاقتصادية طويلة الأمد.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الهندية أن اتفاقية التجارة الحرة قيد الدراسة، إذ يمكن أن تفتح الباب أمام تدفقات استثمارية وتجارية أكبر، ما يعزز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة.
قطر شريك استراتيجي في قطاع الطاقة
تعد قطر المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال (LNG) للهند، حيث وفرت 10.74 مليون طن متري من الغاز بقيمة 8.32 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023، ما يمثل 48 في المئة من إجمالي واردات الهند من الغاز المسال.
كما تعد الدوحة أكبر مصدر لغاز البترول المسال (LPG) إلى الهند، بحجم واردات بلغ 5.33 مليون طن متري بقيمة 4.04 مليار دولار، وهو ما يشكل 29 في المئة من إجمالي واردات الهند من الغاز البترولي المسال.
وبالإضافة إلى قطاع الطاقة، تعد قطر مورداً رئيسياً للكيماويات، والبتروكيماويات، والألمنيوم، والبلاستيك، فيما تصدر الهند إلى قطر المنتجات الغذائية، والمعادن، والآلات الكهربائية، والملابس، والمواد الكيميائية، والأحجار الكريمة، والمطاط.
تعزيز التعاون الدفاعي والاستراتيجي
لم يقتصر التعاون بين البلدين على الاقتصاد فقط، بل امتد إلى المجال الدفاعي، إذ تشارك الهند بانتظام في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري (DIMDEX)، كما تستضيف تدريبات عسكرية مشتركة وتقدم برامج تدريبية للعسكريين القطريين في مؤسساتها الدفاعية.
علاقات تاريخية واتفاقيات لتعزيز الروابط الثنائية
يتمتع البلدان بعلاقات قوية تمتد لعقود، إذ تعد الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في قطر، وتسهم بفعالية في تطوير الاقتصاد المحلي، وخلال العقدين الماضيين شهدت العلاقات الدبلوماسية زيارات رفيعة المستوى، حيث زار أمير قطر الهند في 2015، في حين زار مودي الدوحة في 2016.
ومع استمرار المحادثات حول اتفاقية التجارة الحرة، وتوسيع التعاون في الطاقة والاستثمارات، يبدو أن العلاقات الهندية-القطرية تتجه نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، مدفوعة بالمصالح الاقتصادية المشتركة والتعاون المستمر في مختلف المجالات.