بعد يوم من دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ، تواجه كندا مخاطر ارتفاع أسعار المستهلك والبطالة، ما قد يؤدي إلى ركود الاقتصاد الناشئ. إذ تعتمد كندا على الولايات المتحدة في 75 بالمئة من صادراتها وثلث وارداتها، وتمثل الصادرات إلى أميركا ما يقرب من 18 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من 2.4 مليون وظيفة، ولذلك فإن اعتمادها على التجارة لتحقيق النمو الاقتصادي يجعل الدولة عُرضة لحرب تجارية طويلة الأمد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتوقع البنك المركزي الكندي توقف نمو كندا بشكل دائم بسبب
التعريفات الجمركية، في حين سيشهد التضخم ارتفاعاً قد يستمر إذا استمرت التعريفات الجمركية.
وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو في مؤتمر صحفي يوم أمس: «لن أبالغ في التفاؤل، سيكون الأمر صعباً».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
نمو لا يكتمل
بدأ الاقتصاد الكندي في إظهار علامات التحسن بعد عدة أرباع هزيلة بفضل 6 تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة من بنك كندا.
بلغ النمو الاقتصادي السنوي في الربع الرابع في كندا 2.6 بالمئة، متجاوزاً التوقعات، وانخفض معدل البطالة بفضل الإضافات القوية للوظائف في يناير، كما تحولت إنتاجية العمالة إلى إيجابية في عام 2024 لأول مرة منذ جائحة كورونا.
لكن قد تكون طفرة النمو قصيرة الأجل، اعتماداً على المدة التي تظل فيها التعريفات الجمركية سارية.
وقال كريج ألكسندر، رئيس منظمة ألكسندر إيكونوميك فيوز، وهي منظمة بحثية اقتصادية مستقلة، «إذا استمرت الرسوم الجمركية إلى أجل غير مسمى، فإنها ستمحو تقريباً عامين من النمو الاقتصادي».
وقال إن الاقتصاد قد يشهد ركوداً قليلاً، لكنه حذر من أن هذا التقدير لا يأخذ في الاعتبار تأثير أي رسوم جمركية أخرى.
كندا عند نقطة تحول
وقال راندال بارتليت، نائب كبير الاقتصاديين في ديسجاردينز: «نحن عند نقطة تحول، فإن كل الأخبار الجيدة في الماضي فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي والوظائف والتضخم من المرجح أن تنعكس».
وتوقع أن ينزلق الاقتصاد إلى الركود، ربما يبدأ في الربع الثاني من هذا العام، مضيفا أن البطالة قد ترتفع إلى 8 بالمئة، مقابل 6.6 بالمئة حالياً.
استثناء السيارات من التعريفات
وقال رئيس وزارة التجارة الأميركية إن إدارة ترامب ستعلن في وقت لاحق من اليوم الأربعاء بشأن التعريفات الجمركية، حيث يزن ترامب الاستثناءات المحتملة لبعض القطاعات مثل السيارات.
وقال عمدة وندسور بولاية أونتاريو، إن التأثيرات على صناعة السيارات قد تشعر بها في غضون أيام، أما تسريح العمال للمصنعين فقد يبدأ في غضون أسبوع.
وأضاف: «سيكون البعض قادراً على مواجهة التعريفات لفترة أطول قليلاً من الآخرين، لكن نسبة 25 بالمئة على مستوى المجال يعد نطاقاً كارثياً لصناعة السيارات ككل».
وقال خبراء الاقتصاد إنه إذا استمرت التعريفات الجمركية في التراكم، فسوف تنتشر عبر العديد من قطاعات الاقتصاد.
وأضافوا أن الأسر ستدفع إلى مزيد من الديون، وسوف تتضرر أرباح الشركات، وسوف تتضرر عائدات الحكومة، وسوف تحدث عمليات تسريح واسعة النطاق، وسوف ترتفع حالات التخلف عن سداد المستهلكين والشركات، وقد تفقد المقاطعات الكندية تصنيفاتها الائتمانية.
وقال ديف ماكاي الرئيس التنفيذي لبنك رويال أوف كندا، أكبر بنك مقرض في البلاد، «إن هذا القرار من شأنه أن يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص الأقل حظاً من الناحية الاقتصادية».
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25 بالمئة على جميع الواردات من كندا باستثناء منتجات الطاقة، والتي تخضع لضريبة بنسبة 10 بالمئة بدءاً من يوم الثلاثاء.
وبعد أن أعلنت كندا عن تدابير انتقامية فورية على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي، هدد ترامب بمزيد من الرسوم الجمركية.
وقال خبراء الاقتصاد أيضاً إن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي سيكون واسعاً وعميقاً ويستغرق وقتاً طويلاً.