أعلن المستثمر الشهير وارن بافيت، البالغ من العمر 94 عاماً، عن خططه للتنحي عن منصبه كرئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاواي، لينتهي بذلك عصر «عراف أوماها» في شركة بيركشاير بعد قيادتها لعقود من الزمن، وجعلها واحدة من أكبر الشركات قيمة سوقية في العالم.
خلال قيادته، نجح
وارن بافيت في تحويل شركة بيركشاير هاثاواي للنسيج المتعثرة إلى إمبراطورية مالية تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، إذ كان يجمع الأموال بمعدل سنوي يبلغ نحو 20 في المئة لأكثر من ستة عقود، وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وكانت فلسفة بافيت الاستثمارية هي شراء الشركات التي تحقق نمواً بأسعار عادلة والاحتفاظ بها إلى الأبد، مثل أسهم شركات أبل وبنك أوف أميركا وكوكاكولا، لكن ماذا سيحدث في شركته الاستثمارية بعد تنحيه.
هل يستغل خليفة وارن بافيت الفرص الضائعة؟
كشف الملياردير الأميركي وارين بافيت عن خليفته في رئاسة مجموعة بيركشاير هاثاواي Berkshire Hathaway، مؤكداً أن نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، غريغ أبيل، سيخلفه في رئاستها عقب تنحيه عن المنصب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويرى الملياردير بيل أكمان، الذي يدير شركة «بيرشينج سكوير كابيتال مانجمنت» في حديثه في بودكاست «وورلد ورايز أوف بويار» أن نهج وارن بافيت الحذر في الاستثمار تسبب في إهدار الفرص وإبطاء نمو بيركشاير.
وأشار بيل إلى شركة «سكة حديد برلنغتون نورثرن»، التي اشتراها وارن في عام 2009، واصفاً إياها بأنها الأقل كفاءة في التشغيل بين شركات السكك الحديدية الكبرى، كما انتقد بافيت لفشله في الاستفادة من انحدارات السوق، وخاصة تلك التي حدثت في عام 2020 أثناء الوباء العالمي، عندما حقق بيل نفسه مليارات الدولارات من خلال الرهان ضد السوق.
وقال بيل أكمان، إنه اتصل شخصياً بوارن بافيت في فبراير 2020 لتحذيره من تأثير الوباء على الأسواق المالية، لكنه تجاهل مخاوفه ثم تجمد عندما انهارت الأسهم، معلقاً «اعتقدت أن وارن سيستغل هذه الفرصة المذهلة لشراء الأسهم، لكنه تجمد».
ويرى أكمان، أن النهج الصارم لبافيت سوف يتغير في الشركة، لأن خليفته غريغ أبيل، سوف يتبنى نهجاً أكثر عملية، ما يجعل أعمال بيركشاير تعمل بكفاءة أكبر، معلقاً «الآن سوف يكون هناك المزيد من المشغلين المسؤولين عن بيركشاير، وأعتقد أن هناك الكثير من القيمة التي يمكن خلقها في بيركشاير من خلال عمليات أفضل».
أبناء وارن بافيت في مجلس إدارة بيركشاير
ورغم أن وارن بافيت لا يزال يحظى باحترام لا مثيل له، فإن مجلس إدارة بيركشاير ليس مجرد مجموعة من الموالين، فبعض الأعضاء حلفاء منذ فترة طويلة، ولكن آخرين من المفكرين المستقلين الذين يتفقون مع بيل أكمان في التحرر من النهج الصارم لبافيت.
إن أقرب شخصين إلى وارن هما غريغ أبيل وأجيت غين، كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة، ومن المتوقع أن يكون غريغ، الذي اختير لخلافة وارن، مخلصاً تماماً لرؤيته.
كما أن ابنا وارن بافيت، وهما: هوارد وسوزان، من بين أعضاء مجلس الإدارة، لذا فإن الأمر قد تم إقراره، بالإضافة إلى رونالد أولسون، محامي وارن القديم، والذي كان مستشاراً قانونياً موثوقاً به لسنوات، ومن المرجح أنه لن يصوت ضد وارن أبداً في حالة قرر عدم ترك منصبه.
ولكن عضو مجلس الإدارة كينيث شينولت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أميركان إكسبريس، معروف باستقلاليته الشديدة، وقد انتقد بعض تصرفات وارن بأدب، وسوزان ديكر، الرئيسة السابقة لشركة ياهو، وهي أحد المعارضين لبافيت في مجلس الإدارة.
بالإضافة إلى ميريل ويتمر وكريستوفر ديفيس، وهما من المتخصصين في الاستثمار، وعضوان في مجلس الإدارة بشكل أساسي لتقديم وجهات نظر خارجية، لذا فهما يتعارضان كثيراً مع نهج بافيت.
وأقرت شركة بيركشاير بالمخاطر التي قد تترتب على رحيل وارن بافيت في تقريرها السنوي، محذرة من أن خسارته قد يكون لها تأثير سلبي ملموس على الشركة، لكن وارن اعترف بنفسه في آخر رسالة له إلى المساهمين بأن وقته قد اقترب من نهايته، فهل ستكون النهاية للمستثمر الشهير؟