وارن بافيت: الرسوم الجمركية «إعلان حرب» يهدد اقتصاد العالم

وارن بافيت: الرسوم الجمركية «إعلان حرب» يهدد اقتصاد العالم

وصف وارن بافيت، المستثمر الأسطوري والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاوي، الرسوم الجمركية بأنها «إجراء حربي» أو بمثابة «إعلان حرب» قد يضر بالاقتصاد العالمي.

جاء ذلك خلال مقابلة نادرة له مع شبكة سي بي إس، إذ تطرق إلى آثار الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على شركائها التجاريين، محذراً من تأثيراتها السلبية على الأسعار والمستهلكين، فما الذي يقصده بافيت بهذه التصريحات؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

التداعيات على التجارة والأسعار

يرى بافيت الملياردير الأميركي، أن الرسوم الجمركية تعد بمثابة ضريبة على السلع، وقد ترفع الأسعار للمستهلكين بمرور الوقت، مشيراً إلى أن المستهلكين هم من سيتحملون التكلفة.

كما تُعتبر الرسوم الجمركية عائقاً للتجارة بين البلدان من خلال رفع الضرائب على السلع المستوردة، وغالباً ما يتم تحميل هذه التكاليف الجديدة على المستهلكين من خلال رفع الأسعار، وفقاً لبافيت.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويرى العديد من الاقتصاديين هذه الرسوم أيضاً كأداة سياسية، تُستخدم أحياناً في الحروب التجارية، وليست إطاراً فعالاً للتجارة الدولية.

الاقتصاد الأميركي والعالمي

تنتظر الأسواق الأميركية أن يفرض ترامب الرسوم الجمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة يوم الثلاثاء، مع فرض 25 في المئة رسوماً على السلع القادمة من كندا والمكسيك، ويزيد الرسوم التي فرضت على الصين.

وتوقعت بعض التقديرات أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة تكلفة السلع اليومية التي يعتمد عليها المستهلكون الأميركيون، مثل الإلكترونيات والمركبات، نظراً لاعتمادها على سلاسل التوريد العالمية.

وتأتي هذه الرسوم في وقت تتراجع فيه الثقة الاستهلاكية في الولايات المتحدة وسط قلق بشأن التضخم.

التهديدات التجارية من الصين وأوروبا

من جانبها ردت الصين على الولايات المتحدة بفرض رسومها الجمركية الخاصة، ما أثار المخاوف من حدوث حرب تجارية مشابهة لما حدث في ولاية ترامب الأولى، خاصة أن هذه المرة، تشمل أهداف الرسوم الجمركية دولاً أخرى مثل الاتحاد الأوروبي، إذ طرح ترامب خطة «الرسوم الجمركية المتبادلة» على البلدان التي تفرض رسوماً على السلع الأميركية.

ولم يوضح بافيت تعليقه بشأن الرسوم الجمركية كونها «عملاً حربياً»، لكن الرسوم الجمركية لطالما ارتبطت بسياسات الحماية التجارية التي تؤثر على السياسة الخارجية الانعزالية، ففي ثلاثينيات القرن الماضي، بعد أن رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية كجزء من قانون «سموت هولي» لعام 1930 (الذي زاد من حدة الكساد الكبير)، أفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن ذلك كان بمثابة إعلان (حرب اقتصادية).

وفي عام 2016، وصف بافيت مقترحات ترامب لفرض الرسوم الجمركية بأنها «فكرة سيئة للغاية»، وعندما سُئل عن حال الاقتصاد الأميركي، قال بافيت إنه يعتبره «أكثر المواضيع إثارة في العالم»، لكنه رفض التعليق بشكل أكبر.

بيركشاير هاثاوي

لفتت بيركشاير هاثاواي أنظار المستثمرين العام الماضي بسبب زيادة ضخمة في النقد لدى شركة بافيت التي جمعت 334.2 مليار دولار في الربع الأخير، مقارنة بـ167.6 مليار دولار في العام الماضي.

وتراوحت هذه الأموال بين بيع أسهم شركات كبرى مثل «أبل» و«بنك أوف أميركا»، ما أثار تساؤلات حول رؤية بافيت للسوق الأميركية.

ورغم أن بيركشاير عززت موقفها النقدي، فإن أرباحها التشغيلية في الربع الأخير قفزت إلى رقم قياسي، وحققت أسهمها أعلى مستوياتها على الإطلاق الأسبوع الماضي.

وفي هذا الصدد قال بافيت إن معظم الأموال التي يديرها ستظل دائماً في الولايات المتحدة رغم المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، واصفاً إياها بأنها «أفضل مكان للاستثمار»، وقائلاً «كنت محظوظاً أنني وُلدت هنا».

(جون توفيغي، CNN).